حقوق الإنسان في الإسلام 113
حفظ البيانات؟
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» محل للبيع بدمياط الجديدة يصلح جميع الانشطة وبسعر تجاري مميز
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:08 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل للبيع بدمياط الجديدة 180م بالحي الرابع بسعر ممتاز
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:07 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة المجاورة 13 امتلك بأفضل مجاورة بالحي الثالث
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:02 pm من طرف المدينة المنورة

» بدمياط الجديدة شقة للبيع 140م ممتازة جدا جدا بسعر مغري جدا بالمجاورة 15
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:58 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل بيع في دمياط الجديدة بالمجاورة 25 بسعر تجاري جدا 189م ممتاز
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:56 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة بسعر جيد امتلك في دمياط الجديدة
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:53 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل 135م لوكس للبيع بدمياط الجديدة علي شارع رئيسي
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:50 pm من طرف المدينة المنورة

» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2016 4:58 pm من طرف نورالهدايا

» دورة برنامج المنظومة المتكاملة للتخطيط الإستراتيجى وتطوير تقييم الأداء الإداري(بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 6:17 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإستراتيجيات الحديثة في إدارة نظم مواجهة الكوارث والحرائق(بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2015 5:25 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التخطيـط والمتـابعـة الإداريــة مــن منظـور استـراتيجــي (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 5:11 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة المجالس التأديبية والتحقيق مع الموظفين في المؤسسات الحكومية(بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:09 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة توظيف العلاقات العامة لدعم العمليات الإدارية ، وأسس العلاقات العامة الالكترونية ( بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2015 12:39 am من طرف هبه الشاذلي

» من ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 6:25 am من طرف حلم مطر

» دورة أساليب إدارة العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 7:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التوجهات المعاصرة فى إدارة وتنفيذ أنشطة المشتريات والمخازن واللوجستيات والخدمات اللوجستية
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2015 11:24 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إدارة الاتصال الفعَّال والابتكاري للسكرتارية التنفيذية ومدراء المكاتب والمساعد الإداري
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 10:01 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المخاطر المالية فى القطاع النفطى (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2015 4:07 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج البريمافيرا الحل المتكامل لإدارة المشروعات (بروتيك )
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 11:13 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إستراتيجية السوق الازرق " اكتسح السوق واترك المنافسين خارج الملعب "
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 7:33 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التميز فى المشتريات , العطاءات , إختيار الموردين والتفاوض الشرائى
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 24, 2015 2:05 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج الإبداع الإداري في التنظيم والتخطيط والتنسيق (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 5:20 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإدارة الإستراتيجية للبرامج التسويقية (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2015 5:21 pm من طرف هبه الشاذلي

» جهاز تريا الأمريكى لإزالة الشعر بالليزر Tria laser X4
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 4:34 pm من طرف hur eyn225

» دورة إدارة المطالبات والمنازعات فى مشروعات التشييد (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 3:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التسويات الجردية والأخطاء المحاسبية ومعالجتها ( بروتيك )
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:49 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المستودعات والمشتريات وخفض الكلفة ومعالجة المخزون الراكد
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:27 pm من طرف هبه الشاذلي

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 3:37 pm من طرف حلم مطر

» دورة إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية والبشرية على ضوء وصف وتوصيف وتحليل وظائف المنظمة
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 6:40 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة تقييم التأثيرات البيئية للمشروعات والأنشطة التنموية (بروتيك)
حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2015 6:41 pm من طرف هبه الشاذلي


شاطر|

حقوق الإنسان في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
عمر الناصري
عطرى ماسىعطرى ماسى
عمر الناصري
ذكر
التسجيل : 18/07/2008
المشاركات : 1480
المكان : العراق
النشاط : 6676
تقييم الأعضاء : 11
حقوق الإنسان في الإسلام N10


حقوق الإنسان في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الإنسان في الإسلام حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 30, 2008 3:23 pm
حقوق الإنسان في الإسلام 210
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقوق الإنسان في الإسلام


وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم إنها عزة هذه العقيدة واستعلاؤها على قيم الأرض الزائفة وتخلصها من الاعتبارات البشرية الصغيرة لقد أمر رسول الله ص أن يقدمها للناس دون زخرف ولا طلاء ; ودون إطماع في شيء من قيم الأرض ولا إغراء كذلك أمر أن يوجه عنايته إلى من يرجى منهم الانتفاع بالدعوة وأن يؤوي إليه الذين يتلقونها مخلصين ; ويتجهون بقلوبهم إلى الله وحده يريدون وجهه ; وألا يقيم وزنا بعد ذلك لشيء من قيم المجتمع الجاهلي الزائفة ; ولا لشيء من اعتبارات البشر الصغيرة وإنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون أنذر به هؤلاء الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم حالة أن ليس من دونه ولي ينصرهم ولا شفيع يخلصهم ذلك أنه ما من شفيع يشفع عند الله إلا بإذنه وهو لا يشفع يومئذ بعد الإذن إلا لمن ارتضى الله أن يتشفع عند الله فيهم فهؤلاء الذين تستشعر قلوبهم خوف ذلك اليوم الذي ليس فيه من دون الله ولي ولا شفيع أحق بالإنذار وأسمع له وأكثر انتفاعا به لعلهم أن يتوقوا في حياتهم الدنيا وما يعرضهم لعذاب الله في الآخرة فالإنذار بيان كاشف كما أنه مؤثر موح بيان يكشف لهم ما يتقونه ويحذرونه ومؤثر يدفع قلوبهم للتوقي والحذر ; فلا يقعون فيما نهوا عنه بعدما تبين لهم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه لا تطرد هؤلاء الذين أخلصوا نفوسهم لله ; فاتجهوا لعبادته ودعائه في الصباح والمساء ; يريدون وجهه سبحانه ولا يبتغون إلا وجهه ورضاه وهي صورة للتجرد والحب والأدب فإن الواحد منهم لا يتوجه إلا إلى الله وحده بالعبادة والدعاء وهو لا يبغي وجه الله إلا إذا تجرد وهو لا يبغي وجه الله وحده حتى يكون قلبه قد أحب وهو لا يفرد الله سبحانه بالدعاء والعبادة ابتغاء وجهه إلا ويكون قد تعلم الأدب وصار ربانيا يعيش لله وبالله ولقد كان أصل القصة أن جماعة من أشراف العرب أنفوا أن يستجيبوا إلى دعوة الإسلام ; لأن محمدا ص يؤوي إليه الفقراء الضعاف من أمثال صهيب وبلال وعمار وخباب وسلمان وابن مسعود ومن إليهم وعليهم جباب تفوح منها رائحة العرق لفقرهم ; ومكانتهم الاجتماعية لا تؤهلهم لأن يجلس معهم سادات قريش في مجلس واحد فطلب هؤلاء الكبراء إلى رسول الله ص أن يطردهم عنه فأبى فاقترحوا أن يخصص لهم مجلسا ويخصص للأشراف مجلسا آخر لا يكون فيه هؤلاء الفقراء الضعاف كي يظل للسادة امتيازهم واختصاصهم ومهابتهم في المجتمع الجاهلي فهم ص رغبة في إسلامهم أن يستجيب لهم في هذه فجاءه أمر ربه ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه روى مسلم عن سعد بن أبى وقاص قال كنا مع النبي ص ستة نفر فقال المشركون للنبي ص اطرد هؤلاء عنك لا يجترئون علينا قال وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله ص ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولقد تقول أولئك الكبراء على هؤلاء الضعاف الذين يخصهم رسول الله ص بمجلسه وبعنايته ; وطعنوا فيهم وعابوا ما هم فيه من فقر وضعف وما يسببه وجودهم في مجلس رسول الله ص من نفور السادة وعدم إقبالهم على الإسلام فقضى الله سبحانه في هذه الدعوى بقضائه الفصل ; ورد دعواهم من أساسها ودحضها دحضا ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين فإن حسابهم على أنفسهم وحسابك على نفسك وكونهم فقراء مقدر عليهم في الرزق هذا حسابهم عند الله لا شأن لك به كذلك غناك وفقرك هو حسابك عند الله لا شأن لهم به ولا دخل لهذه القيم في قضية الإيمان والمنزلة فيه فإن أنت طردتهم من مجلسك بحساب الفقر والغنى كنت لا تزن بميزان الله ولا تقوم بقيمة فكنت من الظالمين وحاشا لرسول الله ص أن يكون من الظالمين وبقي فقراء الجيوب أغنياء القلوب في مجلس رسول الله ص وبقي ضعاف الجاه الأقوياء بالله في مكانهم الذي يؤهلهم له إيمانهم ; والذي يستحقونه بدعائهم لله لا يبتغون إلا وجهه واستقرت موازين الإسلام وقيمه على المنهج الذي قرره الله عندئذ نفر المستكبرون المستنكفون يقولون كيف يمكن أن يختص الله من بيننا بالخير هؤلاء الضعاف الفقراء إنه لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقونا إليه ; ولهدانا الله به قبل أن يهديهم فليس من المعقول أن يكون هؤلاء الضعاف الفقراء هم الذين يمن الله عليهم من بيننا ويتركنا ونحن أصحاب المقام