بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

أوباما نصيحتى اليك قبل فوات الاوان
مما لاشك فيه انك حائر محتار فأفغانستان أصبحت وأمست كابوسا يكاد يذهب ببهجة رئاستك فالخوف والقلق أصبح يعتريك مع مؤشرات انخفاض شعبيتك ومما يزيد من شرودك السياسي فشل عملياتكم العسكرية في أفغانستان و كثرة نعوش ضباطك وجنودك التي تأتيك يوميا وعدم حماس إخوانك زعماء أوربا باستثناء بريطانيا. ومما زاد الطين بلة فشل مندوبك السامي ووكيل إدارتكم ( كرازاى ) فلم يستطع أن يجمل الصورة واكتملت الفضيحة بتزوير الانتخابات وأنا اعلم انك قارئ جيد للتاريخ فكيف يفوتك ما الم بالسوفيت من هزيمة رغم أنهم غيروا أكثر من كرازاى في ذاك الوقت منهم ( نور الدين تراقي وحفيظ الله وبابرك كرميل ونجيب الله ).
ألست معي يا إمبراطور العالم أن الشعب الأفغاني لم يخدع بأسمائهم فأسماؤهم مضافة إلى كلمة الدين ولفظ الجلالة فحتى لو أتيت بعبد الله منافسا لكرازاى فهو أيضا كرازاى لان احتلالكم لهذه البلد مازال قائم. وللعلم أردت بهذه المقدمة أن أعلمك أنني مدرك لما تعيشه من حيرة وشرود تجاه هذه الورطة وأؤكد أنني لك ناصح أمين فقد تعمدت أن أرسل لك هذه الرسالة في بداية حكمك بعكس سلفك بوش فقد أرسلت إليه رسالة في نهاية حكمه تحت عنوان ( بوش قبل رحيلك هل تسمعني) وأظن انه لم يسمعني فقد كان لا يرى ولا يسمع إلا نفسه أعماه غروره وحتى نحافظ على الوصال لوصول النصيحة عليك أن تصم أذنيك عن بعض مستشاريك الذين يقرؤون ما تتمناه فيضعون لك الاستشارة وفق ما تتمناه وليس وفق الواقع وعندنا في عالمنا العربي الكثير منهم فكثير من القرارات الكارثية تحدث بسبب استشارتهم وأرائهم وبالذات وان منهم من هو قريب من صانع القرار أو في موقع إعلامي مؤثر. دعك من هؤلاء ودعني أواصل معك صراحتي فتقبلها منى:
فلقد أخطأت خطأ فادحا يوم أن طلبت من مستشاريك أن يصوغوا لك خطابا في جامعة القاهرة يدغدغ عواطف الناس أي (ما يطلبه المستمعون) وليس ما يحتاجه المستمعون وطبعا طبل المخادعون والمهزومون نفسيا وصفق المخدوعون وانبهر وتكلم السذج قبل وبعد أن تخطب دعك أيضا من هؤلاء فهم لا يمثلون الحقيقة أما علماء وعقلاء وأذكياء أمتي فهم كثر حتى الرجل البسيط في الشارع يدرك أن دولتك دولة مؤسسات وان لكم إستراتيجية قائمة على السيطرة والهيمنة والأطماع والفرق بينك وبين سلفك هو في الأسلوب والماكياج فقط وإلا ما تفسيرك يا حاكم أمريكا في إبقائك على وزير دفاع بوش في مكانه؟! وما تفسيرك على التعاون العسكري مع النظام الباكستاني؟! فانه لا يمر يوم إلا ونسمع عن قتل للمدنيين ومذابح عبر طائراتكم سواء بطيار أو بدون ثم لماذا سعيتم وضغطتم لإفشال اتفاقية وادي سوات وبعدها حدثت المجزرة ؟!.
وبالمناسبة أريد أن اخفف من حدة نصيحتي وأعلمك بصدق أنني من المعجبين بآلية الاختيار عندكم فالحاكم عندكم يتغير أو يعاد انتخابه كل أربع سنوات أما عندنا فقد يولد المرء وقد يموت ومازال الحاكم يحكم وكأن عقارب الساعة أبت أن تتحرك فالحياة أصبحت عندنا راكدة والسياسة أصبحت مملة تحت عنوان ودعوى الاستقرار وحقيقة الأمر أنها ركود وجمود. فليكن في علمك يا إمبراطور العالم أننا لسنا ممن يخلطون بين الأوراق فنحن ننبهر بطريقة اختيارك ونتحسر على أنفسنا وندرك في نفس اللحظة خطورة إستراتيجيتكم ومطامعكم في المنطقة.
ولنكمل معك النصيحة فلنعد إلى أفغانستان أظن أن مستقبلك السياسي مرتهن ومرهون بها وسأسر إليك بسر لا اعرف لماذا أخفاه عنك مستشاروك أم هم لم يعرفوه أصلا جنودك وضباطك يقاتلون من اجل السيطرة والاحتلال وتنفيذ الأوامر ومن اجل الحياة نعم نعم من اجل الحياة أما الأفغاني فهو يقاتل من اجل النصر وإخراجكم أو الشهادة في سبيل الله ويعلم أن إقدامه ببسالة لن تنقص من عمره شيئا، وان إحجامه وتردده وتخلفه لن يطيل في عمره ويوقن أيضا أن أجله محدد فالجندي عندكم ينفذ الأوامر العسكرية مع قناعاته بأنه دخل في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل وانه يتحسر عن بعده عن زوجته أوعشيقته ويقابله احد الرهبان أواحد الحاخامات ويسمعه كلمات الراهبأ والحاخام ليس مقتنعا بها أصلا فما بالك بالمستمع وهو الجندي وهذه نقطة خطيرة جدا أنا لا اعرف لماذا لم تدركها رغم ذكائك الأمر كان سيختلف لو كانت هذه الحرب دفاعا عن أراضيكم وفى داخل أراضيكم ستكون عند الجندي قناعة داخلية تقوى من معنوياته وهذا هو الذي يفسر لك لماذا يصاب جنودك وضباطك بأمراض نفسية ولوثة عقلية وأحيانا انتحارية ولماذا هم أيضا جبناء في الميدان رغم تفوق التقنية والآلية العسكرية.
وأخيرا فأنا لك ناصح أمين أنكم لن تحرزوا نصرا في هذه البلد واستفد من تجربة الانجليز والسوفيت فارحل أنت وجنودك وضباطك وجيوش الناتو قبل أن تفقد مستقبلك السياسي واثبت لمن خدع بك انك بحق مختلف عن سلفك بوش واصدر أوامرك لإدخال مواد البناء والمساعدات لأبناء وضحايا غزة وارحل عن العراق.
واختم نصيحتي بعبارة من ثقافتنا وأدبياتنا الإسلامية (العدل أساس الملك) فما هو مفهوم العدل وماهو مفهوم الملك الأمر يطول شرحه والمقام لا يسمح الآن فهل ستستجيب يا إمبراطور العالم أم انك تريد منا أن نصفق ونسير مع المخادعين والمهزومين نفسيا والمخدوعين ليتك تستجب.قبل فوات الاوان فالايام حبلى بما اعلمناك اياه ونصحناك به

حسنى عويدات – مصر