موضوع: أزواج وزوجات فى بيوت مطمئنة ( الحلقة 46 ) الخميس يونيو 23, 2011 6:42 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ايها الزوجين الكريمين ... مرحلة جديدة من مراحل العمر ... كبرت ونضجت البنات فى تربية طيبة مباركة منكما والان انتما فى انتظار الزوج الصالح لابنتكما ... اذكرك ايها الاب الكريم وايتها الام الفاضلة ... كما تزوجتما على الدين والخلق ... زوجوا اولادكم كذلك ... عودوا الى الحلقات الاولى فى هذا الشأن واختاروا لابنائكم كما اخترتم لانفسكم ... وهذه بعض التوصيات التى تذكركما بمرحلة الحياة هذه
لقد كرم الإسلام الأنثى [المرأة] ورفع قدرها فهي الأم والزوجة والأخت والبنت.
وعندما جاء الإسلام حرم قتل الأنثى وشن من الأحكام ما يضمن حقوقها ويحفظ حياتها ويرفع شأنها، وحث الرجال على حمايتها ورعايتها وضع الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن رزق بناتًا فرباهن وأحسن تربيتهن وكن بابًا من أبواب دخول الجنة والمغفرة له.
ـ وكانت حكمة الله في بقاء الإناث لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون الذكور كأنه نوع من أنواع التكريم لتلك الأنثى التي كانت بالأمس تنتقل من رحم الأم إلى حفرة القبر دون اعتبار لإنسانيتها وكرامتها، وكان هذا أول إكرام للمرأة في خير بيت ـ بيت النبوة ـ فمنح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم بناته من حبه وعطفه ما لا يمكن وصفه.
فماذا قال رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فضل رعاية البنات؟
1ـ رعاية البنات حجاب من النار:
كما جاء في الحديث المتفق على صحته من حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها:
[[من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار]].
قال القرطبي في تفسيره: سماهن بلاءً لما ينشأ عنهن من العار أحيانًا.
2ـ رعاية البنات تكون سببًا في الحشر مع الرسول يوم القيامة:
فعن أنس ـ رضي الله عنه قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[[من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه]]. [رواه مسلم].
3ـ رعاية البنات تكون سببًا في دخول الجنة:
فعن جابر قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
[[من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل: وثنتين يا رسول الله، قال: وثنتين]]. [أحمد والبخاري في الأدب المفرد].
ولكن انتبه أيها الأب ... وأيها الراعي:
هذه الأحاديث مقيدة بقيود ليفوز العبد بهذا الجزاء الجميل.
فما هي الشروط والقيود التي قيد بها هذا الأجر العظيم؟
الشروط اجتمعت في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [[فأحسن إليهن]].
وقد جاءت الروايات تفصل هذا الشرط الجامع وهو الإحسان.
فكيف تحسن إلى البنات؟
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [[يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن]] إذن شروط الإحسان إلى البنات ثلاثة الإيواء والكفاية والرحمة.
1ـ الإيواء:
ما المقصود بالإيواء؟ الإيواء يكون على ثلاثة وجوه:
وأولها: إيواؤها إلى أم صالحة تقية عفيفة تصونهن وتحفظهن وتكون قدوة لهن وفي ذلك يقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ [[فاظفر بذات الدين تربت يداك]].
ثانيها: إيواؤها في خدرها، أي تعليمها أن تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة أو طاعة وهذا معنى قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن} فأمر النساء بالقرار في البيت فهو أستر لهن وأحفظ لحياتهن.
ثالثها:ـ الإيواء في بيت عامر بالذكر والطاعة والعمل الصالح.
فبعض النساء لا يخرجن من البيت ولكن بيوتهن عامرة بالاختلاط بين أولادهن وبين أبناء الأقارب بدون حجاب ولا غطاء، وكذلك الاختلاط بالسائق والخادم إن وجدا.
وبعض النساء لا يخرجن من البيوت ولكن بيوتهن عامرة بأجهزة الفساد فتشاهد البنات الفساد وتتعلم الحرام مما يفسد عليها دينها ودنياها.
عزيزي الأب .. إن الإيواء الحقيقي يكفون في خدر ساتر يحافظ على عرضك ويصونه.
[2] الكفاية:
كيف يكفي الأب البنات؟
المراد قد فسره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وراية مسلم بقوله: [[من عال جاريتين حتى تبلغا]].
قال النووي ـ رحمه الله ـ: [[عالهما]] قام عليهما بالمئونة والتربية.
ويفسره أيضًا: قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [[وكساهن من جدته]].
فكفاية المرأة حاجتها الضرورية من طعام ولباس ومئونة هي من الواجبات ومن أعظم القربات التي يتقرب بها الرجال إلى الله.
وانتبه أيها الأب فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكفيهن، ولم يقل يطغيهن كما يفعل بعض الآباء فيبالغ في توفير طلبات ابنته كلما اشتهت اشترى لها، فقد يكون هذا الإغداق مهلك للفتاة وسببًا في نشوزها على بعلها لأنها تفتقد ما نشأت عليه.