والجاه وكانت هذه هي الفتنة التي قدرها الله لهؤلاء المتعالين بالمال والنسب ; والذين لم يدركوا طبيعة هذا الدين ; وطبيعة الدنيا الجديدة التي يطلع بها على البشرية مشرقة الآفاق مصعدة بهذه البشرية إلى تلك القمة السامقة ; التي كانت يومذاك غريبة على العرب وعلى الدنيا كلها ; وما تزال غريبة في ما يسمونه الديمقراطيات على اختلاف أشكالها وأسمائها وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ويرد السياق القرآني على هذا الاستفهام الاستنكاري الذي يطلقه الكبراء أليس الله بأعلم بالشاكرين هذا الرد الحافل بالإيحاءات والإيماءات إذ يقرر ابتداء أن الهدى جزاء يجزي به الله من يعلم من أمرهم أنهم إذا هدوا سيشكرون هذه النعمة التي لا كفاء لها من شكر العبد ولكن الله يقبل منه جهده ويجزيه عليه هذا الجزاء الهائل الذي لا يعدله جزاء وإذ يقرر أن نعمة الإيمان لا تتعلق بقيمة من قيم الأرض الصغيرة التي تسود في الجاهليات البشرية إنما يختص الله بها من يعلم أنهم شاكرون عليها لا يهم أن يكونوا من الموالي والضعاف والفقراء فميزان الله لا مكان فيه لقيم الأرض الصغيرة التي تتعاظم الناس في الجاهليات وإذ يقرر أن اعتراض المعترضين على فضل الله إنما ينشأ من الجهالة بحقائق الأشياء وأن توزيع هذا الفضل على العباد قائم على علم الله الكامل بمن يستحقه من هؤلاء العباد وما اعتراض المعترضين إلا جهل وسوء أدب في حق الله ويمضي السياق يأمر رسول الله ص وهو رسول الله أن يبدأ أولئك الذين أسبغ عليهم فضل السبق بالاسلام ; والذين يسخر منهم أولئك الكبراء الأشراف أن يبدأهم بالسلام وأن يبشرهم بما كتبه الله على نفسه من الرحمة ; متمثلا في معفرته لمن عمل منهم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم وهو التكريم بعد نعمة الإيمان واليسر في الحساب والرحمة في الجزاء حتى ليجعل الله سبحانه الرحمة كتابا على نفسه للذين آمنوا بآياته ; ويأمر رسوله ص أن يبلغهم ما كتبه ربهم عل نفسه وحتى لتبلغ الرحمة أن يشمل العفو والمغفرة الذنب كله متى تابوا من بعده وأصلحوا إذ يفسر بعضهم الجهالة بأنها ملازمة لارتكاب الذنب ; فما يذنب الإنسان إلا من جهالة ; وعلى ذلك يكون النص شاملا لكل سوء يعمله صاحبه ; متى تاب من بعده وأصلح ويؤيد هذا الفهم النصوص الأخرى التي تجعل التوبة من الذنب أيا كان والإصلاح بعده مستوجبة للمغفرة بما كتب الله على نفسه من الرحمة ونعود قبل الانتهاء من استعراض هذه الفقرة من السورة إلى بعض الآثار التي وردت عن ملابسات نزول هذه الآيات ; وعن دلالة هذه الآثار مع النصوص القرآنية على حقيقة النقلة الهائلة التي كان هذا الدين ينقل إليها البشرية يومذاك ; والتي ما تزال البشرية حتى اليوم دون القمة التي بلغتها يومها ثم تراجعت عنها جدا قال أبو جعفر الطبري حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو زبيد عن أشعث عن كردوس الثعلبي عن ابن مسعود قال مر الملأ من قريش بالنبي ص وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا أنحن نكون تبعا لهؤلاء اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم أن نتبعك فنزلت هذه الآية ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وكذلك فتنا بعضهم ببعض إلى آخر الآية وقال حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا أبي حدثنا أسباط عن السدي عن أبى سعيد الأزدي وكان قارى ء الأزد عن أبى الكنود عن خباب في قول الله تعالى ذكره ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه إلى قوله فتكون من الظالمين قال جاء الأقرع ابن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجد النبي ص قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حقروهم فأتوه فقالوا إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد ; فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ; فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك بذلك كتابا قال فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب قال ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل بهذه الآية ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ثم قال وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ثم قال وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فألقى