بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله
أكد عدد من الخطباء المصريين أنهم تلقوا تعليمات من وزارة الأوقاف بمهاجمة النقاب على المنابر وفي دروسهم اليومية إلا أنهم رفضوا تنفيذ تلك التعليمات، مؤكدين أن النقاب وإن لم يكن فريضة فهو فضيلة. ووفقًا لما نقلته صحيفة المصريون فقد طالب الخطباء شيخ الأزهر ووزير الأوقاف أن يشنا حربًا على التعري والسفور بدلاً من محاربة الفضيلة.
وتمثلت محاولات زقزوق في تكليف الإدارة العامة للتفتيش العام بديوان وزارة الأوقاف بتوجيه تعليمات شفهية إلى مديريات وإدارات الأوقاف بالمحافظات لنقلها إلى الخطباء تقضي بضرورة تناول قضية النقاب في خطبة الجمعة.
وحث وزير الأوقاف الخطباء على تبني موقف شيخ الأزهر من النقاب، عبر التأكيد على أن هذا الرداء عادة وليس عبادة وأنه لا علاقة به بالدين الإسلامي، وذلك في إطار دعم طنطاوي والتخفيف من حدة السخط الشعبي عليه، إلا أن الخطباء لم يلتزموا بالتعليمات ورفضوا الهجوم على النقاب.
نشر كتاب يحارب النقاب وحظر آخر يدعو إليه:
وكان وزير الأوقاف المصري قد أعلن رفضه الشديد لارتداء المرأة المسلمة للنقاب، وادعى أنه "مجرد عادة لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد وليس عبادة".
وقال زقزوق: إن "النقاب بدعة لا أساس لها في الدين، لأن جمهور العلماء يتفقون على أن وجه المرأة وكفيها ليس بعورة" على حد زعمه.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف المصرية أصدرت كتابًا بعنوان "النقاب عادة وليس عبادة"، وأنه تم، مؤخرًا، توزيع هذا الكتاب على أئمة المساجد، معلنًا أنه سيتم طبع 100 ألف نسخة أخرى لتوزيعها على مؤسسات الدولة.
وفي إطار الحرب المعلنة على النقاب أيضًا، قد أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قرارًا بحظر تداول كتاب "معركة الحجاب والسفور" للدكتور محمد إسماعيل المقدم.
ويؤكد الكتاب وجوب ارتداء النقاب وعدم جواز كشف وجه المرأة في بعض الحالات التي من أهمها إذا كان وجهها مثيرًا للفتنة.
وذكرت مصادر صحافية مصرية أن كتاب "معركة الحجاب والسفور" يتناول مكانة المرأة في الإسلام وإهانتها في الجاهلية وأحكام الدين الإسلامي المتعلقة بالنساء ومظاهر تكريمه لهن ومساواتهن بالرجل في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية، مستشهدًا بأدلة في الشريعة الإسلامية، ومبشرًا بعودة حجاب المرأة المسلمة بقوة في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
كما يرصد الكتاب معركة الحجاب في مصر وتركيا ودور الحركات العلمانية للقضاء على الحجاب حتى تكون المسلمة صورة مكررة من نظيرتها في الحياة الغربية الحديثة، مع الرد على دعاة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، منتقدًا قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة" وموقف الأمة العربية والإسلامية منه.
طرد طالبات منتقبات من مدينة جامعية مصرية:
إلى ذلك، قامت إدارة المدينة الجامعية بجامعة حلوان المصرية بطرد الطالبات المنتقبات من المدينة؛ بعد إجبارهنَّ على توقيع قرارات إخلاء جبري بالإكراه، تفيد بمخالفتهنَّ لقواعد الأمن داخل المدينة.
ولجأت الطالبات بعدها للدكتور محمد النشار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب لنجدتهن من المبيت بالشارع، ففوجئن به يسأل إحداهن قائلاً: "إنتِ لابسة النقاب ليه؟، لو لابساه وقار فالوقار إنك تقعدي في البيت ومتجيش تتعلمي أصلاً!! إنتوا بتاخدوا اللي على مزاجكم من الدين وتسيبوا الباقي!!".
واشترط الدكتور النشار على الطالبات كتابة إقرارات بخلع النقاب داخل المدينة شرطًا لتسكينهن؛ الأمر الذي اضطرت إليه الطالبات رغبةً في إنهاء أزمتهن، خاصةً أنهن يلاقين دائمًا ردًّا واحدًا من أيٍّ من مسئولي المدينة؛ حيث يقول لهم: "أنا خلَّصت الورق اللي عندي، والقرار مش في إيدي.. اقلعي النقاب تدخلي!!".
وقالت إحدى الطالبات المنتقبات: إنهن يعانين من التأخر في محاضراتهن، والبحث عن مكان للمبيت؛ مشيرةً إلى أنها من الوادي الجديد، فلا تستطيع الذهاب إلى منزلها والعودة كل يوم كما تفعل بعض زميلاتها ممن يقطنَّ بلدانًا قريبةً، ولهذا لجأت للسكن في المدينة الجامعية.