هو شهيق عميق يدخل فيه الهواء إلى الرئتين عن طريق الفم ، وليس بالطريق الطبيعي (أى الأنف) وهو طريق غير مجهز لتنقية الهواء كما هو الحال في الأنف.
.والتثاؤب سلوك غريزى يتحكم فيه بدرجة كبيرة الجهاز العصبى التلقائى بالجسم مثل التنفس، السعال، العطس وقد دلت قياسات النشاط العصبى أثناء التثاؤب على زيادة معدل نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم ، وما زالت الأنشطة البحثية تجرى للبحث عن العلاقة بين التثاؤب واليقظة.
وتبعا لبعض النظريات يحدث التثاؤب عندما يكتشف مركز التنفس فى المخ بأن هناك تراكما لغاز ثانى أكسيد الكربون فى الدم، يحدث التثاؤب عادة عندما يتباطأ معدل التنفس ويكون الجسم بحاجة لمزيد من غاز الأكسوجين. إذا ما وضعنا هذه الحقائق فى الاعتبار فإنه يصبح بإمكاننا اتباع أحد الطرق المتعددة لمنع التثاؤب فى أوقات خاطئة.
وكل الناس يتثاءبون عندما يكونون متعبين أو مصابين بالملل أو أحيانا على سبيل التعود. وقد يتثاءب البعض عندما يتوترون حيث أنه – طبقا لبعض النظريات -يؤدى إلى جذب المزيد من الأكسوجين، زيادة دقات القلب وضغط الدم.
والتثاؤب ليس مجرد فتح للفم فقط وإنما يصاحبه عند الإنسان أمور أخرى، حيث يبدأ التثاؤب بأخذ شهيق طويل يستغرق بين 4- و 6 ثوانٍ، ثم يصل التثاؤب إلى قمته فيظل الفم مفتوحًا والهواء داخل الرئة لما بين 2-4 ثوان ثم يتبع ذلك زفير سريع. ولا تزيد مدة التثاؤب عن 10 ثوانٍ.
وفي حال بدء عملية التثاؤب فإنه لا يمكن إيقافها، ولكن يمكن تعديلها وتخفيفها، ومن هنا جاء في الحديث (فإذا تثاءب أحدكم فليرّده ما استطاع) رواه البخاري وجاء في الرواية الأخرى: (فليضع يده على فيه) لأنه لا يستطيع منعه. ويتم التحكم في عملية التثاؤب على عدة مستويات في المخ بدءًا من قشرة المخ وحتى عنق المخ، وهو عملية معقدة جدًا وتشارك فيها الأعصاب المخية والعصب المحرك لعضلة الحجاب الحاجز والأعصاب التي تحرك عضلات التنفس الثانوية وعدد كبير من الهرمونات والانزيمات العصبية .
ومن المعلوم أن التثاؤب كما يحدث في الإنسان فإنه يظهر في كائنات حية أخرى فهو يحدث في الثدييات أيضا. كما لوحظ أن السمك والزواحف تقوم بعملية فغر الفم، وهو ما يشابه فتح الفم لدى الإنسان عند التثاؤب، ولكن يبدو أن فغر الفم عند السمك والزواحف لا يصاحبه المراحل التنفسية التي تحدث عند الإنسان.
ويزداد التثاؤب عند حديثي الولادة، ويحدث للمرة الأولى بعد عدة دقائق من الولادة ويستمر بكثرة في السنة الأولى

يختلف العلماء ولا يوجد بينهم إجماع على نظرية واحدة لسبب التثاؤب.
وضع أبوقراط "أبو الطب" نظرية مؤداها أنه يحدث كمقدمة للإصابة بالحمى حيث يعتبره طريقة لطرد الهواء الرديء من الرئتين. تنفى البراهين الحديثة هذه النظرية تماما لأن التثاؤب لا يعتبر أحد وظائف الجهاز التنفسى.

وقد تحدى العلماء فى القرنين السابع عشر والثامن عشر نظريات أبوقراط عن التثاؤب. وتركز النظريات الحديثة على الجهاز الدورى مقترحة أن التثاؤب يسبب ارتفاعا فى ضغط الدم، معدل دقات القلب، أكسوجين الدم وبالتالى تحسن الوظائف الحركية والتنبه. قد تفسر هذه النظريات تثاؤب الرياضيين بكثرة قبل المنافسات. وعلى الرغم من هذا فإن الاختبارات لم تثبت أن أيا من معدل دقات القلب أو التعرق أو النشاط الكهربى للمخ قد ارتفع بعد التثاؤب.
ومع استمرار الأبحاث عن التثاؤب يقترح أحد كبار الباحثين فى السلوك المعدى (contagious behavior) أن التثاؤب عادة ما يصاحب تغيرا ما فى الحالة السلوكية بين اليقظة والنوم ، أو النوم واليقظة، الملل والتنبه. ويعتقد طبقا لأبحاث حديثة أن التثاؤب يرتبط بدرجة حرارة المخ فإذا كانت مرتفعة عن الحرارة الثابتة لجسم الإنسان فإنه يتثاءب لتبريد المخ.

اكتشف بعض الباحثين أيضا أن درجة الحرارة خارج الجسم قد تؤثر على كمية التثاؤب، فتقل كمية التثاؤب إذا كانت درجة الحرارة المحيطة أعلى من معدلها.

