بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمينأسـعـدكـمـا الـلـه اشتركا فى الحب ايها الزوجانمن أعظم النعم الإلهية بعد نعمة الإيمان والتقوى أن أنعم الله على عباده بنعمة الحياة الزوجية، بما فيها من معاني الألفة والود والتراحم، مما يساعد على سير الحياة سيرًا طبيعيًّا كما أرادها الله تعالى، ولاشك أن الحب يضفي على تلك العلاقة ظلالًا ندية من السعادة والطمأنينة وراحة البال، وليس هناك أجمل ولا أروع ولا أرقى من الحب الزوجي العفيف.ولهذا كان من صفات الزواج الناجح، حرص الزوجين على صيانة تلك المودة وهذا الحب، ليكون دائم التوقد والتوهج؛ هذا لأن كثيرًا من الزيجات هذه الأيام ابتليت بما يسمى "موت الحب" بين الزوجين؛ فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة فاترة، ولولا الأبناء لما استمرا في زواجهما، بخلاف صنف آخر من الزيجات، يشع الحب في جنباته، من خلال العبارات والنظرات والإشارات.
ومما يصيب الإنسان بالعجب أن كثيرًا من الملتزمين يرون في الحب منقصة ومذمة، وبعضهم يراه مضيعة ومذلة، وهذا خطأ جسيم، وفهم خاطئ؛ فتراه لا يتودد إلى زوجته، ولا يعرف للغزل سبيلًا، ولا للمداعبة طريقًا، ولا ندري من أين لهم بهذا الكلام المغلوط، الذي لا أصل له في الشرع؟!
ولو تأمل هؤلاء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى حبه الشديد لعائشة رضي الله عنها، وكيف كان يداعبها ويلاطفها لعلم كيف أن الحب بين الأزواج من شيم الكمال، وليس من صفات النقص، وإلا فلماذا كان صلى الله عليه وسلم يحث بعض صحابته على الزواج بالأبكار؟
أليس من أجل المداعبة والملاعبة والملاطفة؟ كما قال لجابر رضي الله عنهما لما تزوج بثيب: (فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك) [متفق عليه].
وإذا كان الشغف والوله عند العصاة وأصحاب العلاقات المحرمة قد بلغ مبلغه، فإن الأزواج أولى بهذا الشغف الذي يملأ القلوب طالما أنه في الحلال؛ فالحب يعطي للحياة الزوجية طعمًا آخر لا يتذوقه إلا المخلصون الأوفياء.
بناء الرؤية المشتركة للعلاقات العاطفية:ومن أهم الأشياء لبناء العلاقة العاطفية الناجحة: التفاهم بين الزوجين، والتفاهم يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين والكفاءة الشخصية والعائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية في الحياة الزوجية، مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم، وكذلك الأمور المالية وكيفية الإنفاق، وأخيرًا المسائل الجنسية وكيفية إشباع رغبة الزوجين من الآخر، كما بينا سالفًا في الفصول السابقة.
وبعد التفاهم على الأمور السابقة لابد أن يتعرف كلٌّ من الرجل والمرأة على طبيعة الآخر؛ فيعرف الرجل كيف تفكر المرأة وتعرف المرأة كيف يفكر الرجل؟ وكيف يعبر كل منهما عن مشاعره؟
ولابد ألا يغيب عن ذهن كل منهما قاعدتان في غاية الأهمية1. أن البيوت تُبنى على الحب.
2. أنه لا شيء أسرع في هدم البيوت من جفاف المشاعر بين الزوجين.
فالله تعالى لم يعط لنا نعمة العواطف لكي نكتنزها ونخفيها ولكن لنتبادلها ونتعامل بها، في إطار الضوابط الشرعية، وهي كسائر ما خلق الله، لنا فيها حكمة ومنفعة.
أرأيت ـ أيها الزوج العاقل ـ لو أن إنسانًا أعطاه الله نعمة المال الكثير، فكنزه ولم يستثمره ولم ينفق منه على نفسه، ولا على من يجب عليه النفقة عليهم، ما تقول فيه؟
إن المال جعله الله ليتداول بين الناس لا ليكنزوه، وكذلك كنوز العواطف التي تملكها في قلبك لزوجتك ولا يصل منها إليها ما يكفيها؛ ولهذا لا يقنعها ملكك لها وكنزها في قلبك، بل ستشكك في وجودها عندك.
