بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الأمين

بالنظر إلى الواقع وتأمل أسعار النفط السابقة والحالية وحتى الأسعار المحتملة والمستقبيلة نستخلص ما يلي :

1- العالم يتجه إلى طوي صفحة وإنهاء حقبة من الزمن يشوبها الغموض سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد ، حيث اقتصرت فكرة النفط عند الكثير على مايلي :
أ- من يمتلك النفط من الدول يعني هذا امتلاك للأموال الطائلة
ب- الدول النفطية هي من يقود العربة الإقتصادية
جـ- الأفراد بالدول النفطية يجنون ثمار إرتفاع أسعار النفط والأفراد بالدول غير النفطية يدفعون الثمن
د- عند زوال النفط عن الدول النفطية يعني هذا زوال فترة الرفاهية وموت الزمن الوردي.
لا شك أن ما ذكر آنفا ً الجزء الأكبر منه صحيح ، وذلك لأن العديد من الدول النفطية في العالم العربي ساهمت في خلق هذا الفكر والدليل اعتماد تلك الدول في اقتصادها على الإيرادات النفطية فقط مما أدى إلى هشاشة اقتصادها وزيادة الإتكالية وانخفاض مستويات الإنتاج.
فالناتج المحلي الإجمالي العربي ( GDP ) وصل إلى 3، 1تريليون دولار في عام 2006
بينما جاء في تقرير لوزارة التنمية الاقتصادية والتجارة الروسية في يناير عام 2008 أن حجم الناتج المحلي الإجمالي في يناير ـ فبراير من السنة الجارية، حسب معلومات وزارة المالية، 5 تريليونات و109 مليارات روبل أي ما يعادل 4,577,523,938 دولار أمريكي
فلو أضفنا الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي أو البريطاني ناهيك عن الأمريكي لوجدنا الرقم تضاعف مرات المرات .

2- بالعقود الأخيرة أدرك العالم بأن النفط سلاح ذو حدّين أقله فتكا ً هو الحصول على الطاقة وأشدّه فتكا ً هو الإعتماد عليه وما يترتب من إلتزامات فوجد أصحاب القرار بأنه لا بد ّ من إيجاد مصادر بديلة للطاقة وأخذت بعض الدول الصناعية تجري البحوث والدراسات الباهضة فمنها نجح ومنها لم ينجح .

3- من بعد الصدمة البترولية أخذت أوروبا تسير باتجاه مضاد وعكسي لأسعار النفط ولا ننسى بأنها دول صناعية فتغيير اتجاهها يعني تغيير لإتجاه الدول التي تستمطر المنتجات والصناعات الأوروبية
فعندما يرتفع سعر البرميل ترتفع تكلفة الإنتاج والمصاريف التشغيلية على المصانع في أوروبا مما ينعكس سلبا ً على قيمة المنتوج سعريا ً بالإرتفاع ومع وجود حاجة ملحّة لهذه الصناعات بالنسبة للدول المستهلكة وخاصة الدول الغنيّة وهنا تحدث الطامّة
( الدول الصناعية ترفع ===> والدول الغنية تدفع ===> والدول الفقيرة تبلع ما يستخلص من نتائج )

4- ومما زاد الطين بلّه قدوم الرأسمالية وسيطرتها على الإقتصاد العالمي والتخلّي عن المبادئ الإسلامية بالتعاملات الإقتصادية كل هذا ساعد على سحق الطبقة الوسطى بالمجتمعات وحدوث شرخ بالثقافات الإستهلاكية ، فكانت ضربة شديدة على أصحاب الدخول الثابتة .


في النهاية لا بدّ لنا من إيجاد البدائل لأن الأمر الحالي ضار لكل دار
والعلاج الأمثل لهذه القضية هو استثمار العقول وتشغيل الأيدي وتقليل البطالة والبحث عن فرص استثمار جديدة والسيطرة على الموارد