هل الحب في السبعيين ممكن؟؟؟؟؟؟؟

التسجيل : 27/08/2008

هل الحب في السبعين ممكن؟!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت عبقرية بيكاسو (1882_1973)، وهو إسباني المولد عاش معظم حياته في فرنسا، أحدى العبقريات النادرة التي تتميز بغزارة الإنتاج مع روعته وما يثيره في نفس المشاهدين من إعجاب ودهشة، ويقال إنه رسم في يوم واحد تسع لوحات لامرأة واحدة، وعلى الرغم من أن الأصل كان واحداً، إلا أن اللوحات التسع كانت كل منها تختلف عن الأخرى اختلافاً تاماً، ومع ذلك فأن كل من يرى هذه اللوحات المختلفة يستطيع أن يدرك أنها مأخوذة عن أصل واحد وجد فيه العبقري بيكاسو ألواناً من المعاني التي جعلته يرسمها تسع مرات، كل مرة منها تختلف عن الأخرى في زاوية من زوايا الإحساس والرؤية.
وهنا نتساءل من كانت هذه المرأة التي ألهمت بيكاسو أن يرسمها في تسع لوحات، وفي يوم واحد، وكأنه كان يرى فيها وجوهاً متعددة للمرأة الخالدة في كل مكان وزمان؟
إن هذه المرأة هي فرانسوا جيلو الفتاة الجميلة المثقفة ذات الشخصية القوية، والتي كانت رسامة أيضاً، وقد تعرفت هذه الفتاة إلى بيكاسو نحو سنة 1945، وكان بيكاسو في الثالثة والستين من عمره، أما الفتاة الجميلة الفنانة فكانت في العشرين، وسرعان ما عشقت هذه الفتاة بيكاسو وتعلقت به، وكانت في البداية تنظر أليه كأستاذ لها في الفن، تتعلم منه، وتعد ذلك فرصة ذهبية لها، فلم يكن في العالم كله اسم أعظم من أسم بيكاسو، ولم تكن هناك عبقرية أخرى تداني عبقريته أوتقف إلى جانبها من حيث الشهرة وغزارة الإنتاج وقدرة هذا الإنتاج على لفت الأنظار وإثارة الدهشة لما فيه من تجديد مستمر، ويسبب قدرة هذا العبقري بيكاسو على أن يقدم للناس ما لم يروه من قبل في مدارس الفن المختلفة، فقد كان خيال بيكاسو يتجاوز كل خيالات الفنانين الذين عرفهم تاريخ الفن في القرن العشرين، بل ربما في كل تاريخ الفن على مر العصور، كذلك تحولت الفتاة الجميلة الفنانة فرانسوا جيلو إلى "موديل" يرسمها بيكاسو بأشكال وألوان وأساليب مختلفة، وبعد فترة من الوقت لم تبق التلميذة تلميذة، ولا "الموديل" موديلا، ولا الأستاذ أستاذاً، بل لعبت كيمياء العواطف الساحرة دورها، فتحولت الفتاة إلى عاشقة مجنونة بحب أستاذها الفنان العبقري، أما الأستاذ فلم يقصر هو الآخر من جانبه في هذه المعركة الغرامية، فأحب تلميذته وأصبح مفتونا بها لا يكاد يسمح لها بأن تفارقه لحظة واحدة. وتطور الحب المشتعل إلى زواج، وكان زواجاً شديد الغرابة، لأنه يتم بين فتاة في اول العشرينيات من عمرها، ورجل بلغ السبعين أو اقترب منها، ولكن بيكاسو لم يكن يعترف بمثل هذا الفارق في العمر، فقد كان يحتفظ بحيوية جسمه ونضارته، وكانت الدماء المشتاقة إلى كل مباهج الحياة تتدفق في عروقة وكأنه في عز الشباب.
وعندما بدأ هذا الزواج بين الفتاة التي تجاوزت العشرين بسنة أو سنتين وبيكاسو الذي يقترب كثيراً من السبعين، لم تكن هذه الزوجة" المفتونة" بزوجها الساحر ترى ذلك الفارق أو تشعر بخطورته، وكانت تقول :"إنه من اليسير بالنسبة إلى أن أتحدث معه في كل شيء. بل إنني أشعر بأن أحلامنا وعواطفنا تلتقي بعضها بعضاً، كأننا من جيل واحد وعمر واحد".
وأستمرت العلاقة بين الشابة (العشرينية) والشيخ (السبعيني) العبقري عدة سنوات مليئة بالسعادة، وفي هذه السنوات أنجبت فرانسوا جيلو من بيكاسو ولدا أسمته كلود وأبنته أسمتها بالوما، وأخذ بيكاسو يتعامل في هذه السنوات مع الطفلين كأب رائع، فكان يعطيهما الكثير من الاهتمام والعناية ويلعب معهما ويرسم العرائس أو يصنعها لهما من الخشب أو من "قصاقيص" الملابس. على أن الأمور سرعان ما انقلبت رأساً على عقبِ، بعد سنوات السعادة القليلة التي عاشها الحبيبان معاً، فانفصلت فرانسو جيلو عن بيكاسو وصبحت معها ابنها وابنتها منه على أمل أن تعيش حياة حرة وطبيعية بعيدة عما اكتشفته من قيود كثيرة في عالم بيكاسو. فقد كان بيكاسو مشغولاً تماماً بنفسه وبفنه، وكان يحتفظ في حياته بنساء كثيرات وزوجات سابقات، وهو لا يتوقف عن الاهتمام بعلاقاته النسائية القديمة المتعددة، ولا يعبأ أبداً بمشاعر زوجته ولا يحرص على كرامتها العاطفية. واكتشفت الزوجة أيضاً ما تجاهلته من قبل، وهو فارق العمر بينها وبين زوجها الذي يكاد يصل إلى خمسين عاماً كاملة، وانقلب الحب في نفس الزوجة إلى كراهية عنيفة، وظلت هذه الزوجة المجروحة تطارد بيكاسو باللعنة والتشهير به حتى آخر يوم في حياته، أما بيكاسو فقد تألم لفترة قليلة، ثم نسي الأمر تماماً، وأدخل في حياته امرأة جديدة أبقى على حبه لها حتى النهاية.

هل الحب في السبعيين ممكن؟؟؟؟؟؟؟

هل الحب في السبعيين ممكن؟؟؟؟؟؟؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