بسم الله الرحمن الرحيم
ناشد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم ألا ينسوا مدينة القدس، هذه المدينة التي تتعرض يومياً لمذبحة إسرائيلية تستهدف الإنسان والتاريخ والحضارة، مبيناً ضرورة قيامهم بالمحافظة عليها، والعمل على صيانة مقدساتها، ودعم صمود أهلها من المرابطين فيهاوبين سلامة أن مدينة القدس مهوى أفئدة المليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم، وكذلك ملايين المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة،" لذلك فإن الواجب عليهم جميعاً ألا يتركوا هذه المدينة المقدسة وحيدة أمام الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح مساء."
وقال سلامة: إن ما يحدث في المنطقة العربية من أحداث وتغييرات يجب أن يكون لها الأثر الواضح والصريح في دعم القدس والمقدسيين في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، لأننا على ثقة بأن قضية القدس والمقدسات هي قضية الشعوب العربية والإسلامية دون منازع، وأن انتصار الشعوب العربية سيعجل في إنقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال.
وبين سلامة: أن سلطات الاحتلال قامت في الآونة الأخيرة بتسريع الهجمة المنظمة على مدينة القدس بهدف تهويدها وفصلها عن محيطها الفلسطيني ومحاصرتها بالمستوطنات، حيث هدمت مئات المنازل في القدس وخاصة في الشيخ جراح وسلوان وشعفاط والعيساوية ما نتج عنه طرد آلاف السكان من المقدسيين، وقامت أيضا بسحب آلاف الهويات من المواطنين، كما وتعمل سلطات الاحتلال أيضا على التضييق على الشخصيات الدينية والوطنية من خلال منعهم من دخول المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وتقييد حرياتهم وتنقلاتهم بهدف تفريغها من سكانها، كما تقوم بعملية طمس مبرمجة للمعالم العربية والإسلامية من خلال تزيف واقعها وتغيير أسماء شوارعها واستبدالها بأسماء يهودية في عملية تزوير واضحة للتاريخ، وما المخططات الإسرائيلية الأخيرة لتغيير المناهج الفلسطينية في مدينة القدس عنا ببعيد!!.
واضاف قائلا: "ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بفرض الضرائب الباهظة على التجار في المدينة المقدسة وكذلك الرسوم الباهظة على رخص البناء للمقدسيين، بينما تقوم ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في مدينة القدس لصالح اليهود، وتقليل نسبة السكان من الفلسطينيين إلى أدنى مستوى بحلول عام 2020م من أجل إضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدسة، وبالرغم من كل تلك الإجراءات الاحتلالية الظالمة فإن عدد السكان من الفلسطينيين الآن في مدينة القدس يزيد على الثلاثمائة ألف فلسطيني.
كما استنكر الشيخ سلامة إقرار سلطات الاحتلال قبل أيام لعدة مشاريع استيطانية جديدة في المدينة المقدسة والمشتملة على إقامة (900) وحدة استيطانية على أراضي شعفاط وبيت حنينا، وإقامة (260) وحدة استيطانية ضمن مشروع جبل أبو غنيم، وإقامة (200) وحدة استيطانية في مستوطنة رأس العامود، وكذلك إقامة (800) وحدة استيطانية في التلة الفرنسية.
كما ندد سلامة بالاستعدادات التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لافتتاح شبكة أنفاق أرضية في محيط أسفل المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن ذلك يقوض من بنيان المسجد الأقصى المبارك والمساكن المحيطة به.
وناشد سلامة جماهير الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية إلى ضرورة رص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة وإنهاء الإنقسام، للدفاع عن القدس والمقدسات كافة وعن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وشد الرحال إليه دائماً لإعماره وحمايته من المؤامرات الخطيرة، "فسر قوتنا في وحدتنا، وإن ضعفنا في فرقتنا وتخاذلنا".
تحول خطير في الثقل الوظيفي يؤدي لهجرة العرب من القدس:بدوره حذر الأمين العام للجبهة المسيحية الإسلامية لنصرة القدس د. حسن خاطر من المخطط التهويدي الجديد في المدينة المقدسة، ومن استمرار البناء الاستيطاني فيها، داعيا القيادة الفلسطينية والعالم العربي والإسلامي والدولي للوقوف الى جانب هذه القضية ولجم السياسة الإسرائيلية الرامية الى إفراغ القدس من سكانها العرب.
وأضاف خاطر خلال حديثه لشبكة الإذاعية الى ان التحرك يفترض ان يكون من ثلاث جهات، وهي: فلسطينيا حيث يفترض ان يكون هناك إعادة نظر في إستراتيجية تعزيز صمود المقدسي في القدس، "لأننا اكتشفنا أيضا في خضم عملنا في الجبهة ان هناك تحولات خطيرة في الثقل الوظيفي والاقتصادي للمقدسيين خارج القدس دون قصد، وهذا ربما يعطي الاحتلال فرصة لتهجير اكبر عدد ممكن من المقدسيين في مراحل قادمة، لذلك يفترض إعادة النظر في تعزيز صمود المقدسي داخل القدس وليس خارجها".
وأضاف خاطر ان ذلك يأتي بتمكين المواطن المقدسي وتوفير الحياة الكريمة له دون ان نربطه بوظائف خارج المدينة او حتى باستثمارات اقتصادية ما يهدد وجوده بالمستقبل.
وأشار خاطر الى ان هذا الموضوع خطير واستراتيجي، ويجب ان يتم حسمه فلسطينيا، قائلا: "وأظن ان القيادة الفلسطينية يفترض ان تعالج هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن".
أما على المستوى الخارجي من خلال الدول العربية والإسلامية والخارج أضاف خاطر بأنه يجب على الجميع الوقوف معنا لصد هذه المعركة الكبيرة والتاريخية.