بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال يتردد في أذهان كل المصريين الآن وهذا المقال محاولة للإجابة عن هذا السؤال عن طريق الإجابة عن بعض المخاوف و الهواجس التي تدور في أذهاننا.
• خيرة شباب مصر يُقتلون ويجب أن يعودوا من أجل حقن الدماء؟؟؟؟؟
في كل الحروب والصراعات ضد الطغاة يوجد قتلى، ولو سلمنا بهذه القاعدة على مدار السنين لم يكن أي شعب لينال حقوقه وحريته ولترك جميع الرسل الحرب مع الطغاة، ولترك الصحابة حروب الردة بعد قتل 70 من القراء في ليلة واحدة في معركة اليرموك. غاندي لم يترك كفاحه السلمي وعصيانه المدني ضد الإنجليز لأن الهنود يُقتلون وكل الثوار وأصحاب الحقوق لم يتركوا حقوقهم لأنهم يُقتلون، فلماذا نعتبر أنفسنا أقل من هؤلاء؟! ما الهدف من حياة لا تستطيع أن تعيشها وتتمتع بحقوقك كاملة؟
هؤلاء الشباب مقتولون في جميع الأحوال لو عادوا إلى بيوتهم فلن يتركهم النظام، فإما أن يموتوا في الميدان شهداء أو يموتوا في السجون من التعذيب فدعهم يختاروا لأنفسهم.
وبما أن أعداد القتلى على مدار 8 أيام 300-500 شهيد (لم أجمع أرقام شهداء الأربعاء لأن ليس لدى إحصائيات دقيقة) فإن هذا لا يقارن بعدد المصريين الذين يقتلوا من الفساد المنظم بشكل يومي, تذكروا ما يزيد عن 1000 إنسان ماتوا في غرق العبارة عام 2006 و ما يزيد عن 1000 آخرين ماتوا في حريق قطار الصعيد غير من يموت يومياً على الطرقات بسبب سوء الطرق والفساد ومن يموت من السرطان والأمراض الأخرى بسبب تلوث الماء والغذاء والدواء.
ثم ألسنا أموات بالفعل في ظل نظام يقتل كل إبداع وأمل في حياة أفضل ويجعل الإنسان يعيش ليأكل ويشرب كالأنعام، وأصلاً المعظم لا يجد الأكل ولا الحياة الكريمة. إن هؤلاء الشباب إن كانوا بهذه الأخلاق فإن مصيرهم في ظل استمرار النظام الحالي إما الهجرة للخارج أو الحبس وربما القتل في المعتقلات أو قتل آمالهم وطموحاتهم وتخليهم عن واجبهم تجاه الوطن، فأيهم أفضل؟
• لقد وعد الرئيس في خطابه الأخير ببعض التغييرات فلماذا لا نعطيه فرصة لتنفيذ هذه الإصلاحات وإذا كانت هناك اعتقالات أخرى سننزل للشارع مرة أخرى؟؟؟؟؟
للرد على هذا السؤال نقارن بين مطالب المتظاهرين وجموع الشعب والوعود التي قدمها حسني مبارك.
1- تنحي الرئيس مبارك.................... تم تجاهله تماماً.
2- حل المجالس النيابية للتزوير في الانتخابات....................... تم رفضه و الاكتفاء بالنظر في الطعون التي قدمت للمحكمة في عضوية مجلس الشعب فقط، وهو أمر غير عملي لأن عدد القضاة الذين ينظرون هذه الطعون 300 قاض فقط و عدد الطعون 900 فحتى يتم النظر في الطعون تكون سنوات المجلس انتهت. ثم إن معظم الأعضاء مطعون في شرعيتهم مما يسقط شرعية المجلس ككل.
3- إلغاء قانون الطوارئ................. تم تجاهله تماماً.
4- إطلاق الحريات..................... تم فقط الوعد بحرية التعبير دون أي خطوات على أرض الواقع لتحقيق هذه الحرية مثل رفع الرقابة عن وسائل الإعلام, حرية التجمعات السلمية و حرية تكوين الأحزاب.. إلخ.