رسول الله ص الصحيفة من يده ; ثم دعانا فأتيناه وهو يقول < سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة > فكنا نقعد معه فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا سورة الكهف قال فكان رسول الله ص يقعد معنا بعد فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وكان ص بعدها إذا رآهم بدأهم بالسلام وقال < الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني ربي أن أبدأهم بالسلام > وفي صحيح مسلم عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال ونفر فقالوا والله ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها قال فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي ص فأخبره فقال < يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك > فأتاهم أبو بكر فقال يا إخوتاه أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك يا أخي نحن في حاجة إلى وقفة طويلة أمام هذه النصوص والبشرية بجملتها في حاجة إلى هذه الوقفة كذلك إن هذه النصوص لا تمثل مجرد مبادى ء وقيم ونظريات في حقوق الإنسان إنها أكبر من ذلك بكثير إنها تمثل شيئا هائلا تحقق في حياة البشرية فعلا تمثل نقلة واسعة نقلها هذا الدين للبشرية بجملتها تمثل خطا وضيئا على الأفق بلغته هذه البشرية ذات يوم في حياتها الحقيقة ومهما يكن من تراجع البشرية عن هذا الخط الوضيء الذي صعدت إليه في خطو ثابت على حداء هذا الدين فإن هذا لا يقلل من عظمة تلك النقلة ; ومن ضخامة هذا الشيء الذي تحقق يوما ; ومن أهمية هذا الخط الذي ارتسم بالفعل في حياة البشر الواقعية إن قيمة ارتسام هذا الخط وبلوغه ذات يوم أن تحاول البشرية مرة ومرة ومرة الارتفاع إليه ; ما دام أنها قد بلغته ; فهو في طوقها إذن وفي وسعها والخط هناك على الأفق والبشرية هي البشرية ; وهذا الدين هو هذا الدين فلا يبقى إلا العزم والثقة واليقين وقيمة هذه النصوص أنها ترسم للبشرية اليوم ذلك الخط الصاعد بكل نقطه ومراحله من سفح الجاهلية الذي التقط الإسلام منه العرب إلى القمة السامقة التي بلغ بهم إليها وأطلعتهم في الأرض يأخذون بيد البشرية من ذلك السفح نفسه إلى تلك القمة التي بلغوها فأما ذلك السفح الهابط الذي كان فيه العرب في جاهليتهم وكانت في البشرية كلها فهو يتمثل واضحا في قوله الملأ من قريش يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا أنحن نكون تبعًا لهؤلاء اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم أن نتبعك أو في احتقار الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري للسابقين من أصحاب رسول الله ص بلال وصهيب وعمار وخباب وأمثالهم من الضعفاء ; وقولهما للنبي ص إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا ; فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد هنا تتبدى الجاهلية بوجهها الكالح وقيمها الهزيلة واعتباراتها الصغيرة عصبية النسب والجنس واعتبارات المال والطبقة وما إلى ذلك من اعتبارات هؤلاء بعضهم ليسوا من العرب وبعضهم ليسوا من طبقة الأشراف وبعضهم ليسوا من ذوي الثراء ذات القيم التي تروج في كل جاهلية والتي لا ترتفع عليها جاهليات الأرض اليوم في نعراتها القومية والجنسية والطبقية هذا هو سفح الجاهلية وعلى القمة السامقة الإسلام الذي لا يقيم وزنا لهذه القيم الهزيلة ولهذه الاعتبارات الصغيرة ولهذه النعرات السخيفة الإسلام الذي نزل من السماء ولم ينبت من الأرض فالأرض كانت هي هذا السفح هذا السفح الذي لا يمكن أن ينبت هذه النبتة الغريبة الجديدة الكريمة الإسلام الذي يأتمر به أول من يأتمر محمد ص محمد رسول الله الذي يأتيه الوحي من السماء ; والذي هو من قبل في الذؤابة من بني هاشم في الذروة من قريش والذي يأتمر به أبو بكر صاحب رسول الله ص ; في شأن هؤلاء الأعبد نعم هؤلاء الأعبد الذين خلعوا عبودية كل أحد ; وصاروا أعبدا لله وحده ; فكان من أمرهم ما كان وكما أن سفح الجاهلية الهابط يرتسم في كلمات الملأ من قريش وفي مشاعر الأقرع وعيينة فإن قمة الإسلام السامقة ترتسم في أمر الله العلي الكبير لرسوله ص ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ويتمثل في سلوك رسول الله ص مع هؤلاء الأعبد الذين أمره ربهم أن يبدأهم بالسلام وأن يصبر معهم فلا يقوم حتى