بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاللمين
الكويت: توقيف 20 متهماً بالإساءة للصحابة وإذكاء الفتنة
نزع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود فتيل فتنة التعرض للرموز الإسلامية للسنة والشيعة التي بدأت تهدد وحدة الوطن، وذلك بتعهده عبر اتصال هاتفي مع النائب خالد الطاحوس بالقبض على من تهجموا على أحد المساجد في منطقة مبارك الكبير أكثر من مرة ودونوا عبارات مسيئة بحق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها والفاروق الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وبعض الصحابة رضي الله عنهم. ولاحقا، علمت «الأنباء» ان رجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية وتحديدا إدارتا بحث وتحري مبارك الكبير والفروانية، أوقفوا نحو 20 شخصا معظمهم من الأحداث بتهمة التورط في كتابة العبارات المسيئة على المسجد وكذلك التهجم بالحجارة على مسجد فاطمة الزهراء قيد الإنشاء في غرب الجليب. وأوضحت مصادر ان 10 أحداث من الشيعة ضبطوا في مبارك الكبير، ويرجح ان يكونوا متورطين في تدوين تلك العبارات المسيئة، لافتة الى ان جميع الموقوفين ستتم مقارنة خطوطهم مع الخطوط المدونة في المسجد. وزادت المصادر: تم القبض على 10 أشخاص من قبل مباحث الفروانية بتهمة التهجم على المسجد، لكنهم ـ وحتى كتابة هذه الأسطر ـ ينكرون أنهم هم من قاموا بهذا الفعل.
وكان حشد كبير من المواطنين يتقدمهم عدد من النواب ورئيس وأعضاء في البلدي وفعاليات سياسية قد نظم بعد عصر يوم أمس مسيرة في مبارك الكبير وصولا إلى المخفر، حيث أقيم مهرجان خطابي تحدث فيه النواب والناشطون السياسيون وأكدوا جميعهم استنكارهم لهذا الفعل الشنيع ومطالبتهم بالقبض على الجناة وإيقاع الجزاء بهم.
وكانت المسيرة انطلقت من مسجد د.عبدالله العتيبي إلى مخفر شرطة مبارك الكبير الذي يبعد 200 متر عن المسجد حيث تقدمها عدد من النواب وبعض أعضاء المجلس البلدي وجموع كبيرة من المواطنين حضروا مستنكرين ومتفقين على رفض مثل هذه الظاهرة.
لا نبحث عن الإعلام
البداية كانت مع النائب د.جمعان الحربش الذي تحدث قائلا: يشهد الله اننا لم نأت إلا لنصرة ديننا وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولا نبحث عن كاميرات الإعلام أو الصحافة ولتعلم هذه الحكومة أننا قد مددنا يد العون أكثر من مرة وتلقينا الصفعات ليس علينا بأسمائنا ولا قبائلنا وعندما طعن في القبائل حضر عشرون ألفا واليوم يطعن في أم المؤمنين وللأسف لم نجد مثل هذه الانتفاضة، وأضاف: الطاعن في عرض ام المؤمنين كافر مرتد لأنه مكذب بالقرآن الكريم، ولتعلم هذه الحكومة التي غضبت وقبضت على من هدد النائبين حسين القلاف وفيصل الدويسان قبل يومين، أما من شتم أم المؤمنين منذ شهر فلم يقبض عليه وذلك في ظل تكرار إساءات التيار الإيراني الصفوي وزاد: ليعلموا جميعا أننا غضضنا الطرف عن قضايا كثيرة ولا توجد هناك حسينية واحدة مرخصة ولم نفتح هذا الملف حتى لا نثير الفتنة واليوم القضية عند رئيس الوزراء وأنا أقول له احد السفراء هاجم قوات درع الجزيرة ماذا فعلتم له؟ وتساءل الحربش: والآن قائد منطقة مبارك الكبير يرفض تسلم القضية ويحجز هوية إمام المسجد الذي أبلغ عن العبارات المسيئة لأم المؤمنين ما هو إجراؤكم ضده؟
المسؤول هو الحكومة
ولفت الحربش إلى ان المسؤول عن نار الفتنة هو الحكومة وليس الناس لأن الناس ضاق بهم الأمر وعلى الحكومة إخماد نار الفتنة وإلا فإنها ستشتعل وتأكل الجميع.
