بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
حلمت باحتضان والدها وقضت دون أن تودعه.. الطفلة عبير إسكافي شهيدة القهر والإذلال.. على أبواب سجون الاحتلال

رحلت الطفلة عبير يوسف اسكافي التي يقضي والدها حكما بالسجن المؤبد أربع مرات في سجون الاحتلال البغيضة، دون ان تحقق أمنيتها في احتضانه أو حتى ملامسة يديه، مثلما يفعل كل الأطفال في العالم.
عبير (11 عاماً) التي دأبت على ان تتقدم الصفوف في فعاليات التضامن مع الاسرى، أصيبت بصدمة عصبية حادة أثناء زيارتها لوالدها في سجن النقب بعدما منعت من رؤيته، لتتطور الحالة وتصاب بانهيار كامل وشلل، دخلت على اثره في حالة غيبوبة منذ أيام، لتقضي في أحد مشافي الخليل نهاية الأسبوع الماضي، تاركة جرحاً عميقاً في قلب الأب "البعيد" خلف القضبان.
وقد خرجت عقب صلاة الجمعة جموع غفيرة في مدينة الخليل لوداع الطفلة عبير التي لم تتمكن كل المواثيق والشرائع الدولية المدافعة عن الاطفال، ان تكفل لها ابسط الحقوق وتحميها من جحيم المعاناة التي تتكبدها مع اهالي الاسرى عند كل زيارة.
ويقول جد الطفلة عبد الرحيم سكافي إن عبير " كانت متلهفة لحضن أبيها، بعيداً عن الزجاج الذي كان يفصلها عنه عند الزيارة، والتحدث معه عن بعد عبر جهاز " انتركوم".
واضاف "في زيارتها الأخيرة قبل عامين لوالدها في سجن النقب، لم يسمح لها السجانون بالتقاء والدها واحتضانه فأخذت تضرب العازل الذي يفصلها عن والدها بيدها اليمنى، وبعد أسبوع من زيارتها لاحظت معلماتها أنها لم تعد قادرة على الإمساك بالقلم، لتبدأ رحلة علاج مؤلمة وقاسية، لم تعد خلالها قادرة على النطق والحركة، فتم تحويلها إلى العلاج في الأردن، وقبل ايام تدهور وضعها ونقلت الى مشفى عالية بالخليل حيث دخلت في غيبوبة منذ بضعة ايام وفارقت الحياة ليل الخميس/الجمعة من الأسبوع الفائت.
من جانبه، حمل مدير نادي الاسير في الخليل أمجد النجار، سلطات الاحتلال مسؤولية ما حدث مع الطفلة اسكافي، مشيرا الى قوانين الاحتلال التي تمنع الاطفال فوق الستة اعوام من احتضان آبائهم في اطار سياستها العقابية للاسرى وذويهم.
وقال "هذا ماحدث مع الطفلة الشهيدة عبير حيث منعت من احتضان ابيها ما خلق عندها صدمة تطورت مع الوقت لتؤدي الى شللها ومن ثم وفاتها." وطالب الصليب الاحمر بأن يكون له دور اكثر قوة وفعالية في السماح لأطفال الاسرى باحتضان آبائهم في غرف الزيارة.
المصدر: الرياض