بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

حازم غراب يكتب: أسلوب المحاكاة فى مواجهة أعداء الثورة

من أوجب واجبات أجهزة حماية الأمن الداخلى والخارجى أن تشكل فرقا أو مجموعات محاكاة تتخيل سيناريوهات وخطط خصوم وأعداء الثورة بالداخل والخارج.
المشكلة حاليا أن التطور الرهيب فى جمع وتخزين ونقل المعلومات تزيد من قدرات الأعداء على اختراق أمننا الإستراتيجى.

لا بد أن يجهد كل الشرفاء فى مصر بصائرهم وأبصارهم وقوة ملاحظتهم، لأجل إجهاض ما يدبره أعداء الثورة. النجاح مضمون بإذن الله إذا تخيل المتخصصون مسبقا ما يفترض أن يفكر فيه الأعداء ويخططونه. ولعل هذا الأسلوب يساعد كثيرا من الوزارات والمؤسسات على أن تتنبه إلى الثغرات ونقاط الضعف التى يمكن أن يستغلها الأعداء.

لا بأس أن تنحو الأحزاب المعارضة الوطنية المصرية نفس المنحى، كحكومة ظل، فى إدارة الصراع السياسى الداخلى، لكن بشفافية ودون الفُجْر فى الخصومة.

وأزعم أن تحليل محتوى وقوالب معظم وسائل الإعلام بعد الثورة (وأعتبرها لسان حال النظام البائد)، يكاد يؤكد أنهم يطبقون هذه الطريقة فى التعامل مع الثورة والتيار الإسلامى ورموزه. وبالمناسبة، أكتفى هنا بعلامات تعجب بشأن برنامجين من البرامج السفسطائية الموجهة عبر أثير الفضائيات. عنوانا البرنامجين: "كرسى فى الكلوب"، "لا تراجع ولا استسلام".

نموذج المحاكاة معروف من عشرات السنين فى كثير من الدول والمنظمات والأجهزة، وقد طبقته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والجامعة الأمريكية فى مصر وغيرها، كما كتب فيه أكاديميون ونشطاء مصريون كتابات رصينة.

فى أسلوب المحاكاة يتقمص بعض النشطاء والباحثين دور الدول الأخرى، صديقة وغير صديقة، أو قوى الأعداء بتصنيفاتهم التى نعرفها يقينا. ويضع المتقمصون يوما بيوم ما يمكن أن تؤتى منه الثورة المصرية، وما يتوقعونه من مؤامرات وسياسات الأعداء، وخططهم المفترضة. ويجتمع فريق المحاكاة بانتظام حول مائدة مستديرة للنقاش العلمى وسرد ما لديهم، إما فى حضور صناع القرار الأمنى الداخلى أو الخارجى. وإذا لم يسمح وقت صناع القرار بالمشاركة، تقدم نتائج النقاش إليهم وإلى من يهمهم الأمر من قيادات الدولة.

إن تكرار بعض حرائق المصانع الحيوية والنقص الحاد فى بعض المواد الإستراتيجية مثل الغاز والسولار والبنزين، وخلق سوق سوداء هنا وهناك، كل هذا يشير إلى أن قيادة الحكم فى ظل العسكر كانت مقصرة. ومن فضل الله أن تقصيرها (ولا أقول غير هذا الوصف) انكشف فى كارثة مقتل وإصابة عدد من حرس الحدود فى رفح.

نداء إلى كل من يهمهم الأمر فى مصر بقيادة الرئيس محمد مرسى والدكتور هشام قنديل: ليت كل مؤسسة ووزارة فى مصر تشكل فورا فريقا للمحاكاة واستباق وإجهاض الأزمات قبل وقوعها.