بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
التحرش الإيراني بالسعودية.. لماذا ؟
الخبر: قالت السعودية إنها أبلغت الأمم المتحدة أن مروحيات إيرانية حلقت فوق أحد حقولها النفطية، متهمة طهران بالتعدي على أراضيها، ومشيرة إلى أنها ستبحث الرد.
التعليق: كثيرا ما نسمع من قادة إيران عن إعداد العدة, ورفع درجات التهب في صفوف القوات, والقيام بمناورات عسكرية غير مسبوقة, وما إلى ذلك من استعدادات حربية, تؤكد جاهزيتها للدخول في مواجهة عسكرية, أو رد أي هجوم مفاجئ على أراضيها. والإعلام الإيراني, لا يكاد يذكر في تصريحاته وأحاديثه سوى الشيطانين, الأكبر, الأصغر, قاصدا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل, وكذا تجد تصريحات القادة السياسيين والعسكريين, متوجهة إلى استعادت داخلية لمواجهة هذين البلدين, دون سواهما. ولكن الواقع الفعلي , لا يشير حتى إلى توتر في العلاقات بين إيران وكلا من الولايات المتحدة وإسرائيل, بل نجد على العكس من ذلك, ثمة تفاهمات بينهما, ومسارات دبلوماسية, تتم في الخفاء, بينما ما نجده في الإعلام شيئا مختلف تماما عما يدور في الكواليس. هذه الصورة نجد على النقيض منها في تعامل نظام إيران مع دول الجوار الجغرافي, لاسيما السعودية, حيث تستمر الاستفزازات, بشتى صورها, في محاولة يبدو لإدخال المملكة في صراع متعدد,وفتحها على جبهات صراع دموية, تعد لها إيران. وسجل الاستفزاز الإيراني, لمن يتتبعه, سيجده مكتظا, فقد تورطت العسكرية الإيرانية في الصراع الذي دار على الحدود قبل سنوات مع الحوثيين, وكان دعمها لهذه العصابة بالمال والتسليح, لا يخفى على كل متابع, ولم تقصد سوى النكاية في المملكة, وسحبها لصراع حدودي مفتوح, لولا الحسم من قبل العسكرية السعودية. وبعدما فشلت في فتح تلك الجبهة الحدودية, كان تدخلها السافر في البحرين, وكانت تصريحاتها عن تدخل قوات درع الجزيرة هناك, لوقف الاضطرابات الطائفية, التي ظهرت فيها الروح الطائفية بوضوح, نوع آخر من الاستفزازات والتحرشات,الذي قابلته المملكة بهدوء سياسي. ولم يسلم الداخل السعودي من تلك التحرشات, ومن يتأمل أحداث القطيف, وما يحدث بين الفين والآخر, من خروجات عن النسق القانوني والاجتماعي, يؤكد أن اليد الإيرانية, ما زالت تريد العبث بأمن المملكة من الداخل, بتحريك بعض الدمي لاستفزاز السلطات, وفتح جبهة داخلية غير محمودة العواقب. ولم يسلم, حتى النشاط الرياضي من انتهاكات إيرانية, حيث ترفع الشعارات المجوسية الفارسية, في محاولة دءوبة لتصدير الملف الطائفي, وسحب المملكة, إلى هذا المستنقع, مع أن الأمر لا يعدو أن يكون لعبا بالكرة, فيما تريده السلطات الإيرانية لعبا بالنار. وآخر تلك الاستفزازات, ونحسبها ليست الأخيرة, انتهاك الحدود السعودية, والتحليق فوق آبار البترول, وهو تطوير نوعي, للتحرشات الإيرانية بالسعودية, قد يكون له ما بعده. إيران فيما يبدو, تعاقب السعودية, على موقفها من أحداث اليمن, والبحرين, ولبنان وأخيرا سوريا, والتعامل مع تحرشاتها يحتاج إلى ردع, من ناحية, والى حنكة سياسية من ناحية أخرى, بحيث لا تنسحب المملكة إلى صراعات وجبهات لا تريدها,وفي ذات الوقت تحفظ أمنها الداخلي وحدودها, ولن تغني عنا المؤسسات الدولية شيئا.
المصدر: لجينيات
|