عندما تعود الأم إلي بيتها بعد يوم عمل مجهد وطويل قد
تفاجأ بفوضي شاملة في المنزل, وإذا طلبت من أبنائها ترتيب محتويات البيت
فقد يتباطأون فيثور غضبها فيضطرون مجبرين علي تنفيذ أوامرها فتشعر بتأنيب
الضمير لأنها لم تتعامل مع الموقف بهدوء.. فماذا يجب أن تفعل؟
يجيب
عن هذا السؤال الدكتور أيمن مصطفي محرم إخصائي الأمراض النفسية
والعصبية, مؤكدا أن غضب الام في هذه الحالة طبيعي, لكنها يجب أن تتحكم
في انفعالاتها وتطلب من أبنائها القيام بالأهم ثم المهم, فالأقل
أهمية, وأن تتناقش معهم في الامور التي يحدث خلاف بشأنها مثل نوعية
الطعام. أو الاصرار علي ارتداء زي معين, ويمكن للأم أن تعد قائمتين:
الأولي بالأسس التربوية التي لا تقبل المناقشة والتفاوض. والثانية ببعض
الأسس القابلة للتفاوض والتعديل والتكيف, وقد يبدي بعض الامهات تخوفهن
من أن يستنتج الابناء ان كل شيء قابل للتفاوض لكن الابناء إذا عرفوا ان
هناك اسسا قابلة للتفاوض وأخري لا تقبل حتي النقاش سوف يجعلهم هذا يتقبلون
الامر بسهولة وملامة في نفس الوقت بقدر من الحرية, يساعدهم علي المدي
البعيد في تعميق احساسهم بالمسئولية.
وعندما يتفجر الموقف بين الام والابناء ولا تتحكم في أعصابها فإن هذا يثير
لدي الابناء احساسا بالخوف والقلق لان شكل الأم يتغير وتغييرات وجهها تصبح
اكثر قسوة, وهذا امر طبيعي لأن الانسان عندما يفقد السيطرة علي نفسه
يتفوه بكلمات جارحة, ويرتكب أفعالا يندم عليها فيما بعد ولذلك ينصح
بالانسحاب او التزام الصمت بعبارة( من شدة غضبي منك الآن لا أريد
مواجهتك وانا في هذه الحالة) فيشعر الطفل بتأنيب الضمير ويعتذر بعد
ذلك, وإذا اختارت الام التزام الصمت فإن هذا سوف يجعلها تشعر بالرضا عن
نفسها وقد تشعر الأم بالقلق خوفا من ان يعتقد ابناؤها أن صمتها أو
انسحابها يعني الاستسلام والتراجع, ولكن هذا الاحتمال ضعيف جدا,
فاغلبية الابناء سوف يدركون أنهم تمادوا في الخطأ فيتراجعون, ويعتذرون
وتمر العاصفة بسلام. أما إذا اختارت الأم ان تواجه الامر بدون انسحاب
فعليها أن تحسن اختيار الكلمات المعبرة عن غضبها, فتوضح للطفل مدي
احساسها بالاسي والحزن لتعرضه لهذا والاطفال بصفة عامة يكونون اكثر
استعدادا للتعاون عندما يسمعون تصريحات حيادية وليس انتقادات موجهة بشكل
مباشر وعنيف.