5- تعديل الدستور............... تم الحديث عن تعديل مادتين فقط دون المادة التي تنص على إشراف القضاء غلى الانتخابات لضمان انتخابات نزيهة.
6- محاكمة المسئولين عن موت الشهداء في المظاهرات (وهذا تم إضافته بعد سقوط شهداء)...... تم تجاهله تماماً.
إذن فالنقاط التي تجاهلها خطاب مبارك هي:
المادة : 88 من الدستور والتي تنص على الإشراف القضائي للانتخابات.
تأميم شركات أحمد عز والأموال المسروقة من الشعب عن طريق رجال أعمال الحزب الوطني.
مراجعة كافة المظالم التي أقدمت عليها الحكومة بحق الشعب المصري.
برجاء مراجعة وعود مبارك السابقة منذ توليه السلطة:
خطبة مبارك عام 1981 حين قال أن "الكفن مالوش جيوب" وأنه لا ينوي الترشح للرئاسة إلا لدورة واحدة ثم استمر في الحكم لمدة ثلاثين عاما.
وعود مبارك بتشجيع الصناعة المصرية ثم فكك المصانع المصرية وباعها للمستثمرين الأجانب ورجال الأعمال.
وعود الرئيس مبارك بتحسين أوضاع محدودي الدخل ثم رفع نسبة الفقر في مصر من 15 بالمائة إلى 45 بالمائة.
رد الرئيس على إضرابات 6 أبريل بوعود العلاوة، وما كان منه إلا أن أعطى الموظفين العلاوة في الصباح، وضاعف سعر البنزين في ذات اليوم مساء.
فليذكرنا أحد بوعد واحد للرئيس مبارك تم تنفيذه على مدى الثلاثين عاما. هل خرب نظام مبارك البلاد على مدى ثلاثين عاما ليصلحها في ستة أشهر؟ هل هناك من ضمانة قانونية أو سياسية أو فعلية على الأرض تضمن أن الرئيس سيكمل فترته الرئاسية بسلام ولا يترشح مرة أخرى؟ أم أنه ملتزم أمام الجماهير بالكلمة؟
لقد ألقى الرئيس مبارك خطابه عن الإصلاح والزهد في السلطة المزعومين أثناء قطعه للقطارات والطيارات والشبكة العنكبوتية ورسائل الهواتف المحمول النصية. وحتى بعد أن أعاد الإنترنت مازال يحجب موقعي التويتر والفيس بوك، وإنما أعاد خط الإنترنت ليفسح المجال لإدارة عجلة مصالح رجال الأعمال الذين يحمون نظامه.
النقطة الأخرى أن النظام الذي استحل نهب الأموال على مدار 30 عاماً و تعذيب و قتل الناس لن يتورع عن ذبح كل المصريين بعد أن تجرءوا على أسيادهم وطالبوهم بالرحيل. لقد أصبحت المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت إما هم أو نحن. إذا صمتنا الآن سنقتل لأننا جرؤنا على تحديهم ولن يتركوا أي مجال لحرية التعبير عن الرأي حتى لا يتجمع الناس مرة أخرى هذا هو ديدن كل الطغاة. راجعوا ما فعله السادات بعد مظاهرات 77 مع ملاحظة أن هذه المظاهرات لم تمس شخص السادات ولم تطالب برحيله كل ما طالبته حياة اقتصادية جيدة. فما بالك الآن وقد تجرأنا وطالبنا برحيل النظام!!
برجاء تذكُر أن ما حدث يوم الأربعاء هو أول يوم بعد وعود الرئيس مبارك وتعهده بعودة الشرطة لحفظ الأمن وعدم التعرض للمتظاهرين فماذا سيحدث في الأيام و الشهور حتى شهر سبتمبر القادم حين تنتهي ولاية مبارك.
• لقد حققنا 80% مما نريد و لا يمكننا تحقيق المزيد فلماذا لا نعود؟؟؟؟؟
اعتقد أن هذه النقطة تمت الإجابة عليها في تحليل وعود الرئيس مبارك وقد اتضحت نية النظام للالتزام بهذه الوعود في أول يوم من خلال قتل المتظاهرين.
