الآن حصحص الحق وتبين من بكى ممن تباكى - د.إبراهيم التركاوي
كاتب الموضوع
رسالة
موضوع: الآن حصحص الحق وتبين من بكى ممن تباكى - د.إبراهيم التركاوي السبت نوفمبر 24, 2012 10:35 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
الآن حصحص الحق وتبين من بكى ممن تباكى - د.إبراهيم التركاوي
لما قامت الثورة , وأطاحت برأس النظام , سارع الكثير من الإعلاميين – ممن سبّحوا بحمد النظام البائد , وشاركوا في تثبيت أركانه , وتجميل مساوئه وفساده – في تأييدها , وادّعي أنه كان من أنصارها , بل ممن تمنّاها ودعا إليها , وأخذ يندد بالنظام البائد , ويُظهر ظلمه وبطشه , وما كان عليه من فساد ..
وسجّل الشباب الناشط علي المواقع الاجتماعية قوائم بالصوت والصورة , للمواقف المتناقضة لهؤلاء وغيرهم من بعض السياسيين والأحزاب , قبل الثورة وبعدها .. !
■ وانخرط الجميع في أجواء الحرية – التي كانت من نتاج هذه الثورة المباركة – وأخذ يعبّر عن رؤيته , وعما بداخله , دون قيد أو حساب , ووجد البعض نفسه في ساحة فسيحة لا حد لها من الحرية – ما كان يحلم بها من قبل – فأفرغ كل ما عنده بغثه وسمينه , وحقه وباطله , وعجّت وسائل الإعلام ( المرئي والمسموع والمقروء ) بأناس يجيدون المراء لا العمل , ويحسنون الهدم لا البناء , ويبغون الفتنة والفرقة لا الوحدة والألفة .. مما شغب علي الحرية وتبعاتها , والثورة وجمالها .. !
■ ولما انتهت أحداث الثورة إلي رئيس منتخب من التيار الإسلامي , قامت الدنيا ولمّا تقعد .. وعبّر أكثر الإعلاميين عن شر ما عندهم , وأخرجوا أسوأ ما فيهم , متخذين من ستار الحرية فوضي لعبثهم وفجرهم , ومتكأ لادعاءاتهم وكذبهم ..
سقط ( المخلوع ) ولم يسقط إعلامه ( إعلام الفتنة ) الذي قلب الحقائق , وأشاع الفساد , ونصر الاستبداد , وسكت جبنا وزورا – في العهد البائد – عن ظلم العباد وتخريب البلاد , ونطق باطلا وفجورا عند تحرير العباد والسعي لتعمير البلاد .. !
■ والأعجب من ذلك , مَنْ سار في فلك ( إعلام الفتنة ) من أناس كنا نعدهم من الأخيار, طالما قاوموا الباطل من قبل وما كانوا له أنصار ..!
ما لنا نراهم اليوم – وقد تحقق بعض ما تمنوه – قد تحالفوا مع كل ناعق حتى ولو كان من المفسدين الأشرار .
والأدهى من ذلك كله , من تسمّوا بـ ( النخبة ) التي أوجعت رؤوس الناس بترهات ومشاكل وهمية , لا أصل لها في واقع الناس إلا في رؤوسها وأبراجها العاجيّة ..
والحق أن النخبة تعاني من جهالة علمية , وأزمة ثقافية , جعلتاها عن جذور الأمة , وهُويتها في ضلالة عميّة .. !
■ أما كان أولي بالجميع أن يحترموا ما نادوا به من قبل بالحرية , ويمتثلوا لمَنْ جاءت به الانتخابات – بإرادة حرة شعبية – ويلتفوا حوله للبناء والعمل لمصلحة البلاد , فإذا أحسن أشادوا به وأعانوه , وإن أساء نصحوه وقوّموه , وإن اعوجّ – بعد ما أُعطي الفرصة – عن المسار خلعوه ..
أما أن يحملوا معاول الهدم , فإذا رأوا منه حسنة كتموها , وإن رأوا منه سيئة أذاعوها , هدفهم السقوط والفضيحة , وخلقهم الانقلاب والتآمر .. ونسوا أنه لا يقع في كون الله إلا الذي – جلّ وعزّ- به آمر..!
ولكن , ماذا تقول لحكمة ربك الذي أراد – سبحانه وتعالي – أن يُظهر مَنْ كان مع الثورة حقيقة وبرهانا , ومَنْ ادّعي أنه معها زورا وبهتانا ؟!
الآن حصحص الحق , وصدق ( أبو الطيب ) حين قال :
إذا اشتبكت دموع في عيون تبين مَنْ بكي ممَنْ تباكي .!