بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أساليب مبتكرة لمقاومة الإحتلال: ركاب من أجل الحرية في الضفة والقدس
تجتهد في فلسطين المحتلة فئات شبابية مختلفة في ابتكار أساليب مقاومة سلمية إبداعية هدفها تخسير الاحتلال، وفضح عنصريته التي تستخدم ضد الفلسطينين، وآخر هذه الاختراعات موجة «الركوب من أجل الحرية» التي تستهدف حافلات النقل العام الإسرائيلي بين المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وتنوي مجموعة من الناشطين في المقاومة الشعبية اليوم التشويش وبشكل سلمي على مواصلات المستوطنين الإسرائيليين في المناطق الفلسطينية المحتلة كتحدٍ «لنظام التفرقة العنصرية (الأبارتهايد) الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين».
ووفق بيان صدر عن منظمي هذا النشاط فإن الهدف هو «توظيف كافة الأساليب والتكتيكات المبدعة في العصيان المدني من أجل رفع كلفة الاحتلال وفضح سرقة الأراضي والموارد المائية الفلسطينية من قبل إسرائيل ومستعمراتها». وقال البيان إن هذه الفكرة مستوحاة من أسلوب طوره الأميركيون السود اسمه «ركاب الحرية» وذلك في اطار نضالهم ضد التمييز العنصري الذي تعرضوا له في الولايات المتحدة.
بدوره أكد أحد منظمي النشاط لـ«السفير»: «أنا من بين عشرات الشباب الذين يعدّون لهذه الحملة، واليوم نحن بصدد تحد جديد مع الاحتلال، نريد أن نركب في الحافلات التي تقل المستوطنين وتصل إلى القدس، نعلم أن في الأمر مخاطرة لكننا نريد أن نقول لإسرائيل إنك دولة عنصرية ويجب أن تتغير هذه السياسة، وينتهي الاحتلال».
وبحسب الناشط «سنتجمع ظهر اليوم ونعلن الآليات التي سنتبعها لركوب الحافلات، لكنني لا أستطيع أن اصرح بها الآن لأسباب أمنية». وأضاف «نحن متصلون مع القائمين على حملات المقاطعة الدولية التي تدعم فكرتنا وتريد نشرها على المستوى الدولي لفضح عنصرية إسرائيل، لأننا نتوقع أن يتم اعتقالنا لدى ركوبنا في الحافلات».
وأكد الناشط لـ«السفير» إن شركتي «Egged» و«Veolia» تقومان بنقل مستوطنين من الضفة الغربية إلى القدس الشرقية وإسرائيل «وبالتالي تستفيدان من وجود الاحتلال وتجنيان الأموال بطرق مخالفة للقانون الدولي، بل إنهما تسرقان فعلياً من الفلسطينيين لصالح المستوطنين».
وقال «نطمح بهذه الحملة إلى أن نساهم في فضح سرقة الأراضي والموارد المائية الفلسطينية من قبل إسرائيل ومستعمراتها، التي تعتبر جميعها مخالفة للقانون الدولي والتي تحرم الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال من حقوقهم الأساسية ومنها حرية الحركة، إذ تشكل عقبة وحائلا ً بين الفلسطيني وأرضه وبين قطاعات واسعة ومصدر عيشها، كما يشكل حزام الاستيطان ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي عائقا ً كبيرا ً أمام التواصل بين الفلسطينيين ومدينة القدس المحتلة».
وانتشرت حملات متعددة في الأراضي المحتلة تطالب بابتكار وسائل إبداعية لمقاومة الاحتلال. ومن هذه الحملات ما يعرف باسم (BDS) التي تدعو للمقاطعة الدولية لإسرائيل والشركات التي تدعم اضطهادها للفلسطينيين، التي أطلقتها مؤسسات فلسطينية وأجنبية عام 2005 وتطالب بفرض عقوبات على كل الأطراف الدولية التي تدعم الاحتلال.
وأيضا أطلق الفلسطينيون مؤخراً حملة أخرى بعنوان «بادر» وتدعوا إلى الامتناع عن شراء أية بضائع إسرائيلية في الأسواق الفلسطينية. وقال منظمو الحملة «يجب أن يجعل الفلسطينيون الاحتلال يخسر، فبعد فشل كل الطرق في التعامل معه، حان وقت المقاطعة الشاملة والعصيان المدني». وأضافوا «مثلا نحن نشتري من إسرائيل سنوياً بقيمة 3.5 مليارات دولار، وهذه كارثة يجب وقفها».
المصدر: السفير