بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

على خطى يوسف عليه السلام بقلم : تسنيم ماهر

بقلم : تسنيم ماهر

في زمنٍ نَدُرَ فيه الشرفاء وأصبحوا حقاً عملةً نادرة يصعب إيجادها لأنها دائماً ماتجود على صاحبها بالخير الكثير وتغمره بجميل عطائها وتبهره بحسن صنيعها ، ولانجد لتلك العملة مثالاً أفضل من شخصٍ أحب وطنه بصدق وسعى في سبيل رفعته وعلائه ووظف كل طاقاته وخبراته لخدمته وغضَّ الطرف عن رغباته الفردية وأطماعه البشرية لإحياء هذا الوطن الذي دائماً يعترف له بفضله ويُقِّر بعظمته ، فمثل هذا الشخص بهذه السمات يستحق أن يُسمى " وطنياً " فليس كل من وُلدَ على أرضٍ وفيها مأكله ومشربه ومعيشته ينال شرف ذلك المُسمَّى؛ فالوطنيُ الحق هو من جاهد وبذل كل مايستطيع لرد جميل ذلك الوطن الذي احتضنه بحنان وأغدق عليه بخيراتٍ حسان

بالتأكيد ليس لأحدٍ الحق في التشكيك في بوطنية أحد فكلٌ يُظهر وطنيته بطريقته ولكن هناك رموزٌ نالت هذا الشرف بجدارة كجائزةٍ على إنجازاتها وأعمالها التي أدهشت العقول وحظيت بمحبة القلوب ومن هذه الرموز د\بــــاسم عودة ذلك الرجل الهُمام الذي كلما رأيته تذكرت قصة نبينا يوسف عليه السلام حين قال لعزيز مصر حينها في قوله تعالى :(( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم )).

وماخزائن الأرض إلاَّ ماتحمله في بطنها من خيرات البذور والحبوب وبالتحديد ماتنتجه من المحاصيل والتي من أهمها هو "القمح" الذي أتى ذكره في القرآن الكريم في عدة مواضع والمُتأمل في سورة يوسف عليه السلام وقصته يجد وصفاً دقيقاً للإستراتجية العبقرية التي اتبعها عليه السلام للنهوض بإنتاج مصر الزراعي من القمح والإستفادة من خيرات الأرض وهذا عائدٌ لخبرته بسنين الجدب وأنا الآن لست بصدد ذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام ولكنَي أريد لفت الإنتباه إلى أنَّ د\بـــاسم عودة يسير على هذه الخطى المباركة من وضعه لخطط مميزة حتى يتمكن من استثمار واستغلال خيرات الأرض المصرية بأمثل الطرق وأنفعها للشعب وأيضاً تمكين الفلاح المصري الأصيل وتفعيل دوره الذي كاد أن يُنسى بعد أن محى النظام البائد ملامحه بالجور والظلم والإضطهاد وعدم التقدير

فقد كنَّا نستورد القمح بينما لدينا العديد من الكوادر الإنسانية المميزة صديقة الأرض وهذه الكوادر هي "الفلاح المصري المثابر" ولكن الآن و بفضل من الله استطاع د\بـــاسم عودة من خلال آدائه المذهل وإخلاصه لعمله واستراتيجياته الناجحة أن يعيد لحبة القمح رونقها وفخرها وبالمقابل كسب محبة الفلاحين البُسطاء وأعاد البسمة والرضا لهم وكذلك تقدير الناس لجهوده الواضحة فهاهي المخابز تُنتج رغيفاً بمعايير جيدة قابل للإستخدام الآدمي الراقي ولم تعد هناك "طوابير العيش " المميتة بفضل "الكروت الذكية لصرف المواد التموينية "

وكذلك محصول القمح الذي ارتفع إلى الضعف والإحتياطي منه الذي أوشك أن يصل إلى 60 % خلال العالم الجاري وغيرها الكثير الكثير من الإنجازات التي قام بها هذا الرجل الذي بلغ عمره الوزاري أربعةَ أشهرٍ فقط ومع ذلك فعل مالم يستطع غيره فعله أو بوضوحٍ أكثر

؛ من لم تكن هموم الناس وصحتها تشغل باله فقط " العائد المادي ".وأود أن أُنوه في نهاية مقالي إلى أنَّ الربط بين د\بـــاسم عودة واستراتيجية نبينا يوسف عليه السلام كان عبارة عن رؤية رآها أحد الصالحين وفُسِّرت بأن تطور وزارة التموين راجع للسياسة التي يتبعها د\بــاسم عودة التي تشابه سياسة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام وبإذن الله سوف نصل للإكتفاء الذاتي من القمح في غضون أربع سنوات كما صرح سعادته ،

لذا أريد أن أقول لمصر وشعبها وقمحها "هنيــــئاً لكم بهذا الرجل