و لو افترضنا حقاً إمكانية تنفيذ هذه الوعود لماذا أصلاً أقلل من طلباتي واكتفي بجزء من حقي وليس حقي كاملاً؟!! لماذا أتراجع و أنا داخل المعركة؟ حقناً للدماء؟!!! الدماء أسيلت بالفعل ما بين 300-500 قتيل من يوم الثلاثاء 25 يناير إلى يوم الجمعة 28 يناير و لم يتم الاعتذار عن هذا ولم يتم أيضاً الوعد بالتحقيق ومحاكمة المسئولين عن هذا العدد من الشهداء. فلماذا نعود و الوعود أصلاً لا تمثل استجابة لأي مطالب؟!!
بالإضافة -كما أوضحنا- أن هذا النظام لن يعطينا الفرص لاستكمال أي شيء سيذبح ويقتل المصريين سواء من شاركوا ومن لم يشاركوا حتى لا نفتح أفواهنا مرة أخرى ولنا في التاريخ عبرة وعظة.
• البلد ستدمر والاقتصاد يخسر؟؟؟؟؟
هل يوجد من يقول أن بلادنا غير مدمرة والاقتصاد منهار ومنهوب من المستفيدين من النظام و أن الشعب يأخذ الفتات؟!
هل تعلم خسائر الاقتصاد من بيع الغاز لإسرائيل؟! ثلاثة عشر مليون دولار يوميا!! فما مقارنة استمرار هذه الخسارة لسنوات أو للشهور المتبقية من حكم مبارك وخسارة بضع أيام حتى ننال حريتنا ونمتلك ثرواتنا بشكل حقيقي.
البورصة التي انهارت بعد أول يومين عندما قالوا خسرنا ملايين الدولارات لم تصل لمستوى أقل مما وصلنا له عندما انهارت البورصة في شهر مايو الماضي في ظل الاستقرار الذي كانت تنعم به مصر في ظل مبارك.
النمو الذي يتحدث عنه أرقام مضللة بدليل أنه ليس له أي تأثير على النمو الإنتاجي الخدمي الحقيقي وبالتالي لا يتحسن حال جموع المصريين بل تزيد الأسعار ويقل الدخل وتزيد البطالة ويزيد الفقر وينهار التعليم.
أما من يقول لا نستطيع الذهاب إلى عملنا والحصول على المال. على الأقل 95% من الشعب المصري كانوا لا يجدون العمل والمال في ظل الظروف الطبيعية واعتقد أن هذه من الممكن أن تعتبر مساهمة بسيطة من جانبك لمن يضحون بحياتهم من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعيش في مستقبل أفضل.
وكم من بلاد دمرت خلال الحروب من أجل حريتها وبنت نفسها مرة أخرى. اليابان دكت أجزاء منها بالقنبلة النووية وبنت اقتصاد قوي في 30 عاماً. نحن نرفل في استقرار نظام مبارك منذ 30 عاماً لم نحقق سوى التأخر والتخلف وغياب حضارتنا.
و أريد أن ألفت النظر أنه كلما زاد تضامن الشعب كلما انتهى الأمر أسرع وقل الإضرار بالاقتصاد إذا كان هذا هاجسك الأكبر
ولو أن هذه الثورة ماتت -لا قدر الله- سنتجرع الذل في الأعوام القادمة لأننا دمرنا الاقتصاد المزدهر بأيدينا، وخربنا خطط مبارك للرقي بنا، فساد كل الفاسدين على مدار الأعوام السابقة سيتم إلحاقه بالمتظاهرين الحاليين.
