كلّ من يدْعون إلى الحوار ومن يقْبلون به كاذبون / د. مهدي الحموي
كاتب الموضوع
رسالة
موضوع: كلّ من يدْعون إلى الحوار ومن يقْبلون به كاذبون / د. مهدي الحموي الخميس مايو 16, 2013 9:06 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
كلّ من يدْعون إلى الحوار ومن يقْبلون به كاذبون / د. مهدي الحموي
إن الحوار يحمل في معناه محاولة التوصل لنقاط مشتركة, ثم يأتي التفاوض الذي يحمل في معناه إمكانية تنازل كل طرف عن أشياء للطرف الآخر من أجل التوافق, وهذا كله ليس ممكناً للأسباب التالية:
1 ـ التضاد في المنطلقات :إن منطلق الثورة مختلف عن منطلق العمل السياسي المعتاد وخاصة عندما تكون ثورة مسلحة (رغم علمنا جميعاً بأن الثورة تستهدف أبعاداً سياسية), فالثورة المسلحة تستهدف تخريب بنية النظام بالقوه وبناء بنية المستقبل على نحو يصب في مصلحة الشعب, ولا تستهدف تغييراً محدوداً ولا مطالب جهوية أوفئوية أو إشتراك في صنع القرار.بينما يقول النظام إن الثوار عملاء ينفذون مخططاً خارجياً وعلينا القضاء عليهم.
2 ـ مستند الشرعية المختلف: إن السلطة تدعي تمثيلها للشعب بينما هي تمثل المنظومة الفاسدة التي تريد أن تبقى على وضعها وميزاتها, ولا يعترف الثوار بشرعيتها ,والثورة هي صوت الشعب لذا فهي الشرعية الوحيدة لكن السلطة لا تعترف بها كذلك, لذا لا يكنّ الطرفان لبعضهما الاعتراف كل بالآخر! وهو ليس سوء فهم بينهما حتى يحل المشكل بالحوار,لكنها دماء بريئة ضجت لسفكها ملائكة السماء وإهتزت لهولها قلوب كل سكان الأرض من الشرفاء. إنها معركة كسر العظم بين الطرفين والتي لا يستطيع عاقل أن يقول بإمكانية المصالحة وهو يعي حقيقة التناقض القائم.
3 ـ نهج التصفية العميق والمتبادل: تتوعد الثورة مسؤول النظام بقتله وتصفية أتباعه جسدياً وإلغاء الدستور والحزب وحكم العلويين السطويين لصالح حكم الجميع بلا استثناء, ورد المظالم منهم وإنصاف أصحاب الحقوق, ولو فرضنا عودة ذلك جدلاً فكيف تعود الحياة لقلوب 100 ألف شهيد! ومن يحاسب القتلة على زعزعة سورية وإهدار ثرواتها وأسلحتها فوق رأس هذا الشعب..وهل العقاب أقل من إعدامهم جميعاً, لكن السلطة لا تعترف بأي جريمة بل ببعض الجنح التي لم يكن يريدها رأس النظام أو لا يعلم بها كذباً وزوراً أو أنها حصلت خطأً, والذي بدوره يعتبر الثوار مجموعات من العملاء والعصابات الخارجة عن القانون يجب تصفيتهم جميعاً.فكيف يلتقيان لمصالحة جذرية وتاريخية ؟
4 ـ انعدام الثقة بالنظام:وهل يوثق بهذا النظام لعمل أي إتفاق وهو المعروف بخبثه الموروث منذ أبيه؟ ثم إننا عرفنا هذا النظام على مدى خمسين عاماً :إنهم سلة من سلالة أولاد....المافيويين اللذين لا عهد لهم ولا ذمة.ألم ينكر وسينكر, وربما لا نستطيع الإثبات أنه أعطى أوامر القتل لاكثر من 4 ألاف متظاهر ثم 100 ألف شهيد وتدمير750مسجد وكنيسة ومئات ألوف البيوت,ولا يوجد أحد يضمن تنفيذه إلا روسيا وإيران فما رأيكم ياجماعة الثوره!! وهل أراح النظام الشعب ساعة من قصفه وقتله وأظهر شفقة عليه يوماً؟فمن يثق به إلا الجاهلون!
5 ـ تبادل العفو العام عن الإجرام غير ممكن: إن تبادل العفو من الطرفين كذلك غير ممكن فالنظام يتصرف بأملاكه من الأعوان كيف يشاء ويسامح كيف يشاء ,أما نحن فعندنا أولياء الدم اللذين لن يسامحوا أبداً, وعندنا حكم الله في القتلة.
6 ـ تسابق الطرفين على الجيش والسلاح:هناك قوة سلاح ومنظومة عسكرية كبيرة وقد سطا عليها النظام ليقتلنا بها وهو متمسك بها للمزيد من القتل,يقابلها شعب دفع ثمنها وهو يريدها له كي تحميه من النظام ويقتله بها .
