[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هل صحيح أن الأحلام تعكس مايواجهه الفرد خلال اليوم؟ وهل من الممكن تفسيرها؟ وهل الأحلام مفيدة للصحة الذهنية؟ جملة من الأسئلة تخطر على بال المهتمين بالأحلام وكذلك الناس العاديين. يستيقظ الشخص في الصباح فيخبر زوجته بأنه رأى حلما مزعجا عن سفره المقبل الى بلد ما وقد قرر إلغاء الرحلة خوفا مما رآه في الحلم. ويستيقظ آخر ليقول أنه حلم بأموال هائلة حصل عليها. إن أهمية فهم الأحلام بالنسبة للانسان مازالت تشكل تحدياً للعلماء المهتمين بهذه الظاهرة الإنسانية وكذلك الأطباء الذين يسعون جاهدا لاكتشاف أدوية تزيد أو تنقص من كمية الأحلام التي يشاهدها الانسان وهو نائم دون أن تكون له القدرة على التحكم بها أو حتى تذكرها أحيانا.
المحلل النفسي العالمي الشهير سيغموند فرويد قال أن الأحلام هي عبارة عن مشاهد مشتتة وغير متماسكة لرغبات كامنة في اللاشعور. لكن علماء آخرين أتوا بعده أعطوا تفسيرات أخرى لهذه الظاهرة بقولهم أنها مجرد انعكاسات للنشاط الجسدي والذهني الذي يمارسه الانسان خلال حياته اليومية، وأشار آخرون إلى أن الأحلام تعبير عن الأحزان والأفراح التي يشعر بها الانسان ولايستطيع التعبير عنها في الوعي فتستيقظ في اللاوعي أثناء النوم.
استمرارية لنشاط الذهن
قالت دراسة برازيلية صادرة عن المعهد المختص باضطرابات النوم في مدينة ساو باولو البرازيلية ان ماقيل ويقال عن الأحلام حتى يومنا هذا هو مجرد تكهنات لأن أحدا لم يتحول الى شخص آخر أو مخلوق آخر نتيجة حلم شاهده في منامه، أو فقير تحول الى مليونير فقط لأنه رأى نفسه مليونيرا في أحد أحلامه.
وأضافت الدراسة التي أشرف عليها عدد من علماء النفس العاملين في المعهد بأن العلم لم يؤكد أو ينف حتى الآن ما يوصف با للاوعي عند الانسان. وبعد تعريف فرويد الآنف الذكر للأحلام يقول العلماء البرازيليون بأن ماهو مؤكد عن الأحلام هو أنها شكل من أشكال ابقاء الذهن في نشاط دائم خلال النوم ذلك لأن الذهن لايتوقف عن العمل ان كان الانسان في حالة الوعي أو اللاوعي. اذن فالتعريف العملي والمنطقي للأحلام بالنسبة للعلماء البرازيليين هو انها استمرارية لنشاط الذهن.
وتابعت الدراسة تقول انه من المعروف بأن توقف النشاط الذهني للانسان يعني حدوث أمرين لاثالث لهما: الموت أو الجنون. فالنشاط الذهني يجب أن يكون مستمرا. وأوضحوا بأنه حتى اذا لم يتذكر الانسان الأحلام فانها مستمرة لأن عدم التذكر هو من النسيان الذي هو صفة يتميز بها الانسان في جميع المواقف والظروف.
الأحلام هي تقييم للخصوصية
عنوان قد يبدو غريبا، لكن العلماء البرازيليين أكدوا بأن الأحلام يمكن أن تكون بمثابة التقييم لخصوصيات الانسان التي لايبوح بها أثناء فترة الوعي. فالبشع الشكل لايقر ببشعه للآخرين في فترة الوعي، لكنه يجد نفسه في الحلم أحيانا على صورة أبشع مما هو عليه. والفرق هنا هو أنه لايبالي بذلك أثناء الحلم ولايهتم بما يقوله عنه الآخرون. فالحلم هنا هو اعتراف بخصوصية ما، لاتباح للآخرين في فترة الوعي. وقد يحدث العكس فالبشع قد يجد نفسه جميلا وجذابا وهذا يعتبر نوعا آخر من التقييم لخصوصية مرغوبة كذلك لايباح بها في فترة الوعي.
أيام هادئة وليالي مليئة بالمغامرات
قالت الدراسة انه بعكس مايعتقده الآخرون فان يوما مليئا بالاتعاب يمكن أن يؤدي الى أحلام هادئة جدا وأيام أخرى هادئة يمكن أن تؤدي الى ليال مليئة بالمغامرات والمتاعب التي تجسدها الأحلام. وتساءلت الدراسة هل بامكاننا القول هنا بأن الأحلام هي عكس مايواجههه الانسان في فترة الوعي؟ هذا صحيح الى حد كبير. ففي بعض التجارب التي جرت في المعهد المختص بمراقبة اضطرابات النوم تبين بأن الأشخاص الذين وفرت لهم كل الظروف الهادئة والمريحة للأعصاب أثناء فترة الوعي تعذبوا كثيرا أثناء النوم وبينت الاشارات الالكترونية للأجهزة الخاصة بمراقبة النوم بأن حركات النائم المرتبكة كانت بمثابة أدلة على أحلام مزعجة للغاية. وجاء ذلك أيضا على لسان من استطاعوا تذكر ولو قسم بسيط من الأحلام التي شاهدوها.
وأضافت الدراسة بأن تجارب أخرى على أشخاص وضعوا في ظروف صعبة ومتعبة في فترة الوعي أظهروا هدوءا لافتا خلال فترة النوم ودلت الاشارات الالكترونية الصادرة عن الأجهزة بأن حركات هؤلاء أثناء النوم كانت هادئة وسلسة، مما يدل على أن أحلامهم كانت هادئة بالرغم من المتاعب التي مروا بها خلال فترة اليقظة.
مجرد تكهنات
واعترف العلماء البرازيليون أنه على الرغم من دراستهم هذه فان ماقيل ويقال في الأحلام حتى الآن هي مجرد تكهنات. ولكن ماهو ثابت علميا بأن الأحلام مفيدة للحالة والنشاط الذهني للانسان أما الأمور والتفاصيل الأخرى للأحلام فمازالت تحير علماء اليوم كما حيرت علماء الأمس. ولكن المؤكد أن الأحلام هي صحية للذهن بعد أن ثبت أن من لايحلم يصاب ذهنه بالخمول، ولكن مايحدث في الحلم هو مالايدركه العلم ولاالتنجيم ولا الأدوية التي يراد منها تنظيم الأحلام والتحكم بأحداثها. فحتى الذين يستخدمون الأدوية المهدئة والمنومة يشاهدون أحلاما مبعثرة وغير متماسكة