بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
بالإضافة إلى تهم بتدبير حوادث إرهابية وتصفية الكفاءات.. بلاغ يتهم مبارك وعز بالتورط في إسقاط طائرة البطوطي
بعد أيام قليلة من نشر صحيفة "الشروق" المصرية تفاصيل جديدة فى قضية الطائرة بوينج الرحلة 99 التى غرقت قبالة السواحل الأمريكية فى أكتوبر عام 1999 وعلى متنها 36 من العلماء والعسكريين المصريين تقدم رجل الأعمال المصري عصام المغربي ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الرئيس السابق حسني مبارك وعدد من المسئولين السابقين بالمسئولية عن مقتل الضحايا، في حين قالت ابنة أحد الضحايا إنه تم شطب القضية من المحكمة إثر تقديمها بلاغا آخر بنفس الاتهام.
وكانت الطائرة تضم 33 عسكريا عائدين إلى مصر بعد دورات تدريبية متقدمة فى العلوم العسكرية بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى 3 علماء مصريين فى مجال الذرة كانوا يدرسون هناك، ولم ينجُ في الحادث أي من الركاب أو طاقمها المكون من أحمد الحبشي وجميل البطوطي وعادل أنور.
وظهر بعد الحادث تقرير لهيئة السلامة الأمريكية زعم أن مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار، مستدلا على ذلك بجملة قالها وهي: "توكلت على الله"، وهو ما قوبل باستنكار شديد من الرأي العام المصري كونها في الثقافة المصرية جملة لا يقولها منتحر، وإنما يقولها الإنسان المتدين وهو يهم بعمل يطلب من الله معونته فيه.
وتحدثت تقارير أخرى وقتها عن إصابة الطائرة بصاروخ وتورط المخابرات الأمريكية الإسرائيلية، ولم يبدو أن السلطات المصرية وقتها تعاملت بشكل واضح مع هذه التقارير، ولف القضية الغموض حتى تشجع عدد من أهالي القتلى وأحد الشهود بعد ثورة 25 يناير وقدموا بلاغات إلى النائب العام تتهم نظام مبارك بالمسئولية عن دماء الضحايا.
وفي هذا قال رجل الأعمال عصام المغربي، أحد الشهود، في فضائية "مودرن حرية" الأربعاء 1-6-2011 إنه تقدم ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك وعدد من المسئولين السابقين بالمسئولية عن مقتل من كانوا بالطائرة، بالإضافة إلى مسئوليتهم مع وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، عن التخطيط للعديد من الحوادث الإرهابية التي هزت مصر للإبقاء على قانون الطوارئ، وتصفية كفاءات مصرية نادرة.
الشخصية المجهولة
وسرد المغربي شهادته قائلا: "اختارني رجل أعمال مصري شهير ومعي 35 شخصا للسفر إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج تابع للمعونة الأمريكية من الفترة من 14 حتي 31 أكتوبر عام 1999، وبعد سفري حاولت أمريكية يهودية تجنيدي، وعرضت علي إغراءات مادية كبيرة مقابل التعاون مع المخابرات الأمريكية".
"تم تقديم سفر الوفد إلى 29 بدلا من 31 بشكل مفاجئ، وأخبرتني الأمريكية التى اتضح فيما بعد أنها يهودية وتدعى كاثرين أن هذا في مصلحتي، وبعد حادث سقوط الطائرة اكتشفت مصرع 36 من العسكريين والعلماء المصريين، وهو نفس عدد الوفد الذي كان مقررا أن يعود علي نفس الطائرة، وحينها تذكرت كلمة كاثرين حول أن تقديم موعد السفر في مصلحتنا، فقمت بإبلاغ أحد مسئولي المخابرات المصرية، ثم تلقيت اتصالا من مسئول برئاسة الجمهورية يطلب مني الصمت وعدم الحديث في هذا الموضوع".
ويحكى المغربى عن كاثرين التى تحدثت معه عن مستقبل الحياة السياسية في مصر، مؤكدة له أن جمال مبارك سوف يكون الوريث الرسمي لعرش مصر ومعه رجل الأعمال أحمد عز، على أن يأخذ شخص ما مهام عز بعد ذلك حين يتولى الأخير رئاسة الوزراء في عهد جمال مبارك، مشيرة إلى أن جميع هؤلاء أثبتوا ولاءهم بعد تصعيد حادث الطائرة "بوينج 990".