وأكد الحربش: لسنا دعاة فتنة ولكن من اراد ان يحرق البلد وإثارة الفتنة سنفوت عليه الفرص وزاد: هذه أفعال الحكومة ورئيسها الذي سكت عن لطم عقائد المسلمين ورموز وأمهات المؤمنين، ووجه الحربش رسالته لوزير الداخلية قائلا: نحن نحترمك ونقدرك وقد أعطيناك
الفرصة لكن الآن هذه مسؤوليتك ولا نقبل أن يتم التطاول على أم المؤمنين أكثر من مرة ويتم السكوت.
وقال الحربش: سنتقدم غدا بقانون تغليظ العقوبة لمن يتعرض لعرض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الى الإعدام ولن نقبل إلا بهذا الحكم لأنه حكم ردة.
ومن يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهذا يهودي كافر وليس بمسلم فاليهود طعنوا في عرض مريم عليها السلام أم النبي عيسى عليه السلام.
وللأسف الحكومة والمجلس تفرجوا على هذه الفتنة إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة وزاد: الشعب غدا سيرى من يوقّع على عقوبة الإعدام على من يتطاول على أم المؤمنين عائشة والقضية ليست قضية دستور وحريات بل قضية دين ومعتقد وإذا سكتنا اليوم وغدا فالقادم أخطر، نحن لا نسعى للصراع ولا نبحث عن الفتنة ومن يسعى الى الفتنة هم أذناب إيران في الكويت والمسؤولية ليست مسؤولية نائب واحد بل مسؤولية نواب، أنتم من أوصلتموهم وغدا سيقدم استجواب النائب محمد هايف ود.وليد الطبطبائي لرئيس الوزراء وسنرى مواقف هؤلاء النواب.
تحرك بطيء
وقال د.الحربش: كنت أتمنى أن يكون تعامل وزير الداخلية والوزارة أفضل من هذا التعامل، كان من المفترض أن يأتي وزير الداخلية ويقوم بتهدئة الناس أو يأتي وكيل الوزارة على الأقل وينقل هذه الرسالة.
وزاد: لو أن وزارة الداخلية قامت بإصدار بيان مساء امس بعدم السماح بالمساس بعقائد المسلمين وأم المؤمنين وبيوت الله لاطمأن الجميع، لكن للأسف الجماعة تحركهم بطيء ولا أريد أن أقول أكثر من هذا لذلك علينا واجبان أن يفتح تحقيق في وزارة الداخلية وتعلن نتائج التحقيق ولا نقبل بأن يكون التحقيق سريا.
الوحدة الوطنية
من جهته، طالب النائب خالد الطاحوس الحكومة بأن تطبق مبدأ الوحدة الوطنية على جميع أطياف الشعب وما يحدث اليوم من إساءة لأم المؤمنين ما هو إلا لعدم تنفيذ الحكومة وتطبيقها القانون وزاد: هذه الحكومة العاجزة تهاونت في أن تحمي أم المؤمنين ومن يمس عقيدتنا فهذه الحكومة لا تستحق البقاء وناصر المحمد يتحمل المسؤولية كاملة لما آلت إليه الأوضاع في البلاد لأن ما يحدث اليوم لا يمكن قبوله. واضاف: نقبل بأن تمسونا وتمسوا النواب الشرفاء لكن لا نقبل اطلاقا بأن تمس أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولا نقبل بأن يسيء أي طرف من الأطراف لأي طائفة من طوائف الكويت، وقال الطاحوس: لنجسد وحدتنا الوطنية ونواجه هذه الحكومة العاجزة التي عجزت عن إدارة شؤون البلد وتعجز اليوم عن أن تكشف لنا من تطاول على أم المؤمنين وتابع: نريد القبض على هؤلاء الخونة الذين فجروا في الخصومة، وأكد الطاحوس اننا سنذهب
الى أبعد مدى وسندعم أي قانون تكون عقوبته غليظة على من يتطاول على الصحابة وأم المؤمنين وعلى المذهب السني ايضا.
