بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن الشاعر ولد عبد الرحيم محمود سنة 1913 في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم في فلسطين، ويلقّب بالشاعر الفلسطيني الشهيد وهو يتمتع باحترام الأجيال الشعرية الفلسطينية وتقديرها الكبير.
درس المرحلة الثانوية في مدرسة النجاح (التي أصبحت الآن جامعة النجاح) في نابلس حيث علّم اللغة والأدب العربيين حتى عام 1936. عندما اشتعلت ثورة 1936 ترك عبد الرحيم محمود التعليم وانضمّ إلى المجاهدين الذين يقاومون الاحتلال البريطاني، ولقد استمرّ يكتب الشعر الحماسي الذي يدعو فيه شعبه إلى الجهاد من أجل حقوقه الوطنية.
درس ما بين عامي 1939 و 1942 في الكليّة الحربيّة في العراق وتخرّج برتبة ضابط. وقد دعته الحكومة العراقية فيما بعد ليدرس في بغداد أولاً ثم في البصرة حيث انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الاستعمار البريطاني.
عاد إلى فلسطين بعدها، وظلّ إلى يوم استشهاده نشطاً على الصعيدين السياسي والشعري.
انضم إلى صفوف المدافعين عن فلسطين ضد الزحف الصهيوني ما بين عامي 1947 – 1948 وذلك بعد صدور قرار التقسيم.
استشهد في معركة الشجرة في 13 تموز 1948.
يحفظ عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب شعره الذي يتمتع بنظرة رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده.
جمع شعره وصدرت مجموعته الشعرية الكاملة أكثر من مرة
هذه إحدى قصائده :
ســأحمل روحــي عـلى راحـتي ....... وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى
فإمــا حيــاة تســر الصــديق ....... وإمــا ممــات يغيــظ العــدى
ونفس الشـــريف لهــا غايتــان ....... ورود المنايـــا ونيـــل المنــى
ومـا العيش? لا عشـت إن لـم أكـن....... مخــوف الجنــاب حـرام الحـمى
إذا قلــت أصغــى لـي العـالمون ....... ودوى مقـــالى بيـــن الــورى
لعمـــرك إنــي أرى مصــرعي ....... ولكـــن أغذ إليــه الخــطى
أرى مصـرعي دون حـقي السـليب ....... ودون بـــلادي هـــو المبتغــى
يلــذ لأذنــي ســماع الصليــل ....... ويبهــج نفســي مســيل الدمــا
وجســم تجـندل فـوق الهضاب ....... تناوشـــه جارحـــات الفـــلا
فمنــه نصيــب لأســد السـماء ....... ومنــه نصيــب لأســد الــثرى
كســـا دمه الأرض بـــالأرجوان....... وأثقــل بــالعطر ريــح الصبـا
وعفـــر منــه بهــي الجــبين ....... ولكـــن عفــارا يزيــد البهــا
وبــان عــلى شــفتيه ابتســام ....... معانيـــة هــزء بهــذي الدنــا
ونـــام ليحــلم حــلم الخــلود ....... ويهنــأ فيــه بــأحلى الــرؤى
لعمــرك هــذا ممــات الرجـال ....... ومــن رام موتــا شــريفا فــذا
فكــيف اصطبـاري لكيـد الحـقود........ وكــيف احتمــالى لســوم الأذى
أخوفــا وعنــدي تهــون الحيـاة ....... وذلا وإنــــي لـــرب الإبـــا
بقلبــي ســأرمي وجــوه العـداة ....... فقلبــي حــديد ونــاري لظــى
وأحــمي حيــاضي بحـد الحسـام ....... فيعلـــم قــومي بأنــي الفتــى