حجابي أم المناصب الزائلة؟؟

التسجيل : 27/08/2008

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حجابي أم المناصب الزائلة؟!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من واجبي الاعتراف بأنني تعرَّفت إلى سُندس وهي محجبة، وتزوجتها وهي محجبة. أي أنها لم تتحجّب بعد الزواج. لكنني أنا الذي أطالبها، حالياً، بأن تتساهل في مظهرها يسبب ظروفنا الجديدة، وأن تلبس لكل حالة لبسها. لكن زوجتي ترفض أن تطيعني، وترى أنّ طاعة الله فوق طاعة العبد، حتى لو كان هذا العبد هو أنا، زوجها الذي التحق بوظيفة دبلوماسية مرموقة في جينيف.
كانت سندس زميلتي في الجامعة الأميركية، ومن قلَّة من الطالبات المحجبات آنذاك، بين موجات متلاحقة من الطالبات السافرات. والحقيقة أن بين هؤلاء مَن كانت "تسفر" أكثر من اللازم، لكن الجو العالم كان يسمح بهامش من الحرية الشبابية التي راحت تتقلَّص، عاماً بعد عام، في تناسب عكسي مع تنورات الطالبات التي بدأت تميل إلى الطول حتى غطت الكاحل.
وأنا اليوم، حين أتطلّع إلى صورة عرسي المعلَّقة على جدار الصالون في بيتنا الصغير، أرى سُندس ترتدي قبعة من الأزهار البيض، التي تحيط بجبينها وتغطي شعرها بالكامل. إنها طرحة مبتكرة تجمع ما بين الحجاب والأناقة الحديثة، لكنها أقرب إلى صرعة من صرعات الموضة منها إلى حشمة تقليدية أو متعلقة بالعقيدة. كيف اختلفت الأحوال بعد ذلك؟
تخرَّجنا وحصلت أنا على درجات ممتازة سمحت لي بأن أجد لي موضع قدم في وزارة الخارجية. أما سندس فقد التحقت بتعليم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الخاصة، وكان راتبها يفوق راتبي، على الرغم من أن منصبي يدعو إلى أن ينفخ المرء صدره ويحلم بمستقبل زاهر. ومع مرور السنوات وولادة الأبناء تطور مظهر زوجتي من مجرد منديل يخفي الشعر إلى وشاح طويل يلف الرأس كله والرقبة وجانب الوجه وينسدل على الجبين ثم يمضي ليستلقي على الصدر والكتفين. وغابت التنورة الطويلة والقميص ذو الكمين، تاركين المجال لجبَّة كحلية أو بنية، حسب المناسبات، هي ما يُدعى في لغة اليوم باللباس الشرعي.
لم يكن هذا اللباس يزعجني في شيء، إلاَّ بعد أن راحت الترقيات الوظيفية تتجاوزني لتحطَّ عند مكاتب غيري من الزملاء. وقد دارت في بالي شتَّى الفَرضيات والأسئلة، لكنني رفضت أن أتصوَّر أن حجاب زوجتي هو الذي يحول بيني وبين الحصول على منصب في إحدى سفاراتنا في أوروبا.. القارة التي كنت مشرفاً على قسم العلاقات الدولية معها.
وفي موقف مازلت أتعرَّق كلَّما ذكرته، سمحتُ لنفسي، ذات يوم، بأن أسأل أحد المتنفّذين في الوزارة، عن سبب إقصائي من السلك الخارجي، وكان الرجل صريحاً معي ورد على سؤالي بسؤال مضاد: "هل توافق على أن تخفف حرمكم من حجابها إذا انتقلتم إلى باريس أو بون أو جينيف"؟ ولم يصدر مني حرف جوابي واحد.. بل اكتفيت بهزّات مُبهَمة من رأسي، ووقفت أستأذن بالانصراف.
أنا أوافق؟ ليت الأمر بيدي. إنَّ سندس هي التي ترفض أن تناقش الأمر، وهي تقول لي بلا تردُّد: "اذهب لوحدك.. سافر وخذ الوظيفة.. مارس حقَّك في الترقية واتركني مع الأولاد هنا، حيث لا يعترض على حجابي معترض". كيف تفهم أن زوجة الدبلوماسي هي الوسام الذي يُريِّن صدره؟
* حجابي أم المناصب الزائلة؟
لم أُصدَّق ما أسمع. إنَّ مختار، زوجي، يدعوني إلى عشاء في فندق بكذا نجمة، ويطلب لي طبق "اللزانيا" الذي أحبه، ويبدأ حديثه معي بالإطراء على شجاعتي وجهدي وتضحياتي في رعاية بيتنا وأولادنا، ثم يصل في الكلام إلى احتمال تعيينه في منصب مهم في إحدى المدن الأوروبية.. شرط أن..
الشرط هو أن أتنازل عن حجابي وأن أقبل بعادات أهل تلك البلاد، ومنها سُفور نسائها. ما شأني أنا بنسائها؟ لقد اخترت أن أتحجَّب منذ ان كنت في الرابعة عشرة من عمري.. قبل أن تصبح المحجبات أكثرية في مجتمعنا، وجاء اختياري عن فهم وقناعة وحوار مع الوالدين، وليس ركوباً للموجة ولا سعياً وراء عريس. ومع هذا، فقد قُبلت في الجامعة الأميركية والتقيت مختار، الطالب المتفوق، نجل المستشار الفلاني، والأستاذة فلانة، واختارني للزواج من بين كل الجميلات السافرات. اختارني بحجابي ولم يطالبني، من قبل، بأن أتخلّى عنه، ولا عن الفروض التي التزم بها.
ومختار ليس بالزوج التقليدي. إنه يحب الخروج وارتياد الحفلات والتعرُّف إلى الطرائق الجديدة في المعيشة، بل ودخل دورة في تعلُّم رقص "الفالس". أي والله.. "الفالس" الذي يُسمّيه "وولز"، على الطريقة الإفرنجية. مع مَن ترقص يا حبيبي؟ يضحك ويقول: "مع المعلِّمة". والمعلمة ليست أنا. فأنا أتولّى تدريس اللغة الإنجليزية. أما الست المقصودة فهي مدرِّبة الرقص، وهي فنانة جاءت من رومانيا ووجدت رزقها في بلادنا.
لم أعترض على التطلّعات "الحضارية" لزوجي، مثلما لم يعترض هو على التزاماتي الدينية. كنا ثنائياً متناغماً ومتفتحاً يُربّي أبناءه على احترام القيّم والتقاليد من جهة وعلى تقبُّل الرياح الجديدة من جهة أخرى. لكن حكاية هذه الوظيفة الطارئة، جاءت لتنسف كل شيء. هل يُعقَل أن نختلف بعد كل ذلك الاحترام والوئام؟
قال لي مختار إنه مغبون في العمل بسبي، أو بالأحرى بسبب حجابي. وقد صارحه أحد المسؤولين في الوزارة، بأن الوظيفة التي رشحوه إليها هي بمثابة الواجهة التي تعكس تقدُّم بلدنا والنهضة التي تعيشها نساؤنا. هل يمنع الحجاب المرأة من أن تنهظ لماذا لم يمنعني، شخصياً من النهوض للدراسة والعمل واختيار الزوج ورسم سياسة تربية الأبناء؟ أنا أقوم بكل ما تقوم به الزوجة من مهمّات على أكفأ وجه، سواء أكانت في بريطانيا أم فرنسا أم حتى أميركا. فكيف يجرؤ ذلك المسؤول على مقايضة حجابي بوظيفة زوجي؟ بل كيف يقبل مختار أن يُوضَع في هذا الموقف السخيف واللاعقلاني؟
على الرغم من غضبي الدفين، قلت له إنني لن أكون عَقبَة في سبيله. قلت: "اذهب لوحدك ودعني هنا مع أولادي ومع حجابي وربِّي". لكنه لم يقتنع وصار قليل الكلام داخل البيت. إنه إذا فتح فمه فلكي يتحدث عن طاعة الزوجة لزوجها. هل أطيعه وأغضب خالقي؟

