د.سبيرو فاخوري لاشك في أن أفضل سنوات العمر لإنجاب الأطفال عند الأنثى هي سنوات العقد الثاني من العمر,أي مابين سن العشرين وسن الثلاثين.في هذه الفترة تكون المرأة قد تخطت فترة المراهقة المتعبة واكتمل نضوجها وبلوغها تماماً,وأصبحت دورتها الشهرية منتظمة وغددها الجنسية نشطة وفعالة,والبويضات التي يفرزها المبيض بالغة ومكتملة.أما من الناحية النفسية,فالمرأة التي بلغت سن النضوج,هي اكثر أستقراراً من غيرها,ثم إنها قد أنهت دراستها الثانوية وجزءاً من دراستها الجامعية,مما يزيد ثقافة وعلماً ويجعلها أكثر توازناً في عاطفتها وسلوكها وتصرفاتها,وأكثر تقبلاً لفكرة الحمل والولادة,وتحمل المسؤوليات الجسام الناجمة عن هذا الوضع الجديد. بعد سن الخامسة والثلاثين,تبدأ مرحلة جديدة من حياة المرأة تتميز بعدة تغيرات وتبدلات نفسية وعاطفية وجسدية عميقة,من أهمها عدم انتظام الدورة الشهرية,وبدء مغيب النشاط الهورموني للمبيض,وضعف البويضات الصالحة للتلقيح.بالإضافة الى ذلك,تفقد المرأة,قبيل سن اليأس,الكثير من قدراتها الجسدية والنفسية والعصبية للإنجاب وتربية الأطفال,خصوصاً في أيامنا العصيبة هذه المليئة بالهموم وأوجاع الرأس. أما بالنسبة للزوج – وهذا أمر هام جداً يجب التنبه إليه – فهو الآخر يكون قد تقدم في السن أمام زوجته التي تصغره عادة بعشرة أعوام أو عشرين,كما هو سائد في عاداتنا الشرقية,والتقدم في العمر يفقد الكثير من مواصفات المني الجيد,فينقص عدد الحيوانات المنوية كما تقل حركتها,وتتبدل التفاعلات البيوكيماوية فيها,مما يلحق بعض الضرر في حياة الكروموزونات والنواة الحاملة للمواصفات الوراثية,وهذا من شأنه التسبب في إلحاق خلل ونقص في البويضة الملقحة,مما يؤدي – بنسبة معينة – الى ولادة أطفال مشوهين. ولكنني أطمئن النساء بأن هذه النسبة ضئيلة جداً,وإن كان أطباء الغرب يحذرون منها بصوت عالٍ,والدليل على ذلك ماأشاهده في العيادات والمستشفيات,فكثيرات ممن تعدت أعمالاهن العقد الثالث أنجبن,وينجبن اطفالاً أصحاء...ولكن من أجل تجنب التعقيدات يجب على كل حامل متقدمة في السن زيارة الطبيب منذ الشهر الأول من الحمل,وتنفيذ إرشاداته,وذلك من أجل تفادي تعقيدات الحمل من ارتفاع الضغط أو تسمم الحمل أو البدانة...إلخ,خصوصاً وإنه قد أصبح بالإمكان اليوم,كما ذكرنا,إجراء دراسة المزايا الوراثية للجنين قبل ولادته,وهو لايزال في رحم أمه,عن طريق سحب عينة من السائل الأمنيوني الذي يسبح فيه,ودراسة الخلايا الجنينية.كما أصبح بالإمكان القيام بتصوير الجنين بواسطة التصوير الصوتي أو فحص زغابات المشيمة مما يسمح لنا بكشف العاهات والتشوهات قبل ولادة الطفل.