صفقة مصرية لإنقاذ البشير

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني للقاهرة في 25 مارس لا تعتبر فقط تحديا لمذكرة أوكامبو وإنما هى جاءت بمثابة رسالة تحذير قوية للغرب بأن القاهرة لن تلتزم الصمت تجاه أية مخططات تهدف لتمزيق السودان ، فقد كشفت تقارير صحفية عن وجود صفقة تحاول القاهرة إقناع الخرطوم بقبولها لحل المشكلة مع المحكمة الجنائية الدولية وتتضمن الإسراع بوتيرة التنمية في دارفور مع فتح المجال أمام المجتمع الدولي للإطلاع على تلك الجهود بنفسه عبر إعادة بعض منظمات الإغاثة،هذا بالإضافة لقيام الخرطوم بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب أمام العدالة السودانية والسعي للتوصل لاتفاق سلام مع الحركات المتمردة في دارفور.
ووفقا لتلك التقارير فإن تنفيذ الخرطوم للاقتراحات السابقة من شأنه أن يدفع واشنطن ولندن وباريس للتراجع عن موقفها المؤيد لاعتقال البشير والانضمام لجهود الصين وروسيا في مطالبة مجلس الأمن الدولي بتجميد مذكرة الاعتقال لعام قابل للتجديد كما تنص على ذلك معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية ، هذا بالإضافة إلى تأمين طائرة البشير وهو في طريقه للدوحة لحضور القمة العربية وإحباط أية محاولات لخطفه وتسليمه للمحكمة بعد أن كشفت صحف أمريكية أن أوكامبو زار واشنطن في الأيام الأخيرة بهدف إقناع إدارة أوباما بخطفه وهو في طريقه للدوحة.
ويبدو أن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان الأخيرة لواشنطن ركزت على مناقشة مثل هذه الصفقة لإنهاء الأزمة وجاءت زيارة البشير للقاهرة في 25 مارس للاطلاع على ما توصلت إليه مباحثات سليمان في هذا الصدد.
كما أن تصريحات الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري قد ترجح صحة ما سبق ، فهو أكد أن استقبال مصر للرئيس السوداني عمر البشير يعكس رسالة مفادها أن مصر أولى بالسودان من أي طرف آخر في مثل هذه الظروف الصعبة ، قائلا في اتصال مع فضائية الجزيرة:" مصر أدركت أن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير ليست محاولة للنيل منه شخصيا ، لكنها محاولة لتحطيم دولة السودان" .
وأضاف: "مهما كانت أخطاء السودان وظروفه فرد الفعل الدولي غير مناسب، ويعكس سياسية الكيل بمكيالين ، حيث يتم ملاحقة رئيس السودان العربي ، ويتجاهلون المجرمين في إسرائيل ".
وعن قرار البشير طرد منظمات الإغاثة الدولية ، قال الدكتور الفقي :" هذا قرار غير صائب، ويزيد اللهيب ويعطي ذريعة للساعين لتوريط السودان " ، وكانت الخرطوم ردت على مذكرة الاعتقال بطرد 13 منظمة إغاثة أجنبية ، متهمة إياها بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وبالتجسس لصالحها وهو ما قوبل بتحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بدارفور وتحميل البشير وحكومته مسئولية حدوث أية حالات وفاة جراء ذلك .
ويبقى الأمر الأهم وهو تصريحات وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط والتي لم تخرج كثيرا عن مضمون الصفقة السابقة ، فهو طالب السودان بتفعيل القانون الداخلي السوداني وذلك بهدف إجراء محاكمة داخل السودان لكل من تثبت مشاركته في أعمال أدت إلى تدهور الوضع الإنساني في دارفور.
وشدد في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوداني دينق الور في ختام زيارة الرئيس البشير للقاهرة على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن ليس مدعوما من مجلس الأمن ، واعتبر أنه إذا رفع الأمر إلى مجلس الأمن وأصدر قرارا في هذا الصدد، ستتحول المسألة الى وضع دولي، أي إلى قرار واجب التنفيذ ، في حين أن الأمر حتى الآن هو مجرد خلاف بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان.
وانتهى إلى القول إن مشاورات الرئيسين حسني مبارك وعمر البشير تركزت حول كيفية التوصل إلى تسوية في دارفور وتأمين الوضع الإنساني هناك بحيث لا تتاح الفرصة لأي طرف خارجي للتدخل بحجة الأزمة الإنسانية .
والخلاصة أن هناك تنسيقا مصريا سودانيا للتصدي لمذكرة أوكامبو ، هذا بجانب أن زيارة البشير للقاهرة والتي تعتبر ثاني زيارة يقوم بها خارج السودان منذ صدور مذكرة الاعتقال في 4 مارس تعتبر بمثابة "بالون اختبار" للتعرف على رد فعل الغرب حيال تحركاته قبيل حضوره القمة العربية بالدوحة في الثلاثين من الشهر الجاري،كما أنها هدفت إلى تشجيع دول أخرى على استقباله وخرق قرار الجنائية الدولية وذلك بغية تخفيف الحصار الغربي الذي تشعر به الخرطوم منذ صدور مذكرة الاعتقال.

صفقة مصرية لإنقاذ البشير

صفقة مصرية لإنقاذ البشير

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