إليك أخي القارئ رحمك
الله بعض الوسائل التي تعينك على العمل الصالح بعد رمضان:ها هو شهر رمضان شهر
العبادة والصبر قد انقضى .. يحمل معه دموع
التائبين وبكاء
المحبين يبكون على فراقه الذي سيستمر عاما كاملاً فياله من شهر عظيم
سبكت فيه العبرات ..
ورجع فيه العصاة ..
وقام ليله العباد ..
وظمأ في نهاره الصوام .. فالسلف يرفعون أيديهم إلى الله قبل رمضان بستة أشهر ويسألونه أن يبلغهم رمضان، فإذا جاء رمضان اجتهدوا بالعبادة وقاموا الليل حتى إذا انقضى رمضان أخذوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم هذا العمل وهم بين الخوف والرجاء. وعلامة قبول العمل توقيفك إلى طاعة فتعال يا أخي الكريم - رحمك الله - نقف معك هذه الوقفات التي نسأل الله أن ينفعنا بها :
ماذا استفدنا من رمضان ؟هل تحققت لنا التقوى .. وتخرجنا من مدرسة شهر رمضان بشهادة المتقين ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟
هل سعينا بالعمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟
إنه بحق مدرسة للتغير نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله عز وجل .. قال الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلهالو أن امرأة غزلت غزلاً فصفت بهذا الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها .. جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً بدون سبب .. فماذا يقول الناس عنها ؟
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق بعد انتهاء رمضان، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان .. ومن مظاهر ذلك :
1- ما نراه من تضييع الناس للصلاة في الجماعة في أول العيد بخلاف حالهم في رمضان.
2- الاحتفال بالعيد بالأغاني والأفلام والتبرج والسفور والاختلاط بين الرجال والنساء.
3- السفر إلى الخارج في إجازة العيد للمعصية .. وما هكذا تشكر النعم وما هكذا يختتم الشهر الكريم.
صيام الست من شواليُشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» .. وإنما كان صيام الست من شوال مع صيام رمضان كصيام الدهر، لأن رمضان عن عشرة أشهر حيث أن الحسنة بعشر أمثالها، والست من شوال عن ستين يوماً ( شهرين ) أيضاً لأن الحسنة بعشر أمثالها وعشرة أشهر مع شهرين حولٌ كامل .. قال صلى الله عليه وسلم: «
صيام شهر رمضان بعشر أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة » [رواه النسائي وصححه الألباني] .. وتستحب المبادرة بصيام الست من شوال، بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني من الشهر ولا حرج في عدم المبادرة، فلو أخّرها إلى وسط الشهر أو آخره فلا بـأس .. ولا يصوم من كان عليه قضاء من رمضان حتى يُنهي ذلك القضــاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال» وهذا معناه أن صيام الست من شوال إنما يكون بعد إنهاء صوم رمضان كله.
تنبيه : انتشر عند الناس في اليوم الثامن بـ ( عيد الأبرار ) عند الانتهاء من صيام الست من شوال وهذه بدعة باطلة منكرة .. فإنّ أعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما .
وسائل تعينك على الطاعةإليك أخي القارئ رحمك الله بعض الوسائل التي تعينك على العمل الصالح بعد رمضان :
1- أولا وقبل كل شيء طلب المعونة من الله على الهداية والثبات .. وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم، قال تعالى : {
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
2- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويقوي القلب.
3- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وقراءة ما تحفظ في الصلوات.
4- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وأداؤها مع الجماعة في المسجد.
5- الحرص على النوافل ولو القليل المحب للنفس .. فإن أحب الأعمال إلى الله كما قال صلى الله عليه وسلم «
أدومه وإن قل».
6- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو سماع الأشرطة وخاصة بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.
7- الإكثار من مجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر.
8- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التلفاز والستلايت والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.
9- ليكن لديك أرقام العلماء والدعاة وطلاب العلم للرجوع إليهم عند أي استفسار ( يمكن تزويدكم بأرقام المشايخ بالاتصال على اللجنة ) .
وأخيرًا : أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح .. التوبة التي ليس فيها رجوع .. فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح .. ولاتكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلّا في رمضان ..
لقد قال أحد السلف فيهم : "
بئس القوم لا يعرفون الله إلّا في رمضان ".
إعداد/ سلسلة العلامتين