موضوع: ويكيليكس تفضح mbc و روتانا الأحد يناير 02, 2011 11:37 pm
بسم الله الرحمن الرحيم أذكر الله
تلقى ملايين من البشر حول العالم تلك الفضائح التي نشرها موقع ويكيليكس بفرح شديد , ذلك أنها كشفت في نظرهم عن وجه السياسة الدولية القذر , بل وصل الأمر في بعض البلدان إلى التظاهر تعاطفاً مع صاحب الموقع بعد إيقافه من قبل الشرطة البريطانية , إلا هناك قلة من الناس قللوا من أهمية تلك الوثائق و من تلك الهالة التي صاحبتها , و ذلك لأنها في رأيهم لم تأت بجديد , و من أولئك الإعلامي بقناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم , حيث كتب مقالاً بجريدة الشرق القطرية , بعنوان : ( سخافات ويكليكس ) , قال فيه : " وقد ضحكت كثيراً وأنا أرى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات تفرد لتلك الوثائق حيزاً كبيراً جداً في تغطيتها. فإما أن وسائل الإعلام العربية التي احتفت بتسريبات ويكي ليكس لا تعرف كوع السياسة من بوعها، وإما أنها وجدت فيها مادة مسلية تـمتع بها جمهورها، وأغلبه من الأميين تعليمياً، فما بالك سياسياً. فالكثير مما ورد في تلك الوثائق أقرب إلى البديهيات منه إلى الإسرار والفضائح السياسية." , و يضيف : " ولعل أكثر ما يُضحك في وثائق ويكي ليكس أنها كشفت عن بعض التعاملات التجارية أو الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وإسرائيل رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الجانبين. فعلاً نكتة سمجة. وهل لا يعرف حتى تلاميذ الروضات بما هو أخطر وأكبر بكثير؟ إن التعامل بين العرب وإسرائيل من تحت الطاولة هو القاعدة، وعدم التعامل هو الاستثناء. " , و يختم بالتعليق على إحدى التسريبات بالقول : " بعبارة أخرى، فإن ما سربه موقع ويكي ليكس على أنه سر، هو في واقع الأمر منشور ومعلن في وسائل إعلام خليجية وبأقلام خليجية."حامد خلف العُمري و الحقيقة أني تذكرت ذلك الكلام الذي كتبه الدكتور فيصل القاسم بعد أن اطلعت على بعض التسريبات التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية ,ونقلها موقع الجزيرة نت , جاء فيها :
• " وقد سجلت البرامج الأميركية -في قنوات "أم بي سي" و"روتانا"- تفوقا في اجتذاب المواطن السعودي العادي لم تستطع تحقيقه قناة الحرة وكل وسائل الدعاية الأميركية."
• " وبسبب تأثير هذه البرامج القوي فإن هناك اعتقادا سائدا بأن الحكومة الأميركية وراءها، ويعتقد البعض أنه لا بد من أن تكون هناك أيدولوجيا وراء هذه البرامج بسبب علاقة الأمير الوليد بن طلال بنيوز كورب التابعة لروبرت مردوخ وشقيقتها قناة فوكس. "
• " وأكد المتحدث أن المسؤولين في "أم بي سي" والعربية يأملون ببرامجهم أن يواجهوا تأثير قناة الجزيرة، ويعززوا "الاعتدال" بين شباب المملكة."
• " ووصفت البرقية المتحدث السعودي بأنه يمثل اتجاها يقوى في الصحافة السعودية، ويتولى مهام تحريرية، وهو الجيل المساند للولايات المتحدة من الذين أكملوا تعليمهم فيها، وحصلوا على درجات جامعية في الصحافة. "
• " واستنادا إلى أقواله فإن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق بكاملها قد وجهت لتبني مقاربة محترفة تعتمد النمط الغربي لتعزيز الأفكار الحداثية التي يتمنى القائمون على المجموعة أن تكون رافدا لمواجهة "الأيدولوجيا المتطرفة , كما تطرق اللقاء إلى أسلوب الدعوة الجديد الذي تنتهجه قناة "أي آر تي"، إذ يتولى في أحد برامجها مسؤولية الإرشاد الديني شاب سعودي حليق في ثياب أوروبية، يتحدث بهدوء ويقدم نصائحه بطريقة ودودة." عزيزي القارئ :
لا بأس من إكمال نوبة الضحك التي انتابتك للتو , فذاك هو ما حدث معي عند قراءتي لهذه التسريبات , و من المؤكد أن معنا الكثيرون , و ما ذاك إلا لأنا نعتبر تسريبات السيد جوليان أسانج " بضاعة بايته " , كما يقول اخواننا المصريين , و ربما أفضل ما يمكننا قوله له هو : و ما الجديد؟ , أو ربما نواجهه بالتعبير الشبابي الدارج فنقول : ( جبت هرجة و الله ) .
و لئن كان هناك ما يفرح في هذه التسريبات فهو فقط الوقوف على مقدار وعي المواطن السعودي بحقيقة دور هذه القنوات , فقد اتضح أن ما يعرفه أكبر من تسريبات اعتبرها العالم تسونامي فضائح , و لذلك فلم استغرب تلك التعليقات التي كتبها بعض القراء على ذلك الخبر , أفادوا فيها بأنهم قد قاموا بحذف تلك القنوات من أجهزتهم منذ زمن .
و لكن يبقى لدي سؤال أوجهه لأولئك الدعاة الطيبين , الذين دعموا مشروع انتاج بعض تلك القنوات لعمل درامي عن أمير المؤمنين , عمر بن الخطاب رضي الله عنه , بعيداً عن الخلاف حول جواز ذلك العمل بالأساس , فأقول :
كيف يمكن لقناة تقف وراءها أمريكا , و تروج للقيم و المفاهيم الأمريكية _ بحسب ويكيليكس _ أن تتعامل بمهنية و عدل مع سيرة الفاروق رضي الله عنه؟ , و كيف ستروي لنا أو تقرأ تلك المواقف الحاسمة الفاصلة , التي تمتلئ بها سيرته , و التي لا يطيقها من الأمة غيره , كيف وهو أشد الأمة في الحق , بشهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
كيف ستتناول مثلاً قضية تعامله مع المنافقين و كبته لهم ؟ , ألا يعتبر ذلك في المفهوم الأمريكي ( و الليبرالي ) منعاً لحرية التعبير؟
أسئلة أتمنى أن يقرأها بعض الذين وثقوا في تلك القناة , و الذين لا نشك في نيتهم , إلا أن سلامة سيرة أبي حفص رضي الله عنه من التحريف و القصقصة و الدبلجة ينبغي أن يهتم بها أضعاف ما يؤمل من فوائد ذلك العمل.