تحدث عدوى التثاؤب عادة بين البالغين نتيجة مشاهدة إنسان ما يتثاءب، أو مشاهدة شريط فيديو يعرض شخصا يتثاءب مرارا وتكرارا. وصف أحد علماء النفس "العدوى بالتثاؤب"، بانها فعل تعاطفى تلقائى وبدائى حيث يُنشَِط تثاؤب شخص ما مركز التقليد الحركى فى المخ عند من يشاهده. وتثاؤب شخص ما أمامك ينشط الخلايا العصبية فى هذا المركز فترسل تيارا يجعلك تشعر بما يحس به هذا الشخص كما يجعلك تقوم بنفس الفعل حتى إذا لم تكن ترغب فى ذلك.

كما أن التثاؤب يعد ظاهرة معدية فى الرضع بين السنة الأولى والثانية بعد الولادة، وإذا تثائب فرد وسط مجموعة من الناس فإن 50 % منهم يتثاءب خلال خمس دقائق كما يصبح الباقين محفزين للتثاؤب. إن هذه الظاهرة صحيحة حتى بين الحيوانات عندما يشاهد حيوان ما حيوان آخر يتثاءب فإنه يتثاءب أيضا. تستغرق فترة التثاؤب فى المتوسط 6 ثوان، وغالبا ما تكون المدة أطول فى الرجال عن الإناث.

تشير الأبحاث إلى أن الأجنة تتثاءب وهى بعد فى أرحام الأمهات بدءا من الأسبوع الحادى عشر من الحمل. ومؤخرا أعلن عن نتائج أبحاث تم فيها إجراء فحوص بتقنية التصوير الرباعي الأبعاد أجريت على 15 جنيناً معافى في بطون أمهاتهم بما يدعوا للاعتقاد فى أن التثاؤب عملية مرتبطة بنمو الجنين، وهو ما قد يمنح الأطباء طريقة جديدة لتقييم صحة الأجنة. وقد أكد الباحثون أن فتح الفم عند الجنين هو للتثاؤب وليس مجرد فتح وضم للفم اثناء النمو حيث أن الدراسة التي قاموا بها قد ميزت بوضوح بين التثاؤب وفتح الفم فقط اعتماداً على طول قطر فتحة الفم.
بقي أن نعرف أن التثاؤب الزائد قد يكون علامة مَرَضِيًة، فهناك أمراض كثيرة تزيد من التثاؤب مثل الأمراض العصبية المزمنة مثل مرض الشلل الرعاش والجلطات الدماغية ومشكلات فص المخ الأمامي وزيادة الضغط على المخ ومرض الصرع والعديد من الأمراض العصبية والنفسية. إن تناول بعض الأدوية قد يزيد من حدوث التثاؤب مثل مضادات الاكتئاب وهرمون الإستروجين. كما أن الإصابة بالحمى قد تزيد من التثاؤب وكذلك التهاب السحايا الحاد والفشل الكلوي وفشل الكبد ونقص الغدة الدرقية وتقرحات المعدة وغيرها.
يعزى فضل الله الجيلاني التثاؤب لمخالفة التوسط والاعتدال حيث قال : "لا يكون التَّثاؤب إلا مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه وهو لا يمتلئ إلا إذا اتبع شهواته وتوسع في المأكل ولا يتبع الشَّهوات إلا من تبع الشَّيطان في كلِّ ما يأمر به".

* أولها أنه دليل بلا شك على ذوق جمالي رفيع ، إذ أن المتثائب حين يفغر فاه كاملاً ، مظهراً كل ما فيه من بقايا طعام ولعاب وأسنان نخرة أو ضائعة مع ظهور رائحة الفم مما يثير الاشمئزاز في نفس الناظر .
* ثانياً : يفيد في منع الملوثات والأجسام الغريبة من الدخول إلى الفم أثناء دخول الهواء.
* ثالثاً : تقي من حدوث خلع في مفصل الفك إذ أن الحركة المفاجئة الواسعة للفك السفلي أثناء التثاؤب قد يؤدي لحدوث مثل هذا الخلع .

1 - لمنع التثاؤب تنفس بعمق، إذ أن التنفس السريع يكون سطحيا ويبطئ من عملية تبادل غازى ثانى أكسيد الكربون بالأكسوجين مما يؤدى للتثاؤب.
2 - إذا شعرت بأنك على وشك التثاؤب، العق(ى) شفتيك . إن هذا التصرف يعد فعالا لتجنب التثاؤب
3 - تجنب النظر إلى أشخاص يتثاءبون، إن التثاؤب سلوك معد، ومن المتوقع إذا وقع نظرك ‘لى إنسان يتثاءب أن تتبعه أنت أيضا تلقائيا.
4 – اهتم(ى) بالحصول على قسط وافر من النوم على الأقل ثمان ساعات يوميا. إن الإرهاق قد يكون أحد الأسباب التى تؤدى للتثاؤب ومن الطبيعى أن يتثاءب الناس المتعبين .
5 – اعتدل(ى) فى جلستك، إننا ننسى بعد الجلوس لساعات أمام شاشة الحاسب أن تكون أجسامنا قائمة معتدلة حتى يكون تنفسنا صحيحا. يفيد القيام والتمشية أيضا فى تحسن التنفس بعمق وتوقف التثاؤب.
6 – عض(ى) برفق بالأسنان على الشفة السفلى حتى لا ينفتح الفم، فإذا لم يفلح هذا قم بتغطية الفم.
نخلص مما طرحنا إلى أنه على الرغم من أن الطب الحديث لم يظهر الاهتمام الكافى بالتثاؤب حتى مطلع الثمانينات من القرن العشرين الميلادى، فقد حظى التثاؤب باهتمام خاص في ثقافة المسلم منذ القدم. فالتثاؤب عند المسلمين من الشيطان، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... (التثاؤب من الشيطان...) (رواه مسلم).
كما أن للتثاؤب عند المسلم آدابًا أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم (فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع) وجاء في الرواية الأخرى: (فليضع يده على فيه).