الوصفة النبوية للمحبة

التسجيل : 13/12/2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإنّه عمل يسير.. يسير جداَ.. لا يكلّفك شيئاً يُذكر..
لكنّ أثره عظيم جداً، فهو:
· لا يكلّفك مالاً، لأنّه بالمجّان.
· ولا يكلّفك جهداً، لأنّه لا يحتاج إلى جهد يذكر.
· ولا يكلّفك وقتاً، لأنّ أداءه لا يستغرق سوى بضع ثوانِ فقط.
· ولا يكلّفك جاهاً، بل ربّما زاد من جاهك عند الناس.
هذا العمل اليسير كان من الأولويات التي حرص النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ على بثّها في المجتمع الإسلامي الناشئ في المدينة النبوية دار الهجرة أوّل ما هاجر إليها، لإقامة مجتمع مسلم متحاب متكاتف.
بل جعل بثّه بين المؤمنين من الأسباب المهمّة لتحابّهم، ودخولهم الجنّة.
وأخبر ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّ اليهود الحَسَدة، ما حسدونا على شيء مثل ما حسدونا عليه !!.
وله فضائل كثيرة يطول المقام بذكرها
هل عرفتموه ؟..
إنّه السلام .. أو بالتعبير النبويّ الشريف: ( إفشاء السلام ).

فعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه ـ وكان من اليهود ـ قال : لمّا قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدنية انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلمّا استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: « أيها الناس.. أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلون الجنّة بسلام ». أخرجه الترمذي بإسناد صحيح.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا. أولا أدّلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم» أخرجه مسلم.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» أخرجه ابن ماجه بإسناد صحيح.
وبعد؛ فالعجب ممّن يبخلون بأداء هذا العمل اليسير الذي لا يكلّف شيئاً، ويتصدّدون عنه ـ لا سيما فئة الشباب ـ مع ما له من الأثر العظيم في النفوس.. وبعض الناس لا يفعله إلا للمصلحة، فإن لم تكن له مصلحة لوّى رأسه، وتصدّد عنك وكأنّه لم يرك!!، وقد عبّر الشاعر عن ذلك بقوله:
حيّاك من لم تكن ترجو تحيّته لولا المصالح ما حيّاك إنسانُ.
وفيه مبالغة لا تخفى.
وبعض الناس لا يسلّم إلا على أصحاب الجاه أو من يشاكله في الهيئة، ويترك السلام على الضعفاء والمساكين كالعمّال والأطفال ومن شاكلهم، ومثل هذا لا يخلو قلبه من الكبر أجارنا الله من ذلك.

وإذ علمنا فضل هذا العمل اليسير، وأثره العظيم في بثّ روح المحبّة بين أفراد المجتمع المسلم، وخطر تركه؛ فإنّ له آداباً لا بدّ من معرفتها والعمل بها لا سيما فيما يتعلّق بالبداءة به، فمن هذه الآداب:
1. أن لا يُبدأ الكافر بالسلام، لأنّ السلام من أسماء الله، والكافر غير مؤمن بالله ( الإيمان الحقيقيّ ) فلا يستحقّ هذا السلام، قال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام..» أخرجه مسلم. وإذا سلّموا علينا فالمشروع أن نردّ عليهم بقول: ( وعليكم )، لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» أخرجاه في الصحيحين.
2. أن يسلّم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «يُسلّم الصغير على الكبير، والمارّ على القاعد، والقليل على الكثير» أخرجاه في الصحيحين، وفي لفظ لهما: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير».
3. أن يسلّم على كلّ مسلم لقيه، عرفه أو لم يعرفه لما جاء في الحديث الشريف أنّ رجلاً سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيّ الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» أخرجاه في الصحيحين.

فما أجمل هذه الآداب التي تنظّم هذا العمل النافع وتقنّنه، والتي هي دليل على كمال هذه الشريعة المحمدية الخاتمة، وعنايتها الواضحة بإقامة مجتمع متحابّ مترابط متآلف، يشيع فيه السلام والأمن والاطمئنان، فلا غرابة أن يحسدنا اليهود على ذلك وغيره، فالحمد لله على نعمة السلام والإسلام.

د. محمد بن عبد العزيز المسند

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

إحدى السنن المهجورة ولا حول ولا قوة إلا بالله

بل تم إستبدالها بتحيات لم ينزل الله بها من سلطان فقط تقليداً للغرب ظانين أن هذا هو الرقى

ومن التخلف وعدم الإتيكيت قول السلام عليكم

نسأل الله العفو والعافية وأن يردنا إلى الحق رداً جميلاً

جزاكم الله خيراً أختى الفاضلة على الطرح الطيب والتذكرة

الوصفة النبوية للمحبة

الوصفة النبوية للمحبة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