• إذا خرج مبارك الآن ستحدث فوضى؟؟؟؟؟
أولاً من الناحية المجتمعية: لقد عشنا خمسة أيام منذ يوم الجمعة الماضي والشباب في كل بيت هم من يحمون الممتلكات العامة و الخاصة بعد انسحاب الشرطة من جميع أنحاء الجمهورية فماذا حدث؟!!!! تمكن الناس من الدفاع عن أنفسهم وعن البلد وفي كل المرات التي حدث فيها هجوم ثبت تورط عناصر من الشرطة السرية عن طريق بطاقات هويتهم أنهم هم المسئولون عن هذا. فلنثق بأنفسنا قليلاً وبقدرتنا على تجاوز الأزمة معاً.
سؤال أخر: من المسئول عن هذه الفوضى؟ من قام بإخراج المساجين من كثير من السجون في مختلف المدن المصرية في نفس الوقت؟ هل تواصل المسجونون عن طريق الإنترنت فيما بينهم وعلموا أن هناك مظاهرات والشرطة مشغولة فقرروا استغلال الفرصة للهروب؟ اعتقد أن هذا كلام لا يصدقه إنسان. المسئول عن هذه الفوضى هي الشرطة التي تخلت عن دورها في حفظ الأمن بين الناس، وغيرت وظيفتها إلى حفظ أمن النظام حتى لو كان من خلال الفوضى حتى يقول الناس أن حياة بدون حرية و كرامة أفضل من فوضى. اعتقد أن هذا التفكير ليس بمستبعد عمن أطلقوا رصاص حي على متظاهرين مسالمين لم يفعلوا شيئاً سوى إطلاق الشعارات والاعتصام بالشارع.
من الناحية السياسية و الدستورية ؟؟؟؟؟
هل سيحدث فراغ دستوري و تنهار الدولة المصرية?! الدستور المصري واضح في حالة تنحي الرئيس يتولى نائب الرئيس الرئاسة، وبما أن المتظاهرين لا يعترفون بشرعية نائب الرئيس لتعيينه بعد المظاهرات وسقوط 100-300 شهيد فيتولى رئيس مجلس الشعب، وبما أن المتظاهرين لا يعترفون بشرعية مجلس الشعب الذي جاء عن طريق انتخابات شهدت كل الأطراف بتزويرها ويطالب المتظاهرون بحله يصبح رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتا للجمهورية لمدة لا تزيد عن شهرين يتم فيهم إجراء انتخابات نزيهة لاختيار رئيس جمهورية بإرادة الشعب، هذا طبعاً بعد أن يتم تعديل الدستور لتوسيع قاعدة الترشيح وضمان نزاهة الانتخابات من خلال إشراف القضاء عليها (مادة 76, 77, 88)، وطبعاً بعد حل المجالس النيابية وإلغاء قانون الطوارئ وإطلاق الحريات العامة وحرية التجمع وتكوين الأحزاب، وأيضاُ في خلال هذا الوقت سيتم تكوين حكومة ائتلافية من جميع أطياف الشعب تُسير أعمال البلاد. بمعني أبسط يوجد خطة تفصيلية لملأ الفراغ السياسي والدستوري.
بالإضافة أنه يوجد حراك سياسي وتنموي في المجتمع المصري على مدار 6-10 سنوات السابقة مما أدي إلى تكوين مختلف الخطط للنهوض بمصر على مختلف الأصعدة وما يمنع هذه الخطط من التنفيذ على أرض الواقع هو سيطرة هذا النظام الفاسد. فالأمر ليس ثورة هوجاء دون التفكير في عواقب الأمور.
• هذا تدخل إسرائيلي لانهيار الحكومة المصرية؟؟؟؟؟
وهذا يطرح سؤال أخر ما مصلحة إسرائيل في انهيار الوضع في مصر؟!
الحكومة المصرية تبيع الغاز لإسرائيل بموجب اتفاقية بسعر اقل من سعر إنتاجه.
الحكومة المصرية تساعد إسرائيل في حصار غزة وغلق المعابر ومنع وصول الأسلحة والإمدادات إلى الفلسطينيين.
فماذا تريد إسرائيل أكثر من هذا حتى تحاول تغيير النظام المصري والمغامرة بإتيان نظام أخر قد لا يخدم مصالحها بهذا الشكل؟ وهل نحن نريد حكومة تقوم بخدمة إسرائيل أكثر من هذا؟
بالإضافة أن كل تصريحات إسرائيل تؤكد خوفها ورعبها من تغيير نظام مبارك.
