موضوع: فصل الدين عن الحياة..!/ محمد بن علي الشيخي الخميس أبريل 18, 2013 11:19 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
فصل الدين عن الحياة..!/ محمد بن علي الشيخي
هل صحيح أن العلمانية تتبني الأفكار المعادية للدين الحق؟ وأنها تسعى للاستعاضة عن عبادة الله بعبادة النفس، وإغراقها في الشهوات؟! وهل حقاً أن دعاة العلمانية يسعون لأن يعيش الإنسان حياة شهوانية بعيداً عن الفضيلة,ليس للقيم والأخلاق والدين في ميزانه أي اعتبار؟!. الحقيقة أنه من اليسير إدراك أنَّ العلمانية مذهب هدام خطير يوظف كل مجال ينفذ إليه لتحقيق أهدافه وبرامجه وذلك منخلال وسائل وشعارات عديدة في مقدمتها: الليبرالية والديموقراطية.
ويجاهر العلمانيون بمقولة: لا دخل للدين بالسياسة, وهذا مدخل, والنتيجة والهدف فصل الدين عن الحياة, بمعنى حياة لادينية, وهذه حقيقة العلمانية. والمتأمل للجمل التالية يجد فيها الدليل على خطر العلمانية ومكرها.
فدعاة العلمانية ومنظروها يرون أن الدين معطل للإنتاج، وغير صالح للحياة الحديثة. وفي نظرهم أن المجتمع المتدين لا يزال يعيش في ظلمات الماضي! يجتر ذكرياته الغابرة, ولن يكون بمقدوره مواكبة المدنية الحديثة إن بقي يفكر بعقلية العصور الخالية, طالما كانت ثقافته: هذا حرام، وهذا حلال!
ويقررون أنه من الواجب على أي أمة أرادت التقدم والتحضرأن تنفض عنها غبار التخلف والرجعية! وأن توْلي الفن عنايتها, وأن تهتم بالرياضة بجميع أشكالها, ويجب عليها أن تكفل الحرية المطلقة للمرأة لتعاشر من تحب, وتصاحب من تشاء, دون أن يكون لأي أحد عليها ولاية:لا الأب , ولا الزوج..! ولابد من توفير كل الظروف للممثل الماجن, والمومس الفاجرة, وتهيئة الجو الرومانسي للنخبة المثقفة؛ فكل ذلكمن أهداف العلمانية التي تسعى من خلال ذلك للوصول إلى الحرية المنشودة.أو قُل: البهيمية, والضياع الحقيقي ..!
وفي مذهبهم يجب أن يُعطى الليبرالي - شاعراً أو كاتباً- الحرية في التعري عن الأدب, ونشر الرذيلة عبر القصائد الحداثية، والروايات الهابطة, والمقالات الأدبية الخالية من كل أدب, فكل ذلك في المنظور الثقافي العلماني: عنوان الحرية، ودليل على الإبداع الفكري!.
وينبغي إثراء المكتبة الثقافية بالروايات التي تتهكم بالثوابت,وتسخر من الدين,وليعلم الجميع أنَّ معارضة ذلك يعتبر في عُرف العلمانية تعدياً على الحقوق الشخصية, ومصادرة للحرية التي يكفلها النظام الإعلامي, الذي يمنح المثقف والمفكر العلماني حصانة فكرية وحقوقية..!
لابد من الانطلاق في رحاب الحرية, بل ويجب أن ينشر كل مفكر ثقافته وتصوراته بكل فخر واعتزاز، وإن تعارضت مع ثقافة الأمة ودينها.! فالعلماني يعتبر نفسه صاحب فكر متنورٍ ومتحررٍ من خرافات الماضي.
همه أن يحيا تحت مظلة العلمانية التي تمنحه الحرية الشخصية لإشباع نزواته ورغباته بلا رقيب أو حسيب؛ لذلك فهو يرى أن الدين عقبة تحول دون تحقيق رغباته, فلابد له من إعلان التمرد عليه, لأنه يأمر بمراقبة الله، والحياء منه تعالى، ويدعو إلى الطهارة، والعِفَّة, ويحول دون تحقيق الميول الشهوانية.
...إن من المؤسف حقاً أن نجد في الحياة اليومية صوراً جليةً للعلمانية تبين وجهها القبيح: تتمثل في تربية الأجيال تربية لا دينية, مع صبغها بثقافة الغرب وتقليعاته الهابطة عوضاً عن التحلي بالشعائر الإسلامية الأصيلة. إضافة إلى اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب، ومحاكاته فيها, مع الجهد الحثيثللدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي الذي يعيش البهيمية في أحقر صورها..!
ومما يؤسف له أيضاً أن العلمانية تسربت في غالب البلدان الإسلامية إلى قنوات الثقافة والفن والرياضة، ونشرت من خلالها مبادئها الخبيثة؛ ففتنت كثيراً من الناس عن دينهم.
فمع التذكير بمكر العلمانية وخبثها, فإني أدعو إلى التصدي لخطرها بنشر الثقافة الدينية والاستغلال الأمثل لوسائل النشر والثقافة الحديثة, وتكريس الجهود لمحاربة الجهل بالدين الذي ساعد على تمكن نبتة العلمانية من النمو في المجتمع المسلم .