"بتعليمات من الرئيس"
يستكمل الرواية من بعده المحامي محمود العفيفي الذى قال إن مسئولا كبيرا من رئاسة الجمهورية في عهد مبارك طلب من موكله عصام المغربي عدم التحدث في الأمر، قائلا له: "احمد ربنا إن الشخص الذى توسط لك للسفر إلى أمريكا أعادك للبلاد مرة أخرى"، غير أن العفيفي قال إن مسئولا بالمخابرات العامة المصرية نصحهم بعد الثورة باستخدام كافة الطرق لكشف ملابسات الحادث والأسرار المحيطة به.
وتساءل في هذا الصدد عن سبب سفر 33 ضابطا بالقوات المسلحة مع 3 علماء ذرة بعدما تم التلاعب في الحجوزات وإلغاء سفر بعض الأشخاص الآخرين: "سفر هذه الشخصيات على طائرة واحدة كان خطأ كبيرا يجب محاسبة كل من شارك فيه"، وتساءل: "ألم يعلم قائد القوات الجوية وسلطات مطار القاهرة والمخابرات الحربية بتلك التعديلات في الحجوزات والرحلة أم لا ؟".
وفي رأيي العفيفي فإن الحادث تم تدبيره بتعليمات من الرئيس المخلوع مبارك، مطالبا النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود، ببدء التحقيق في البلاغ الذى قدمه يوم 8 مايو حول الحادث؛ رحمة بالمصريين.
"أرخص ثمن"
وتقدم العفيفي قبل أيام ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس المخلوع ونجله جمال وأحمد عز ووزير داخليته حبيب العادلي ورجال أعمال آخرين بالتخابر مع دول أجنبية معادية لمصر، وذلك بالاتفاق والمساعدة في قتل كل من يظهر تفوقه من أبناء القوات المسلحة، وكذلك زرع الفتنة وإضعاف مقدرات الشعب المصري البشرية والاقتصادية والعلمية.
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن مقدم البلاغ قوله إنه يمتلك أدلة تشير إلى أن حبيب العادلي وعز وجمال هم المسئولين عن ملف الطوارئ والمناورات، والذي من شأنه التخطيط والإشراف على تنفيذ حوادث إرهابية في مصر من وقت لآخر لاستمرار العمل بقانون الطوارئ، بالإضافة إلى مجموعة عمل المناورات العسكرية ومن مهامها التعرف على القدرات البشرية للقوات المسلحة المصرية لتصفية كل من تثبت كفاءته، وذلك من خلال مناورات "النجم الساطع" العسكرية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف مقدم البلاغ أيضا أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي كان يحصل في مقابل تنفيذ تلك المهام على مبالغ مالية كبيرة من خلال عمليات غسيل أموال التى كانت تتم عبر حاويات يقوم العادلي بتأمين دخولها ويحصل على 10% منها، وأحمد عز يحصل على 10%، والرئاسة 30%، حتى إن ما وصل للعادلي وعز حتى عام 2005 أكثر من 20 مليار دولار.
وتحدثت تقارير بعد تنحي مبارك فى 11 فبراير عن احتمال تورط حبيب العادلي وجمال مبارك فى تفجيرات شرم الشيخ عام 2005 لخلاف مع رجل الأعمال حسين سالم الذى يسيطر على معظم فنادق المدينة.
ومن جانبه استبعد وليد البطوطي، ابن شقيق جميل البطوطي، مساعد الطيار في الطائرة إعادة التحقيق في القضية لأسباب سياسية و"لتواطؤ" مسئولين كبار في الدولة لايزالون موجودين الآن بالسلطة.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع برنامج "محطة مصر" في فضائية "مودرن حرية" أن وزير الخارجية في ذلك الوقت، عمرو موسى، ورئيس الوزراء السابق، أحمد شفيق، ومسئولين آخرين يعلمون أسرارا خطيرة عن حادث الطائرة، لكنهم يلتزمون الصمت، مشيرا إلى أن المحامين الأمريكان ساوموا أسر الضحايا المصريين، وهددوهم، واستخدموا معهم عدة وسائل لإجبارهم على التنازل عن القضية، بما يؤكد أنتهم مسئولون عن الحادث، وقال إن تعليمات صدرت لأسر الضحايا بعدم نشر نعى للضحايا في الجرائد.
وقالت سماء طومان، نجلة كبير مضيفي الطائرة، إنها تقدمت بطلبين لوزير الداخلية للحصول على صورة من ملف القضية، بينما طلبت من رئيس الوزراء والمجلس العسكري الوقوف بجانب أسر الضحايا، إلا أنها فوجئت بتجاهل وبشطب القضية في المحكمة، وبان جهة مصرية اتفقت مع محامي الضحايا وأجبرتهم على عدم نظر القضية، وبالفعل تركوا القضية، وأن مسئولين أخبروها بأن الدم المصري يُشترى بأرخص ثمن.
المصدر: اون اسلام