رجاء التعقل قبل القفز إلى فكرة المؤامرة الخارجية..
• هذا يعطي ذريعة لتدخل الولايات المتحدة والتدخل الأجنبي في الشئون الداخلية وقد يؤدي إلى احتلال مصر؟؟؟أولاً التدخل الأجنبي و بالأخص الأمريكي موجود بالفعل في ظل نظام يقوم برعاية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ولو على حساب مصالح الشعب المصري ولذلك لم تحتاج الولايات المتحدة إلى تدخل عسكري مباشر يكلفها الأموال الطائلة كما يحدث في العراق وأفغانستان، يكفيها السيطرة الاقتصادية والسياسية عن بعد.
بالإضافة إلى أن أمريكا إذا قررت دخول مصر فهي لا تحتاج إلى ذريعة، لقد عايشنا جميعاً مساندة أمريكا للنظام الديكتاتوري في العراق، وحين قررت التخلي عنه قامت بتجويع الشعب وقتل أطفاله، وحين قررت الدخول لوجود عسكري اخترعت ذريعة أسلحة الدمار الشامل وسط اعتراض المجتمع الدولي كله دون أن تعيره أي انتباه، فإذا أرادت أمريكا دخول مصر فإنها لن تنتظر قيام الشباب بمظاهرات ورد غبي من النظام لتدعي الفوضى وتدخل مصر. ستخترع أي ذريعة تدخل بها مصر.
كما اعتقد أيضاً أننا لا نريد نظام يحقق مصالح أمريكا ضد مصالح المواطن المصري حتى ولو كان لحمايتنا من التدخل العسكري لأمريكا.
•
حرمة الخروج على الحاكم؟؟؟؟؟اتفق جمهور الفقهاء بناءاً على الأدلة من القرآن والسنة وفعل الصحابة عدم حرمة الخروج على الحاكم الظالم وأن المقاصد الشريعة من القرآن والسنة تؤكد على أهمية محاربة الظلم والطغيان والفساد و لمن يريد التأصيل الشرعي للأمر يمكنه مراجعة أراء مختلف العلماء في الروابط التالية:
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=8a57f52e-2598-11e0-979f-cf6fbd66c7b2
http://www.jabhaonline.org/index.php?option=com_content&view=article&id=521%3A2011-01-24-14-51-19&catid=27%3A2009-10-16-18-46-20&Itemid=65
http://qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6701&version=1&template_id=232&parent_id=17
•
الإصلاح يبدأ من القاعدة؟؟؟؟؟هذا ما حاولنا القيام به على مدار الأعوام السابقة ولم يترك هذا النظام لنا فرصة. إن كل من كان نشيطاً على المستوي المجتمعي دون حتى الاصطدام مع السياسة تبين له كم العراقيل الذي يضعها النظام أمام أي مجهودات لتغيير الواقع وتحسين حالة الناس من البيروقراطية المعرقلة إلى المواجهة المفتوحة ومنع الأنشطة حتى البعيد منها عن السياسة.
بالإضافة إلى تغير الأمور بمقتضى الحال. الناس انتفضت وتطالب بحقوقها ويقتلون ويضربون فهل أنصرهم أو أقف لأشاهدهم وهم يقتلون وأقول الإصلاح لا يأتي هكذا؟!!!!!! الآن وجبت بعد احتدام الموضوع واجتماع الناس ضد الطاغية. ولنذكر أن هذه مثل معركة بدر وليس فتح مكة.
•
مبارك جبار ولا يمكن إسقاط نظامه؟؟؟؟؟نهاية الظالم سُنة من سنن التاريخ وكل الطغاة الذين اعتقد الناس أنهم لا يقهرون قهرهم التاريخ. وما تجبر النظام وتغول إلا لعدم وقوف الناس ضده وقد قامت الناس من رقادها ووقفت فلنساعدها على الأقل ويكون لنا شرف المحاولة، عذراً إلى ربنا أننا لم نرضى بالظلم وحاولنا إيقافه....عذراُ إلى الشهداء على مدار 30 عاماً و ليس 10 أيام أننا لم نترك حقنا وحقهم و أننا واصلنا النضال.