فأنفق ـ أيها الزوج ـ من عاطفتك على أهلك ولا تحرمها رفدك فيزداد منها بعدك، قل لها بملء الفم، واغترف مما في القلب، ولا تجعلها تشعر أبدًا أنك بخيل القلب واللسان حتى لو كنت سخي اليد.فما أجمل أن تكرر على مسامع زوجتك (إن السرور يشملني لأنني معكِ، فأشعر بالانشراح والابتهاج والتفاؤل والحماس، والانطلاق أشعر بالحيوية والنشاط والقوة والتدفق، كلي آمال وطموح وأحلام، والأهم فعلًا أني أشعر بالرضا، وكلما طالعت وجهك أبتسم، وكلما طالعت وجهك أراه مبتسمًا، ربما تكون حياتنا صعبة، ولكن المرح يجعلها سهلة ومريحة وبسيطة، ولا شيء يهون علينا كل الصعاب إلا حبي لك) .
أخي الزوج:(أعط نفسك اليوم قدرًا من الوقت وفكِّر في شريكة حياتك، فكر في الأمور التي تقوم بها حتى تجعل حياتك أفضل وأسهل وأكثير احتمالًا، فكِّر في كل مواهبها وصفاتها وطباعها الطيبة، وعندما تراها المرة القادمة فاجئها بالإطراء وأنت تتحدث معها، واجعل من تقديم الإطراء والمجاملة جزءً هامًا من حياتك)
ويمكنك، أيها الزوج الفاضل، أن تذكر لزوجتك أنك معجب بابتسامتها، طريقة تعاملها مع الأبناء، وتسمعها مثلًا "إن السرور يشملني لأني معك"، "أنا أسعد إنسان لأنك زوجتي"، "أنت أجمل امرأة في الكون"، "لا أبالي ما دمتِ زوجتي في الجنة".
ومن عجبـي أني أحـــن إليهــم
واسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعيوربما قالت بعض الزوجات: ماذا يريد الزوج مني؟ألا يجد طعامه مطهيًّا وثوبه مكويًّا وبيته نظيفًا وأولاده رائعين، وحاجاته مهيأة، إنه لا يطلب مني طلبًا إلا لبَّـيته له، ولا يريد حاجة إلا سارعت في تنفيذها، ماذا يريد الزوج أكثر من ذلك؟
فنقول لها: أيتها الزوجة، إن الزوج بحاجة إلى العاطفة التي أنت مصدرها، إنه بحاجة إلى الابتسامة المشرقة من ثغرك، التي تبدد ظلمات كآبة تعترضه في الحياة، إنه يريد أن يرى الإنسانة التي تعنى به وتظهر له الاهتمام الكبير، وتشعره أنه بالنسبة إليها قطب الرحى وأساس السعادة.
إنه يريد أن يسمع كلمة الشوق والشكر والحب والرغبة في الأنس به واللقاء.
إن كلمة شكر وامتنان من الزوجة مع ابتسامة عذبة تسديها إلى الزوج بمناسبة شرائه متاعًا إلى البيت، أو ثوبًا لها، تدخل عليه من السرور الشيء الكثير، قولي له الكلمة الطيبة حتى لو كان نصيب المجاملة فيها كبيرًا لتجدي منه الوِد والرحمة والتفاهم.رددي بين الحين والآخر عبارات الإعجاب بمزاياه، واذكري له اعتزازك بالزواج منه، وأنك ذات حظ عظيم، فإن ذلك يرضي رجولته ويزيد تعلقه بك، قابليه وقت دخوله بالكلمة الحلوة العذبة وتناولي منه ما يحمل بيديه، وأنت تتلهفين لرؤيته، فذلك كله من الكلمة الطيبة التي تأتي بالسعادة ولا تكلفك شيئًا، بل وتعود عليك بالنفع العظيم.