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

الحجاب الذى يعيق عن كل شئ

حجة واهية يتشدق بها الكثيرون بل العائق هم وليس الحجاب

إسأل أى محجبة أو منتقبة عن إقتناع هل أعاقها حجابها وطاعتها لربها يوماً عن التعليم والتفوق والإزدهار أم أعاقها مجتمعها ومن حولها لحجابها مدعيين أنه لا يصلح للتشريف فى المناصب العليا؟

أدعوكِ أختى للثبات فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وعلى الرجل فى بداية إختياره لزوجته أن يدرس هذا الأمر ووقتها يأخذ السافرة وغير المحجبة لتصلح لتشريفه

وسبحان الله إستمعت من أحد العلماء أنه حضر مؤتمراً إسلامياً وكان تحضره النساء المنتقبات وكان مؤتمر ناجح ولم يعوقهن النقاب فى أى شئ

إن العائق هو هل المجتمع بمن فيه يتقبلون الحجاب أم لا الذى هو فريضة الله التى لا نقاش ولا إقناع فيها؟؟

عذراً على الإطالة أختى الأستاذة لكن وجب الحديث

بارك الله فيكِ على هذا الموضوع الذى يمس الكثيرات من زوجات الشخصيات المهمة

التسجيل : 27/08/2008

لا اله الا الله

اشكر مرورك العطر الذي اضافة رونق لموضوعي

نعم زوجات الشخصيات الكبار يتصورنة بان المنصب يذهب المعتقد والالتزام

وبأن المنصب تغير وانفتاح للعالم بترك الحجاب والدين والعياذ بالله لايعلمون بان المناص بليس تشريفا وتكريما وانما هو زيادة مسؤولية وثقة للاخرين بهم وعمل دؤوب لخدمة اوطانهم

اشكرك مرة اخرى اختي عطر لمرورك على صفحتي

حجابي أم المناصب الزائلة؟؟

حجابي أم المناصب الزائلة؟؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