وقال الطاحوس: قمت بالاتصال شخصيا بوزير الداخلية الشيخ احمد الحمود وقد أكد حرصه على متابعة ملف القضية وما تعرض له إمام المسجد سيفتح فيه باب التحقيق وان ملف القضية لن يغلق حتى يقبض على الجناة، وأكد انه لن يقبل بأي إساءة لأم المؤمنين عائشة.
وشدد الطاحوس على أهمية التهدئة والمحافظة على الوحدة الوطنية وأجرى اتصالا بوزير الداخلية أثناء حضوره التجمع، وأكد للحضور تعهد الوزير بتقديم من أساء للصحابة وأم المؤمنين الى العدالة وفتح تحقيق حول ما تعرض له إمام المسجد من إساءة أثناء التحقيق.
وقوبل موقف الطاحوس بالترحيب من الحضور، الأمر الذي أدى الى إنهاء التجمع.
خط أحمر بالدم
من جانبه، قال النائب فلاح الصواغ: التعرض لزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأصحابه ليس خطا أحمر فقط بل خط أحمر بالدم، وزاد: لا خير فينا ولا شهامة ان سكتنا عن هذا الأمر.
واضاف الصواغ: أبلغنا اللواء طارق حمادة بأن وزير الداخلية لم يحضر مساء أمس للحسينية وطلبنا التحقيق فيما حدث من تعسف لإمام المسجد من خلال تحقيق واضح.
«الداخلية» مهتمة
من جهته قال الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام اللواء طارق حمادة: وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير الشيخ احمد الحمود مهتمة بهذه القضية والتعليمات واضحة من القيادة العليا وهي التعامل الراقي مع المواطنين ولا نرضى بأي شكل من الأشكال بأن تمس حُرمات مساجدنا.
وأكد حمادة ان الجناة سيقدمون الى المحاكمة في القريب العاجل.
إلغاء إقامات الإيرانيين
من جانبه، قال رئيس المجلس البلدي زيد العازمي: أحذر وزير الداخلية إذا كان يعمل بشكل صريح وصحيح ان يلغي إقامات جميع العمالة الإيرانية وطردهم من البلد، وتساءل العازمي لماذا لم يأت وزير الداخلية لهذا التجمهر وهو الذي كان حاضرا بمسجد في ضاحية عبدالله المبارك؟ وختم العازمي: إذا لم تتم محاسبة هؤلاء الأشخاص فسيكون لنا مرجع آخر. بدوره قال الناشط السياسي مبارك البذالي: هذا دليل على ان إيران تدعم هؤلاء الكلاب الضالة الذين هتكوا حرمات مساجدنا وقاموا بشتم أم المؤمنين وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وزاد: إذا أرادت إيران الحرب فسنجعل البحر مقبرة لهم.
من جانبه، قال الإمام والخطيب د.خالد المرداس: نريد ان نوجه نداء للحكومة كما وجهناه مسبقا: اصحي من هذه الغفلة ولا لتأجيج الشارع، وسبق ان قلنا مرارا وتكرارا بيدك الحل والعبث لكن لا ينتقل الى الشارع يا حكومة بأن تمس رموز ديننا العظيم وبأن تمس أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فوالله لو قطعت أرواحنا وأولادنا وأجسادنا إربا إربا فلن نرضاه أبدا ولن نسكت عنه وان هذا الأمر سيقربنا من الله اكثر واكثر.
المصدر: الأنباء الكويتية