أختي الزوجة:عندما ترينه جالسًا على مكتبه، أو مستلقيًا على سريره، فتقدمي إليه بلطف، وابتسامة عذبة، واسأليه إن كان يريد أن يطلب شيئًا؟ هل يتمنى شيئًا؟ هل يشتهي شيئًا؟
ثم بعد ذلك، أسرعي بتلبية طلبه، فإن كان يريد مثلًا مشروبًا دافئًا فقدميه له، واحرصي أن تكون يدك في أسفل هذا الطبق، وعند تقديمه له حاولي أن تلمس يدك يده بحنان، وأن تداعبينه بأطراف أصابعك، متبعة ذلك بابتسامة رقيقة، وقولي له: تفضل يا "حبيبي"، أو تمهل يا "حياتي"، فهو لا يزال ساخنًا.
وإن طلب كوبًا من الماء أو العصير، حاولي أن تسقيه بنفسك إن استطعتِ، واسأليه إن كان بإمكانك أن تشربي معه من نفس الكأس، فإن وافق فبادري على الفور بسؤاله عن المكان الذي شرب منه، ولا تتقززي من هذا الفعل، ثم قولي له: "إن العصير أو الماء قد أصبح طعمه أحلى، هل تعرف لماذا؟ لأنك شربت منه، ثم دعيه ليستريح وانصرفي لعملك، وقبل ذلك اطلبي منه أن يغمض عينيه، فإن لم يفعل فلا تبخلي عليه بقبلة حانية رقيقة، لا تكاد تسمع إلا كالهمس.
إن الحب كبذرة غرست في أرض خصبة، تُسقى بماء المشاعر الفياضة، وتنمو بسلوكيات التعبير عنه، ولابد لها من زمن حتى تستقر شجرة راسخة الجذور، باسقة الأغصان، وارفة الظلال، تتجاوز كل المحن والصعوبات.
وها هي عشر وسائل لتنمية الحب والمودة بين الزوجين:1
ـ تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية، فوردة توضع على وسادة الفراش قبل النوم لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية؛ فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختياره، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت، وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضًا كلما أمكن.
2ـ تخصيص وقت للإنصات للآخر، والاستماع إليه بلهفة واهتمام، وقد تعجَّب بعض الشراح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الطويل وهي تروي القصة.
3ـ النظرات التي تَنُم عن الحب والإعجاب؛ فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلم الزوجان فهم لغة العيون؟ وفهم لغة نبرات الصوت؟ وفهم تعبيرات الوجه؟
4ـ التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.
5ـ الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.
6ـ الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء؛ كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل، أو غيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سببًا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.
7ـ الكلمة الطيبة، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة؛ كإعلان الحب للطرف الآخر، وإشعاره بأنه نعمة من نعم الله عليه.
8ـ الجلسات الهادئة، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المزاح والضحك بعيدًا عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وهذا له أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.
9ـ التوازن في الإقبال والتمتع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبِل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يمتنع وينحرف عن صاحبه كليًّا، وقد نُهي عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج المتمتع إلى فطنة وذكاء؛ فلا إفراط ولا تفريط، وفي المبالغة في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.
10ـ التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات؛ كأن تمرض الزوجة أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما فيحتاج إلى دعم معنوي، أو إلى مَن يقف بجانبه؛ فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين، وجعلهما أكثر قربًا ومحبة.
وبهذه الأساليب وغيرها من أمثالها، تنمو العلاقة العاطفية بين الزوجين ويكبر الحب بينهما؛ حتى يصير كشجرة كبيرة وارفة الظلال تظلل حياتهما لتضفي عليها مزيدًا من السعادة والهناء والمودة والرحمة، وتحميها من أكدار المشاكل وأعاصيرها.واقول لك اخيرا ايتها الزوجة الكريمة العاقلة الفاضلة
اتحبين وتسعين ان يكون زوجك عبدا مملوكا بين يديك ؟؟؟ كونى له امة أولا ....... يكون لك عبدا ثانيا
اياك ان تقولى يكون لى عبدا مملوكا اولا ثم اكون له بعد ذلك امة مطيعة ... لا والله فان ترتيب المعادلة هكذا وان عكست المعادلة فشلت النتيجةأسـعـدكـمـا الـلـه ... والف بين قلوبكما واصلح دائما ذات بينكما