بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم...
أما بعد... الأحبة في الله تعالى..
القلب... ما أخباره ؟؟؟؟؟؟؟الحال مع الله... كيف هو؟ أثر الصيام والقيام والقرآن بدت بشائره أم لم يحن الوقت إلى الآن ؟؟؟؟، رمضان هذا العام ما تقييمك له على مدى الأيام الماضية؟؟؟ إياك أن تفتر، إياك أن تتقاعس وتنام عن أداء واجباتك، لا للعجز ولا للكسل، لا للإحساس بالإحباط، لا لكلمات المثبطين،
بل نحن في رمضان سنظل عباد للرحمن إن شاء الله تعالى.أحبتي...
أهم ما ينبغي رعايته الآن (
أحوال هذا القلب)، وقد توقفت كثيرا عند هذه الآيات، وأحتاج أن تتدبروها معي اليوم، وهذا واجب عملي على الجميع.
قال تعالى: {
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٥٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٥٥﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة آل عمران: 154-156].
لاحظوا معي:(1) {
أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}؛ فالداء: الانشغال بالذات الذي يتولد عنه: (سوء الظن بالله) ويمنع الجود سوء الظن بالمعبود.
(2) {
يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ} فالانشغال بالكلام دون العمل، ومخالفة الباطن للظاهر.
(3) {
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فانتبه: الله سبيتلي ما في قلبك، ويختبر صدقك، ويستخرج ما في هذا القلب من إيمان أو نفاق، فالآن في زمان القرآن إذا ابتليت صدورنا ومحصت قلوبنا: ماذا سيخرج منها؟
(4)
{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} لاحظوا صفة الحلم تقتضي الغضب، فهل إذا رأى الله ما في قلبك الآن سيغضب أم يرضى؟
(5) {
وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ} فهو الحي الذي به حياة قلوبنا لو ماتت أو مرضت واشتد مرضها.
هذه المعاني تجعلنا اليوم نتواصى بما يلي:أولاً: هذا الدعاء كثيرا "اللهم اسلل سخائم صدورنا"، "اللهم اغسل حوبتنا".
ثانيًا: نقرأ اليوم بنية أن يجعل الله القرآن ربيع قلوبنا فيغسلها مما فيها.
ثالثًا: الاهتمام البالغ بالاستغفار، «إن العبد إذا أخطأ خطيئة، نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه» [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
عمل اليوم:ضاعفوا ورد القرآن، أو زيدوا على أكثر ما قرأتم ولو بجزء، واستغفروا بالآلاف (لا يقل عن 10 آلاف)، والدعاء ما لا يقل عن نصف ساعة اليوم لا سيما في السجود لعل الله يصلح ما فسد من قلوبنا،
ولا تنسونا من صالح الدعاء.
الشيخ هاني حلمي نقلا عن موقع منهج