بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

خلع صاحبات عكاشة لملابسهن! - فراج إسماعيل

فهم حرية الإعلام على أنها مطلقة بلا حدود، خطيئة يقع فيها المصريون دون غيرهم فى سائر أرجاء الأرض. حدود الحرية يجب ألا تتجاوز القانون والأخلاق والقيم الاجتماعية، فإذا حدث التجاوز فإن القضاء كفيل بردها إلى الصواب.

الغاضبون على المساءلة القضائية لبعض الصحفيين بسبب إهاناتهم المستمرة للرئيس يقولون إنه تقييد لحرية الصحافة. والسؤال: هل المطلوب أن ينفخ الصحفيون فى الهواء للتنفيس عن أنفسهم، أم أن تكون هناك نتائج ملموسة لكتاباتهم؟!
كان الدكتور عبد الحليم قنديل يوجه أشد الانتقادات للرئيس المخلوع، وكان النظام حينها إذن من طين وأخرى من عجين، على طريقة "خليهم يتسلوا".. فهل هذا هو المطلوب من حرية الصحافة؟!
من حق الشعب أن يطلع على كل شيء, لكن لا يجب أن يكون ذلك شيكًا على بياض. على قنديل مثلاً أن يكون جاهزًا بمستنداته ووثائقه عند الحاجة إليها، وهكذا عادل حمودة الذى وصف الرئيس مرسى بأنه فاشى قبل وصوله إلى قصر الرئاسة وبمجرد إعلان فوزه.
فإما أن يثبت على مرسى ما قيل فيه فيحاكم ويخلع ويدخل السجن، وأما أن يفشل مهاجموه فى إثبات ما يرمونه به فيدخلون هم السجن.
وفى الحالتين فما ستكتبه الصحافة لن يكون نفخًا فى الهواء، كنفخ قنديل وغيره طوال العهد السابق، وبالأحرى لن يكون لنهش لحوم الآخرين ورميهم بالباطل والإساءة إليهم بدون وجه حق.
من حق الشعب أن يقدم حمودة أدلته على "فاشية" مرسى، فهذا القول لا يمرره صحفى حصيف دون رقيب أو حسيب، لأنه إهانة مباشرة لإنسان وحط من كرامته أمام الناس، إضافة إلى عشرات الكتابات الأخرى فى صحيفته التى لا تسمح بها أعرق الصحافة الحرة فى العالم بدون وثائق تستند عليها إذا تعرضت للمقاضاة.
الأمر نفسه ينطبق على صحيفة رجل الأعمال رضا إدوارد الذى لا شك أنه يفهم كيف يؤسس مدرسة تجنى له أرباحًا، لكنه لا يفهم فى الكلمة الحرة وقواعدها، ولذلك لم يعش له رئيس تحرير سوى إسلام عفيفى، ومن ثم تورط الأخير فى ما قد يعرضه للسجن.
والأدهى أن فهم الحرية جعل البعض يعتبرون إغلاق قناة توفيق عكاشة اعتداءً صارخًا على الحريات الإعلامية!.. ما المنطق الذى يبررون به استمرار قناة تحرض على قتل مواطن، ناهيك عن أنه رئيس الجمهورية، وتستحل دمه جهارًا. أليس التحريض على القتل جريمة يعاقب عليها القانون؟!
الفاهمون لحرية توفيق عكاشة على النحو السابق لا يعتبرون أن تهديد بعض مؤيداته بخلع ملابسهن "ملط" أمام مقرات جماعة الإخوان المسلمين إذا حكم عليه بالسجن، هو بدوره اعتداء على الآداب العامة يجرجر صاحباته إلى المحاكم.