7ـ أهلية الطرفين بالحوار:هل للنظام أهلية في الحكم كرئيس منتخب حتى يدخل الحوار؟ هل قتل شعباً آخر عدواً لشعبه؟ لا بل قتل شعبه ودعى شعوباً أخرى لتساعده في قتل المزيد من شعبه فهل نعقد معه الحوار! كما ويرى هذا النظام عل مدى السنتين أن المعارضة لا تمثل الشعب أبداً وهم مرتزقة وإرهابيون..
8 ـ هل الطرفان جاهزان للحوار؟خلال دراستي لكل حروب العصابات التي جرت في العالم كانت السلطات توجه ضربة قوية للثوار تجهزهم بها ثم توجه لهم دعوات الحوار كي تشق صفوفهم,(شق تنظيم الإخوان المسلمين في الثمانينات) لكنها عندما تفلح في سحقهم تلغي أي شكل من أشكال الحوار مع من تبقى منهم(أنظروا إلى حركة التاميل في سيريلانكا) إن كثرة تنوع السياسيين في الإئتلاف الوطني السوري ووضع الكتائب المقاتلة على الأرض يعطينا فكرة عن مآل الوضع فيما لو دخلت السلطة فيما بيننا بإسم الحوار. لكندواء المعارضة في دائها لأن سلبية التنوع السياسي الشديد في هذا العمل الثوري الواسع العديم الرأس هو ضمان بعدم وجود جهة أو شخصيه تبيع الثورة لمصالحها الخاصة بالجلوس رأساً لرأس مع النظام,نعم إن هناك جهات تساهم في الثوره لكن لايوجد فرد أو حزب يقول أنا قائد الثورة وسأمثلها في الحوار, فالثوار يربطهم فكر إسقاط النظام فقط ثم البناء مرة أخرى.(وبينما يظل التنوع العسكري هو آفة الثوره لكنهم مجمعون كذلك على عدم الحوار والمضي بالثورة لآخر الطريق).
9 ـ إن الحوار هو المساعدة في ترقيع وجه النظام:لقد كسبنا الكثير في السياسة الدولية التي لم تعد تقبل الوحش القاتل الضارب بالكيماوي على شعبه فكيف نرضاه أو نرضى من يمثله ونعيد للنظام أهليته!
10 ـ قبول الحوار إعتراف بشرعية كل للآخر:إن قبول النظام بالحوار ما هو إلا إعتراف بقوتنا وسيطرتنا الموجودة والواعدة وما قبولنا معه بالحوار إلا إعتراف بشيئ من شرعيته.
11 ـ هل أظهر النظام حسن نية يوماً بوقف القتل وذبح الطفل وعقاب واحد لمنتهكي الأعراض وهادمي المساجد أو أراح الناس ساعة من خوف هول القصف في ليل أو نهار أو عيد؟ وسوف يطيل الحوار علّه يستطيع بمرور الوقت القضاء على الثوره, لكنه خسئ.
12 ـ فرصة تاريخية سيعطلها الحوار:إن هناك فترة إجماع تاريخية لن تتكرر لإحداث التغيير وعلينا أن لا نفوتها, وهي تملك كل مقومات النجاح رغم الآلام المريرة التي تتراكم كل يوم.
13 ـ لقد قطعنا شوطاً كبيراً في الثورة بدفع من منظومة القيم التي نحملها, لذا بادر الخصم للتكيف مع إستراتيجيتنا الصارمة فاتفق مع الروس على الحوار, وإن على شباب الثورة إستمرار المعركة بدون تلكؤ لأن نارنا لو إنطفأت فلن تشتعل مرة أخرى.
14 ـ لقد تأخر النظام كثيراً بقبول الحوار وأصبح المطلب اليوم هو إسقاطه وليس إصلاحه, وأصبح الطريق للإنتصار بالسلاح أقرب من الحوار بألف مرة.
15 ـ حكومة مشتركة غير ممكنه؟هل تصدقون أن ممثلي ثورة مسلحة ممكن أن يدخلوا في حكومة مشتركة مع نظام القتله لمئة ألف قتيل؟ نعم قد نريدها حيلة والنظام يريدها كذلك سلفاً فكيف يلتقى الطرفان!! ولماذا إذا الحوار, كم لعب النظام على المراقبين الدوليين؟ وكم كذب بإستعمال الكيماوي؟
16 ـ وأهم من كل ما سبق من أسباب فشل الحوار هو إصرارنا على تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة, وليس تصحيح مانجم عن قمع هذه الثورة.
إن الشعب صمم على الإنتظار فإنتظروا غضبه القريب أيها القتلة
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ كلّ من يدْعون إلى الحوار ومن يقْبلون به كاذبون / د. مهدي الحموي ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا