بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
مبارك لرايس: المصريون بحاجة إلى قبضة قوية
مفكرة الاسلام: المصريون بحاجة إلى "قبضة قوية"، هكذا رد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على دعوة وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس له لإجراء إصلاحات سياسية خلال أحد اللقاءات التي جمعتهما قبل سنوات من الإطاحة به في ثورة شعبية بداية العام الجاري.
ففي مذكراتها: "لا شرف أعلى" التي صدرت مؤخرًا، تتحدث رايس عن تلك المقابلة التي رفض فيها التجاوب مع دعوتها للإصلاح، قائلة: إن "مبارك" كان "ثقيل السمع، ويأبى أن يستعمل سماعة"، لذا مالت عليه وقالت بصوت مرتفع حتى يسمعها جيدًا "لديك فرصة لأن تفعل شيئًا عظيمًا لوطنك"، تقصد الإصلاح. وتابعت قائلة له: "لن تظل للأبد لكي تفعل ذلك فيما بعد، لأنهم سيطالبونك بذلك، افعله الآن"، لكن مبارك - وكما تروي - انتصب في جلسته ثم مال إلى الأمام ونظر إليها، وبدا كفرعون، وهو يقول لها: "أنا أعرف شعبي، المصريون في حاجة إلى قبضة قوية".
وفي مذكراتها تتحدث رايس عن تقدم مبارك في السن وضعف سمعه وعدم رغبته في إصلاح سياسي واعتقاده أن المصريين لا يفهمون إلا "القبضة القوية"، واعتبرت أن "مشكلته لم تكن معنا في أمريكا وإنما مع شعبه"، بحسب تقرير للصحافي الأمريكي توماس جورجيسيان نشرته جريدة "التحرير" المصرية.
وتطرقت إلى لقاء جرى في واشنطن مع عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصري سابقًا، للحديث عما يجب فعله قبل الانتخابات الرئاسية عام 2005، وأشارت إلى أنها تحدثت في الأمر ذاته مع الرئيس مبارك نفسه مرتين خلال شهر أغسطس.
يذكر أن "مبارك" الذي استمر بالسلطة نحو 30 عامًا كان من أبرز حلفاء الولايات المتحدة، وقد أبدى تعاونه معها في العديد من الملفات، مقابل ضمان الإبقاء على وجوده بالحكم، وعدم الضغط عليه لإجراء أي إصلاحات سياسية من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف قبضته على السلطة.
يذكر أن "مبارك" يحاكم حاليًا بتهم القتل العمد والشروع في القتل والتحريض على قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير، والإضرار العمدي بالمال العام، والحصول على منافع مالية خاصة من دون وجه حق.