عندما يحمل الشعب الرئيس على الأعناق

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

لأنه جاء من خلال إرادته، وعبر ثورته البيضاء التي أذهلت العالم.. حمل الشباب المصري بميدان التحرير عصام شرف، رئيس الوزراء الجديد، على أعناقهم؛ احتفالًا بهذا النصر، ورغم الزحام الشديد بميدان التحرير -حيث أدت الجموع الغفيرة من المصريين صلاة الجمعة- إلا أن عصام شرف صمَّم أن يأخذ شرعية وزارته من ميدان التحرير، وينخرط بين الثوار، وكان الاستقبال حافلًا من قِبَل الجماهير بالتهليل والتكبير، وحملوه على الأعناق، فما كان من رئيس الوزراء الجديد إلا أن تعهَّد بأن يترك موقعه ويعود إلى صفوف الثوار مجددًا إذا عجز عن تلبية مطالب الثورة.

إنه مشهد تاريخي لم تعهده الجماهير العربية التي زُيِّفت إرادتها، وعاشت عقودًا من الكبت ومصادرة الحريات، وأُجبرت على الهتاف: بالروح بالدم.. نفديك يا زعيم.

نحن أمام حكومة يدعمها الشعب، ويثق فيها، ويبادلها حبًّا بحب، بل يحمل رئيسها على الأعناق، ويعلِّق آمالًا عريضة عليها في تحقيق طموحاته وأحلامه، لينعم بالحرية والاستقرار.

اليوم، الثورة المصرية تحقق مزيدًا من الإنجازات، بعد إسقاط الرئيس الطاغية وأعوانه، الذين نهبوا المليارات وجوَّعوا الملايين من الشعب.

اليوم، شباب الثورة وكل الجماهير تتمنى أن تكتمل فرحتها بإلغاء جهاز أمن الدولة، والذي يمثِّل رأس الطغيان والاستبداد في مصر، والذي ارتكب على مدار ثلاثين عامًا كافة انتهاكات حقوق الإنسان؛ من اغتيالات وتعذيب واعتقالات ومحاكمات ظالمة؛ فهو يمثِّل رعبًا وفزعًا للمصريين، بل هو خطر حقيقي على ثورة 25 يناير، مما يحتِّم ضرورة إلغاء هذا الجهاز السيِّئ السمعة، وإعادة هيكلته، ليكون أمنًا للمصريين، وليس للنظام الفاشي المستبدّ.

الأمر الآخر لتكمل فرحة المصريين، الإفراجُ الفوري عن السجناء السياسيين، وعلى رأسهم المقدم عبود الزمر.. الرجل الذي ينتمي للمؤسسة العسكرية، وقد شارك في انتصار أكتوبر 73. وأول من واجه طغيان السادات، وضحَّى بحياته وزهرة شبابه في المعتقلات.. آن الأوان لرد الاعتبار له .

وقد أحسن المجلس العسكري صنعًا؛ بالإفراج عن خيرت الشاطر، والذي ذاق الويلات في سجون مبارك على مدار 15 عامًا.. لابد أن تحتضن مصر جميع أبنائها، ويتم إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، لتصبح مصر، بلا سجناء رأي.

الأمر الأهم هو المسارعة بإلغاء قانون الطوارئ، وكافة القوانين المقيدة للحريات، وهو ما يجعل مصر تستعيد ريادتها ومكانتها في منطقة الشرق الأوسط، وهو بالطبع أمر يقلق إسرائيل، حتى أن الصحف ووسائل الإعلام الصهيونية أصابها الرعب، وأكل قلبها الحقد، عند رؤية الجماهير المصرية تحمل رئيس الحكومة الجديد، مدعيةً أن الرجل يشكل خطرًا كبيرًا على تل أبيب ومصالحها مع القاهرة، وذلك لأن شرف ليس صديقًا لإسرائيل، ويتبنى مواقف رافضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بسبب الممارسات الإرهابية خلال الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، فضلا أنه جاء بإرادة الشعب المصري الذي صنع ثورته التاريخية، والتي أطاحت بالنظام الذي تستَّر، وأعان إسرائيل على جرائمها ضد أهالي غزة.

ومن المهم أن نعلم أن إقامة أنظمة ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط تمثِّل خطرًا حقيقياً على إسرائيل، وليس الثورة المصرية فقط.

بل إن انتشار الحريات والديمقراطية يهدد بزوال إسرائيل، والتي تستمد مبررات وجودها من كونها واحة الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط، وأن الأنظمة العربية تمارس الاستبداد والدكتاتورية ضد شعوبها.

على كلٍ؛ الأيام القادمة تحمل الخير للعرب، وتبشر بانتشار عدوى الديمقراطية والثورة في كل شبر عربي، خاصة وأن الجماهير عرفت طريقها إلى الحرية من خلال خروجها إلى الميادين والشوارع في مظاهرات تنادي بسقوط الدكتاتورية والاستبداد، مهما كلفها ذلك من دماء وأرواح، لأن العيش في كنف الحرية أحلى ألف مرة من نعيم الاستبداد أو رفاهية الدكتاتورية.

وهو ما تفعله الجماهير اليوم في ليبيا واليمن، والذين نتمنى أن تكلل ثورتهم بالنجاح، "وما ذلك على الله بعزيز".

التسجيل : 09/12/2010

اللهم نصرك يارب الذى وعدت ... بشائر النصر لاحت فى الافاق والحمد لله رب العالمين

عندما يحمل الشعب الرئيس على الأعناق

عندما يحمل الشعب الرئيس على الأعناق

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