موضوع: إعلام ذوي الألباب بما عليه الأصحاب الخميس أبريل 09, 2009 9:35 pm
الحمد لله رب العالمين وبعد اعتذر لإخواني علي تأخري وجزيتم خيرا علي تقبلكم لي ضيفا عليكم أو أخا لكم حفظكم الله تعالى وسدد خطاكم وحقيقة بضاعتي مزجاة لكن ساشارك بشئ يسير لعل الله يتقبله فهذه خطبة كنت خطبتها وقد ضاق صدري بمن يتطاول علي أسيادنا وقرة أعيننا أصحاب النبي المحمود في الأرض وفي السماء صلى الله عليه وسلم وهي وإن كانت لا تليق بمقامه حبيبي وسيدي صلي الله عليه وسلم لكن هذا ما استطعته فخطبتها وقد حدث لي شئ عجيب ولعلها من بركات خير الأنام بعد أسيادنا الأنبياء صلى الله عليه وسلم , أنني كنت قد حفظت بيتين جميلين في حقهما وهما أبيات لم اذكرهن في الخطبة لأنني نسيتهما علي المنبر فإذا بي استرسل وأقول أبيات عجيبة ووالله ليس لي من الشعر نصيب والأدهي أني نسيتهما بعد تلاوتهما في الخطبة فضلاً عن استرسالي وجريان الكلام علي لساني وأنا أذب عن عرضهم رضي الله تعالى عنهم لن أطيل فهذا مكتوبي :
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا علي الظالمين وأشهد ألا إله غيره لا شريك له وأشهد أن خاتم الأنبياء محمد - عليه الصلاة والسلام -
أغر عليه للنبوة خاتم *** من الله ميمون يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي إلي اسمه *** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود وهذا محمد
فصلّ اللهم علي محمد النبي الأمين وآلهِ الطيبين الطاهرين وصحبه الدر الميامين ثم أما بعد ..
ألا إني لحامل إليكم خبرا ترتجّ منه القلوب والافئدة .. وإنه لو وزع علي ذوي القلوب السليمة لكانت الأبصار منه شاخصة وكانت القلوب من دامية .. ولكننا نحمل قلوبا حتي عن مثل هذا عاجزة !!! إنه خبر سب أصحاب نبي رب الارباب - عليه الصلاة والسلام -!!!!!!!!!
فياعجباه !!
أمِثل هؤلاء يُسَبون ويُذَمون !!!
فمن هم هؤلاء الأصحاب سأقول في عجالة إنهم : الذين قال الله فيهم أنهم صادقون فقال : { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } الحشر8 أمثل هؤلاء يُسَبون !!!
إنهم الذين قال الله فيهم : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18
الذين قال الله فيهم أنهم خير أمة أخرجت للناس - وإن كانت شاملة لكل من مات على التوحيد - فقال فيهم : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } آل عمران110
الذين أخبر الله عنهم أنهم مفلحون فقال فيهم : { (1/1)
هذا غيض من فيض مما ذكر فيهم في آيات القرآن الكريم تذكر فضائلهم وإنه ليزيد الخير خيرا أن نذكر شيئا مما ذكر عنهم في سنة النبي صلي الله عليه وسلم : 1 - أن من أغضب أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقد أغضب الله تعالي : أخرج مسلم في صحيحه وكذا أحمد في مسنده واللفظ لمسلم من حديث عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتي علي سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا : والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها . فقال أبو بكر رضي الله عنه : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك , فأتاهم أبوبكر فقال : يا إخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا : لا , ويغفر الله لك يا أخي ) رواه مسلم من حديث عائذ بن عمروا برقم 2504.
فانظر أخي الكريم قول النبي صلي الله عليه وسلم لأبي بكر لئن أغضبتهم لقد أغضبت ربك يقول هذا لمن ؟ لآبي بكر رضي الله عنه ومن أبو بكر ؟ إنه خير من مشت قدماه علي الأرض بعد الأنبياء والمرسلين وقد أجمعت الأمة علي ذلك كما في عقيدة أهل الحديث للإسماعيلي ومجموع الفتاوي والعقيدة الواسطية وغيرها لكنه إخبار عن حالهم يقال لكل أحد فإن كان هذا يقال لمثله رضي الله عنه ولم يقل إلا ما رأيتم .
فماذا يقال لكل سفيه ممن تعرفون أنهم إياهم يَسُبون.؟!!!!
2 - إخباره صلي الله عليه وسلم أنهم شهداء الله في الدنيا والآخرة : وقد أخرج الشيخان وكذا الترمذي والنَّسائي كلهم من حديث أنس رضي الله عنهم وأخرجه الترمذي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه والمشهور عن أبي هريرة قال : ( (1/2)
فهذا الحديث دل علي أنهم شهداء الله في الأرض أي الدنيا وقد دل ما سبق من آيات أنهم شهداء الله في الآخرة كما قي قوله تعالي : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } البقرة143 3 - أنهم أمنة للمسلمين من الفتن : عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ( صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا : لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ , قَالَ : فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا , فَقَالَ : مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ , قَالَ : أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ , قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَقَالَ : النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ ) (1/3)
والحديث أخرجه مسلم من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه وكذا أخرجه أحمد في مسنده وهو صحيح.
قال الإمام النووي في شرحه ( فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان ... )
أمِثل هؤلاء يُسَبون !!!
فهذا غيض من فيض تركته منعا للإطالة وليس لصعوبة إدراكه فهو سهل المنال بفضل الله تعالي وأخيرا أختم بما تمثل به القائل في حقهم أنهم :
رجال ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوي الإسلام دينا رجال لم تحطمه الليالي *** ولم يسلّم إلى الخضم العرينا وإن جن المساء فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا
موضوع: رد: إعلام ذوي الألباب بما عليه الأصحاب الجمعة أبريل 10, 2009 10:05 pm
بسم الله ______________
عودة مباركة أخي الكريم .. وسررت كثيراً بوجودك بيننا من جديد
ما شاء الله أخي أبو صهيب علي هذه الخطبة الهامة التي نحتاجها في هذا الوقت فلن أقول أن الأرض ضاقت بالمسلمين .. فنحن أفضل أمة أخرجت للناس ولكن نحن من أراد أن تضيق بهم الأرض
أتذكر هنا قول النبي <عليه الصلاة والسلام> ( لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) متفق عليه وقد قال بعض المالكية من سب الصحابة يقتل .. ولكن مذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل
رضي الله عنهم جميعاً .. أصحاب الحبيب <عليه الصلاة والسلام>
ولكن .. الأمر أصبح أكثر سوءاً وأكثر قبحاً عندما تجرأ البعض علي خير البشر سيدنا محمد <صلي الله عليه وسلم> .. ووالله من العيب ومن الخطأ أن نقول أنهم سبو النبي <عليه الصلاة والسلام> فهذا لن يحدث إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها .. فقد قال الله عزل وجل ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) سورة الحجر
وهو أمر من الله للنبي <عليه الصلاة والسلام> بأن يدعوا إلي الحق ويعرض عن المشركين المستهزئين به فالله يتكفل بإنزال العذاب عليهم فهذا التجرأ هو علي بعض المسلمين الذين تركوا دينهم وأستحلوا الحرام وأبدلوه عن الحلال
وهذا التجرأ ليس هو الأول بنا ولن يكون الأخير حتي نكون خير الأمم كما فضلنا الله عز وجل
اللهم إنا نسألك أن تيسر لنا أن نعود إلي ماأمرتنا به .. وننتهي عن كل ما نهيتنا عنه اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين