بسم الله الرحمن الرحيم
عائلة الأسيرة وفاء البسأدان الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منع ذوي الأسرى من قطاع غزة من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال بشكل جماعي وبقرار سياسي منذ منتصف حزيران عام 2007 ، كعقاب جماعي وقالت " إسرائيل " حينها أنها ليست ملزمة بالسماح لسكان قطاع غزة بمن فيهم ذوي الأسرى بدخول مناطق نفوذها وزيارة أبنائهم المعتقلين في سجونها، وأن القطاع ( كيان معادٍ يسيطر عليه تنظيم إرهابي، تسود بينه وبين إسرائيل حالة حرب )، فيما الغالبية منهم ممنوعين من الزيارة منذ ما قبل ذلك التاريخ لأسباب تدعي سلطات الاحتلال بأنها أمنية ، بل وأن البعض منهم لم يرُ أبنائهم منذ أكثر من خمسة عشر عاماً متتالية مما يفاقم من معاناة الطرفين .
داعياً المؤسسات الحقوقية والإنسانية لا سيما منظمة الصليب الأحمر الدولية للتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لضمان استئناف برنامج الزيارات والسماح لذوي الأسرى من زيارة أبنائهم بشكل منتظم والإطمئنان عليهم وفقا لما تنص عليه المواثيق الدولية لا سيما المادة ( 116 ) من الفصل الثامن من اتفاقية جنيف .
" وفاء " الأسيرة الوحيدة من غزة لم ترً والدتها منذ اعتقالها قبل 6 سنواتواستحضر فروانة حالة الأسيرة " وفاء البس " ، وهي الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة ، ومعتقلة منذ حزيران 2005 ، وقال : بأنها لم ترَ والدها أو والدتها ولم يُسمح لأي من أفراد عائلتها بزيارتها منذ اعتقالها ، أي منذ ما يقارب ست سنوات متواصلة هي إجمالي فترة اعتقالها .
وتقول والدتها " أم ياسر البس " " 50 عاماً " بمناسبة عيد الأم ( كان يوماً حزيناً ، مؤلماً وقاسياً ، تلقيت فيه التهاني والهدايا من أبنائي وبناتي ، والحزن في داخلي مكبوت ، ومشاعر الفرح الظاهرة أمامهم كانت ممزوجة بآهات الحرمان ولوعة الفراق التي ملأت قلبي ، وعيوني تذرف دموع الفرح والحزن معاً ، وترنو إلى سجون الاحتلال حيث تقبع ابنتي " وفاء " ، والتي افتقدتها في كل المناسبات السابقة وأنتظر بفارغ الصبر عودتها ) .
حتى الإتصال عبر الهاتف ممنوعوتضيف قائلة : ( حُرمت من لقائها ورؤيتها منذ أن أعلن عن اعتقالها قبل 6 سنوات ، ولم أشعر بطعم المناسبات وسعادة " عيد الأم " منذ اعتقالها ، حتى أن طلبها بمهاتفتنا رُفض من قبل إدارة السجن .. لقد تَعودت الإحتفال مع أخواتها بهذه المناسبة ، وأن تقدم لي فيها هديتها الرمزية التي كانت تدخر ثمنها من مصروفها اليومي ، أما اليوم فاني أحلم بسماع صوتها و أنتظر هديتها التي لربما لم تصل ، وهي بالأغلب ومنذ اعتقالها وفي مختلف المناسبات تكون عبارة عن بضع كلمات تخطها على قصاصة من الورق ، أو لوحة معبرة رسمتها على ورقة أو شاشة صغيرة حيث أنها تجيد الرسم ، تصلني بعد بضعة شهور ، و أحياناً لم تصل ) .
وفي ختام حديثها تمنت " أم ياسر " أن يأتي " عيد الأم " في العام القادم وابنتها " وفاء " بين أحضانها ( لا ) في غياهب سجون الإحتلال ، لتحتفل الأسرة مجتمعة بهناء وسرور .
وفي السياق ذاته أفاد والد الأسيرة " أبو ياسر البس " أنه تلقى اتصالاً أول أمس من أحد المحامين الذين تمكنوا من زيارة ابنته " وفاء " في سجن "هشارون " وأبلغه بأن أبنته حزينة جداً لعدم تمكنها من الاحتفاء بوالدتها في " عيد الأم " ومن قبله بـ " يوم المرأة " ، وكانت ترغب بأن ترسل لها هدية رمزية ، إلا أن الأسلاك والقضبان وانقطاع الزيارات حالت دون ذلك ، وتخشى أن يتأخر وصول الرسالة التي اعتادت على ارسالها في مثل هذه المناسبات ، لكنها – أي الأسيرة وفاء – توصي شقيقتها الصغيرة " إيمان " بأن تقوم بشراء هدية وتقديمها لوالدتها بالنيابة عنها ) .
وذكر فروانة بأن الأسيرة " وفاء البس " ( 26 عاماً ) من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة ، كانت قد اعتقلت على معبر بيت حانون ( ايرز ) بتاريخ 20-6-2005 بتهمة محاولة تنفيذ عملية فدائية والانتماء لـ " حركة فتح " وقد حكم عليها بالسجن لفعلي لمدة ( 12 عاماً ) ، أمضت منها ست سنوات ، وموجودة الآن في سجن " هشارون " ، فيما كانت قد أمضت من قبل أكثر من عام في زنازين العزل الانفرادي في سجني " نفي تريستا " بالرملة والدامون على فترات متفاوتة ، وهي الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة، من مجموع ( 37 أسيرة فلسطينية ) يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي ،.