ثم إن كل أفعال النظام الآن تدل على ضعف النظام وتخلخله وقرب سقوطه: فرض حظر التجوال بهذا الشكل, نزول الجيش, قطع وسائل الاتصالات, إغلاق الإعلام الحر، قتل الناس أمام الكاميرات، كل هذا يدل على أن النظام فقد زمام الأمور و بدأ يتخبط في محاولة يائسة لإنقاذ نفسه فلنصبر قليلاً وسننتصر إن شاء الله، وما النصر إلا صبر ساعة فتصبروا.
ورغم أننا لا نعول على الخارج على الإطلاق إلا أن تصريحات جميع الدول تؤكد تخليها عن النظام وقرب سقوطه.
•
هذه فتنة؟؟؟؟؟الفتنة تحدث عندما يتصارع أبناء المجتمع الواحد، أما عندما يدور الصراع بين أفراد من المجتمع وعناصر مأجورة وشرطة النظام لتحكم قبضة النظام على الأمور كما ثبت من بطاقات هويتهم ومن اعترافات من تم القبض عليهم فهذه ليست فتنة هذا صراع ضد الطغاة ومع الحق، هذا صراع بين الحق والباطل وعليك أن تختار إلى أي جانب تنحاز.
والفتنة الحقيقية هي من يتهم الشباب الذي يضحي بحياته في ميدان التحرير بالخيانة ولا يمد لهم يد العون.
المفترض أن هذه ثورة شعبية خرج جميع الناس فيها كما رأينا يوم أمس الثلاثاء الذي قيل أن أعداد الناس في مختلف أنحاء مصر وصلت إلى 8 ملايين متظاهر وفقا للصحف الألمانية، وأقل تقدير للأعداد في ميدان التحرير من الصحف الغربية هو مليون شخص. فعندما يقوم النظام بمحاولة قتل المتظاهرين الذين استمروا في ميدان التحرير بعد أن عادت معظم الأسر إلى ديارها أو ذهب آخرون لحماية ممتلكاتهم ونصمت على ذلك ولا نمد يد العون لإخواننا المحاصرين فهذه هي الفتنة الحقيقية. المفترض أن يكون كل الشباب والرجال في الشارع الآن يدافع عن هؤلاء ومن يكتب على الإنترنت إما من المستضعفين ومن خارج البلاد. و لكن القادر على نصرة أخيه الذي يُقتل لأنه يدافع عن حقوقه يجب أن يكون هناك أو على الأقل فلتقل خيراً أو لتصمت ولا تخذل الناس و تحذرهم من الفتنة، أنت من تخلق الفتنة وتشق الصف لأن الناس اجتمعوا على مطالب هؤلاء المتظاهرين كما ثبت يوم الثلاثاء.
وفي النهاية أقول للحرية والكرامة و تقرير المصير ثمن فهل نحن مستعدون لدفع هذا الثمن أم أننا نرضى بالعيش كما كنا ونبرر لأنفسنا بهذه الهواجس والمخاوف؟؟! على كل أن يقرر لنفسه فهو الذي سيحاسب أمام ربه وحده.
الشباب في ميدان التحرير حتى إن كنا لا نؤيد موقفهم فإن الحقائق تقول أنهم متظاهرون سلميون يدافعون عما يؤمنون به -بفرض أنك لا تؤمن به- وتم إطلاق البلطجية عليهم بقنابل المولوتوف والحجارة والخيل والأسلحة البيضاء وأخيراً بالرصاص الحي، أعتقد أن أبسط حقوقهم في أي مكان ولأي إنسان هو حمايتهم ودعمهم على الأقل حتى لا يقتلوا وينالوا حريتهم. إذا كنت لا تتعاطف أيضاً ولا ترى أن هذا من حقهم فعلى الأقل لا تتهمهم بالخيانة.