[3] الرحمة:
كيف يرحم الأب البنات؟
أن يعطف عليهن ويشفق عليهن ولا يضربهن إلى غير ذلك من معاني الرحمة وهذا ما يتبادر إلى الذهن، ولكن الرحمة الحقيقية بالبنات هي:
أولاً: رحمتهن بتجنيبهن النار، وذلك بتربيتهن على شعائر الإسلام وإقام الصلاة والحجاب والستر والعفاف يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
ثانيًا: رحمة غرائزهن ومشاعرهن:
فمن الآباء من لا يرحم مشاعر بناته ولا يراعى غرائزهن فيدخل في بيته ما يثير الشهوات ويحرك المشاعر من مجلات هابطة وقنوات ساقطة، فتقع البنات في صراع داخلي بين شهوتها وغريزتها وبين دينها وخوفها من ربها كالرجل الذي يعرض ألذ المأكولات على بناته وهن جياع ثم لا يطعمهن أرحيم هو أم جبار؟
ـ ومن مظاهر عدم رحمة مشاعر البنات تأخير زواجهن إلى أن يبلغن سنًا كبيرة أو عضل البنات، يعني منع تزويج البنات بغير سبب مشروع.
فاتقوا الله أيها الآباء وأحسنوا إلى بناتكم.
1) عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني , فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها , فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت وابنتاها , فدخل علي النبي عليه الصلاة والسلام فحدثته حديثها فقال من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار. رواه مسلم
وهذا فضل عظيم لمن أبتلي بالبنات وأحسن إليهن يكون سببا في دخول الجنة , وذكر النووي أن النبي سماه ابتلاء لأن الناس يكرهونهن في العادة .
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار . رواه الترمذي .
( قوله : ( من ابتلي بشيء من البنات )
بصيغة المجهول أي امتحن قال الحافظ في الفتح : اختلف في المراد بالابتلاء هل هو نفس وجودهن أو ابتلي بما يصدر منهن , وكذلك هل هو على العموم في البنات أو المراد من اتصف منهن بالحاجة إلى ما يفعل به . وقال النووي تبعا لابن بطال : إنما سماه ابتلاء لأن الناس يكرهون البنات , فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ورغب في إبقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من أحسن إليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن . وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : يحتمل أن يكون معنى الابتلاء هنا الاختبار أي من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل أيحسن إليهن أو يسيء ؟ ولهذا قيده في حديث أبي سعيد بالتقوى فإن من لم يتق الله لا يأمن أن يتضجر بمن وكله الله إليه أو يقصر عما أمر يفعله أو لا يقصد بفعله امتثال أمر الله وتحصيل ثوابه والله أعلم .
( كن له حجابا من النار ) أي يكون جزاؤه على ذلك وقاية بينه وبين نار جهنم حائلا بينه وبينها , وفيه تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال . ) تحفة الأحوذي .
والحديث فيه دلالة واضحة على العدل بين الأولاد حيث قسمت الأم التمرة بين البنتين
2) عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهن تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار . رواه مسلم
انظروا إلى هذا الإيثار وهذه التضحية من هذه الأم الحنون الذي جعل أم المؤمنين تعجب منه فبسبب هذا الحنان وهذه التضحية أعتقها الله من النار قال تعالى ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) .
3) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو , وضم أصابعه . رواه مسلم
وهذه بشارة عظيمة لمن رزقه الله البنات وأحسن إليهن وأنفق عليهن فهو مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة , وكفى بذلك فخرا وفضلا .
4) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولدت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ( أي الذكور ) أدخله الله الجنة . رواه الحاكم
فهذا الحديث بين كيف تكون معاملة البنات أن لا يئدها ويدفنها وهي حية كما يفعل في الجاهلية , أن لا يعاملها باحتقار ومهانة بل يحفظ كرامتها وعزتها , ولا يؤثر أبناؤه الذكور عليها بل يعاملها كما يعاملهم سواء بسواء .
5) عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار ) أخرجه أحمد
لقد بين النبي عليه السلام أن إطعام البنات ولباسهن والصبر على الإنفاق عليهن يكون ذلك حجابا له من النار .
6) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة قيل يا رسول الله , فان كانتا اثنتين ؟ قال وان كانتا اثنتين قال فرأى بعض القوم أن لو قالوا له واحدة لقال واحدة . رواه أحمد
7 ) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة رواه أبو داود .
فيه تأكيد حق البنات على حق البنين لضعفهن عن الاكتساب .
8 ) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة . رواه الإمام أحمد والترمذي .
وهذا دليل على الإحسان إلى البنات بشكل عام سواء كانت بنتاً أو أختاَ فهل يعي ذلك من يكرهون البنات !!!
لو تدبر الآباء هذه الأحاديث لما ضجروا وكرهوا البنات , والغريب أن هناك من يسخر ويلمز ويهمز بمن أحب البنات ويقولون هذا مخالف للعادة فهو لا يحب البنات إلا وفي عقله شيء أو مكابر يريد الشهرة أعوذ بالله من هذه الأفكار الشيطانية أين أنتم عن هذه الأحاديث أين أنتم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكل هذا الفضل من أجل الإحسان إلى البنات وتريدون أن لا نحبهم , بل نحن ننكر عليكم إهمالكم للبنات وتفضيلكم الذكور من أولادكم على البنات وهذه الأحاديث أكبر رد عليكم وأمثالكم الذين لا يقدرون أهمية الاعتناء بالبنات قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
قال الشاعر :
حبذا من نعمة الله البنات الصالحات
هن للنسل وللأنس وهن الشجرات
وبإحسان إليهن تكون البركات
إنما الأهلون أرضون لنا محترثات
فعلينا الزرع فيها وعلى الله النبات
مبروك مبروك مبروك ... بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما على خير انتظروا الان الحفيد او الحفيدة الاولى ... ثمرة جهاد وتربية فى سبيل الله