هذا هو الدستور.. فأين فزاعاتكم؟! - فراج إسماعيل

التسجيل : 09/12/2010

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

هذا هو الدستور.. فأين فزاعاتكم؟! - فراج إسماعيل

مع كل مادة قرأها «مولانا» عندما طلبها منه شيخ القضاة المستشار حسام الغريانى للتصويت عليها فى الجمعية التأسيسية، كان كل منا متحفزا لسماع مادة من تلك الذى أفزعونا منها وملأونا رعبا من دستور قالوا إنه لا يليق بثورة 25 يناير ولا يعبر عن كل الشعب!
ينتهى مولانا من قراءة مادة فنردد جميعا.. رائع ولا تقل عن أكثر دساتير العالم ديمقراطية وليبرالية، ينادى هاتف من داخلنا بأن ننتظر.. فربما تجلس الكارثة القرفصاء فى المادة القادمة أو التى يليها!

لكنها لا جلست القرفصاء ولا «قعمزت» كما فى لهجة بعض الصعايدة.. أصحاب الفزاعات وحدهم يعرفون سر «شويبس» الذى صرخوا ولطموا الخدود حتى نجنب الدستور منه. اسألوا الدكتور وحيد عبدالمجيد والسيد عمرو موسى وما شابه فربما عند أى منهم ما يقطع قول كل خطيب.
السر عندى أنها ليست معارضة بالمعنى الحقيقى للكلمة أو المصطلح، ما عندنا عبارة عن نشطاء فى سنة أولى معارضة، الناشط يتحول فى مرحلة لاحقة إلى معارض، لكنه إلى أن يصل لذلك يقطع مسافات طويلة تختلط فيها النوايا الحسنة بالسيئة.. الإشاعات بالمعلومات.. الأكاذيب بالحقائق.
ذلك يفسر أننا اكتشفنا مع آخر مادة قرأها مولانا أن الفزاعات التى أطلقت طوال الشهور الماضية عن دستور أعور لا ظل لها من الحقيقة.. النشطاء صوروا لنا الدستور على غير مضمونه.. فأين هى الدولة الدينية والعنصرية والأخونة والأسلفة؟!
كلهم لعبوا على أن الشعب يسمع ولا يقرأ.. وأنه مثل إذاعة أم درمان فى الحقب الماضية.. من يصل إليها أولا يسيطر على الحكم.. اللعبة لم تبلغهم مأربهم وأنهاها الغريانى فى غير صالحهم وبالضربة القاضية الفنية.. فى زمن النت والفضائيات والنقل المباشر لمعارك «المصارين» لا تستطيع أن تضحك على أحد أو أن تضع له السم فى العسل.
لو كنت واحدا من النشطاء الذين روجوا لعوار الدستور وعدم تعبيره عن الشعب بمختلف طوائفه لأعلنت اعتزالى بدون مباراة تكريم.. بل لتخيلت نفسى جمال عبدالناصر يخرج إلى الناس مهزوما بعد أن ملأنا خيلاء وعزة قائلا للناس: «سأعود لصفوف الجماهير» وليثقوا أن أحدا لن يبكى عليهم أو يملأوا الشوارع ليطالبوهم بالعودة.. سيقولون لهم كفى عذابا وتعذيبا وتفزيعا وتقسيما للأمة المصرية التى كدتم أن تقسموها إلى كتل وطوائف تتحارب وتشتم نفسها وغيرها على أثير الفضائيات.
«كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».

هذا هو الدستور.. فأين فزاعاتكم؟! - فراج إسماعيل

هذا هو الدستور.. فأين فزاعاتكم؟! - فراج إسماعيل

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