قال تعالى { وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً } *{ أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً }الإسراء68
{ أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً }الإسراء69
فشدني فيها اختلاف نهاية الآية الثانية عن الثالثة
فالثانية ختمت ب وكيلا
والثالثة ختمت ب تبيعا
قرأت في معنى الكلمتين في تفسير التحرير والتنوير
فأيقنت أن الله جل وعلا حكيم يضع الأشياء في مواضعها
أترككم مع معنى الكلمتين
الوكيل :
الموكل إليه القيام بمهم موكله ، والمدافع عن حق موكله ، أي لا تجدوا لأنفسكم من يجادلنا عنكم ، أو يطالبنا بما ألحقناه بكم من الخسف أو الإهلاك بالحاصب ،
أي لا تجدوا من قومكم وأوليائكم من يثأر لكم كشأن من يلحقه ضر في قومه أن يدافع عنه ، ويطالب بدمه أولياؤه وعصابته ،
وهذا المعنى مناسب لما يقع في البر من الحدثان .
التبيع :
مبالغة في التابع ، أي المتتبع غيره المطالب لاقتضاء شيء منه ، أي لا تجدوا من يسعى إليه ، ولا من يطالب لكم بثأر .
ووصف ( تبيع ) يناسب حال الضر الذي يلحقهم في البحر ; لأن البحر لا يصل إليه رجال قبيلة القوم وأولياؤهم ،
فلو راموا الثأر لهم لركبوا البحر ليتابعوا آثار من ألحق بهم ضرا ، فلذلك قيل هنا تبيعا وقيل في التي قبلها وكيلا .
أسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
فتح الله علينا جميعا