يقوموا وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم وهو بعد ذلك رسول الله وخير خلق الله وأعظم من شرفت بهم الحياة ثم يتمثل في نظرة هؤلاء الأعبد لمكانهم عند الله ; ونظرتهم لسيوفهم واعتبارها سيوف الله ونظرتهم لأبي سفيان شيخ قريش وسيدهم بعد أن أخره في الصف المسلم كونه من الطلقاء الذين أسلموا عام الفتح وذهبوا طلقاء عفو رسول الله ص وقدمهم هم في الصف كونهم من السابقين إلى الإسلام وهو في شدة الابتلاء فلما أن عاتبهم أبو بكر رضي الله عنه في أمر أبى سفيان حذره صاحبه رسول الله ص أن يكون قد أغضب هؤلاء الأعبد فيكون قد أغضب الله يا الله فما يملك أي تعليق أن يبلغ هذا المدى وما نملك إلا أن نتملاه ويذهب أبو بكر رضي الله عنه يترضى الأعبد ليرضى الله يا إخوتاه أغضبتكم فيقولون لا يا أخي يغفر الله لك أي شيء هائل هذا الذي تحقق في حياة البشرية أية نقلة واسعة هذه التي قد تمت في واقع الناس أي تبدل في القيم والأوضاع وفي المشاعر والتصورات في آن والأرض هي الأرض والبيئة هي البيئة والناس هم الناس والاقتصاد هو الاقتصاد وكل شيء على ما كان إلا أن وحيا نزل من السماء على رجل من البشر فيه من الله سلطان يخاطب فطرة البشر من وراء الركام ويحدو للهابطين هنالك عند السفح فيستجيشهم الحداء على طول الطريق إلى القمة السامقة فوق فوق هنالك عند الإسلام ثم تتراجع البشرية عن القمة السامقة ; وتنحدر مرة أخرى إلى السفح وتقوم مرة أخرى في نيويورك وواشنطن وشيكاغو وفي جوهانسبرج وفي غيرها من أرض الحضارة تلك العصبيات النتنة عصبيات الجنس واللون وتقوم هنا وهناك عصبيات وطنية و قومية و طبقية لا تقل نتنا عن تلك العصبيات ويبقى الإسلام هناك على القمة حيث ارتسم الخط الوضيء الذي بلغته البشرية يبقى الإسلام هناك رحمة من الله بالبشرية لعلها أن ترفع أقدامها من الوحل وترفع عينيها عن الحمأة وتتطلع مرة أخرى إلى الخط الوضيء ; وتسمع مرة أخرى حداء هذا الدين ; وتعرج مرة أخرى إلى القمة السامقة على حداء الإسلام ونحن لا نملك في حدود منهجنا في هذه الظلال أن نستطرد إلى أبعد من هذه الإشارة لا نملك أن نقف هنا تلك الوقفة الطويلة التي ندعو البشرية كلها أن تقفها أمام هذه النصوص ودلالتها لتحاول أن تستشرف المدى الهائل الذي يرتسم من خلالها في تاريخ البشرية ; وهي تصعد على حداء الإسلام من سفح الجاهلية الهابط إلى تلك القمة السامقة البعيدة ثم تهبط مرة أخرى على عواء الحضارة المادية الخاوية من الروح والعقيدة ولتحاول كذلك أن تدرك إلى أين يملك الإسلام اليوم أن يقود خطاها مرة أخرى ; بعد أن فشلت جميع التجارب وجميع المذاهب وجميع الأوضاع وجميع الأنظمة وجميع الأفكار ; وجميع التصورات التي ابتدعها البشر لأنفسهم بعيدا عن منهج الله وهداه فشلت في أن ترتفع بالبشرية مرة أخرى إلى تلك القمة ; وأن تضمن للإنسان حقوقه الكريمة في هذه الصورة الوضيئة ; وأن تفيض على القلوب الطمأنينة مع هذه النقلة الهائلة وهي تنقل البشرية إليها بلا مذابح ; وبلا اضطهادات ; وبلا إجراءات استثنائية تقضي على الحريات الأساسية ; وبلا رعب وبلا فزع وبلا تعذيب وبلا جوع وبلا فقر وبلا عرض واحد من أعراض النقلات التي يحاولها البشر في ظل الأنظمة البائسة التي يضعها البشر ; ويتعبد فيها بعضهم بعضا من دون الله فحسبنا هذا القدر هنا وحسبنا الإيحاءات القوية العميقة التي تفيض بها النصوص ذاتها وتسكبها في القلوب المستنيرة وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ختام هذه الفقرة التي قدمت طبيعة الرسالة وطبيعة الرسول في هذه النصاعة الواضحة كما قدمت هذه العقيدة عارية من كل زخرف ; وفصلت الاعتبارات والقيم التي جاءت هذه العقيدة لتلغيها من حياة البشرية ; والاعتبارات والقيم التي جاءت لتقررها وكذلك نفصل الآيات بمثل هذا المنهج وبمثل هذه الطريقة وبمثل هذا البيان والتفصيل تفصل الآيات التي لا تدع في هذا الحق ريبة ; ولا تدع في هذا الأمر غموضا ; ولا تبقى معها حاجة لطلب الخوارق ; فالحق واضح والأمر بين بمثل ذلك المنهج الذي عرض السياق القرآني منه ذلك النموذج على أن كل ما سبق في السورة من تفصيل لدلائل الهدى وموحيات الإيمان ; ومن بيان للحقائق وتقرير للوقائع يعتبر داخلا في مدلول قوله تعالى وكذلك نفصل الآيات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول


الموضوع : حقوق الإنسان في الإسلام الكاتب: عمر الناصري المصدر : شبكة عطر الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حبيبي يارسول الامة
عطرى ذهبىعطرى ذهبى
حبيبي يارسول الامة
انثى
التسجيل : 24/08/2008
المشاركات : 883
المكان : العراق
النشاط : 6003
تقييم الأعضاء : 5
حقوق الإنسان في الإسلام 08122915


حقوق الإنسان في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان في الإسلام حقوق الإنسان في الإسلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 30, 2008 3:58 pm
حقوق الإنسان في الإسلام 210
بارك الله فيك اخي المسلم

الموضوع : حقوق الإنسان في الإسلام الكاتب: حبيبي يارسول الامة المصدر : شبكة عطر الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حقوق الإنسان في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

https://i.servimg.com/u/f61/12/61/25/01/210.png


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
حقوق الإنسان في الإسلام , حقوق الإنسان في الإسلام , حقوق الإنسان في الإسلام ,حقوق الإنسان في الإسلام ,حقوق الإنسان في الإسلام , حقوق الإنسان في الإسلام
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ حقوق الإنسان في الإسلام ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عطر الإسلام :: 
المنتديات الإسلامية
 :: الشريعة الإسلامية
-
انتقل الى:
شبكة عطر الإسلام...معاً إلى الجنة



جميع الحقوق محفوظة لــــ شبكة عطر الإسلام ©
جميع الآراء فى المنتدى تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط
Powered by phpBB © Copyright ©2008 - 2015