بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
في انفتاح غير مسبوق.. الجماعة الإسلامية بمصر الثورة.. حزب وجمعية وفضائية
في انفتاح غير مسبوق على العمل السياسي والدعوي المعلن أعلنت الجماعة الإسلامية في مصر شروعها في تأسيس جمعية أهلية خيرية وإنشاء حزب سياسي وقناة فضائية وتقديم مرشحين لها في الانتخابات البرلمانية والمحلية.
وفي مؤتمرها الأول لإعلان مجلس شورى الجماعة الجديد، الإثنين 23-5-2011، بقيادة رئيس المجلس الدكتور عصام دربالة للحديث عن خططها ورؤيتها المستقبلية في الفترة القادمة قالت الجماعة بحسب ما نشره موقعها الإلكتروني إنها تعمل على تقديم نفسها للمجتمع بصورة جديدة (عبر) بدء عملها بشكل مؤسسي بالشروع في إنشاء حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية وإنشاء جمعية أهلية خيرية .
كما أعلنت أنها ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وانتخابات المحليات، ولكنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية، على أن تساند من تراه الأصلح والأفضل.
وفي سبيل نشر فكرها الديني والسياسي قالت الجماعة إنها تفكر في أن تنشأ قناة فضائية وجريدة ومركز للدراسات "وفقا ً للإمكانات المتاحة، وحينما يتيح وقته؛ فكل ذلك سوف يأخذ وقتا ما".
وعن دوافعها لإطلاق هذه المشاريع المتعدد قالت الجماعة الإسلامية إنها "حريصة على أن تكون كيان مؤسسي قوي ومنفتح ومشارك لجميع القوى الإسلامية بشكل خاص.. والقوى الوطنية بشكل عام".
وعن شكل العلاقة بين الحزب المزمع تأسيسه وبين الجماعة قال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية: "من الطبيعي أن تكون الجماعة موجودة إلى جواره حتى يقف الحزب على قدميه؛ خاصة أننا بصدد إعادة بناء الجماعة، وهذا يأخذ وقتًا حتى يتم تأسيس حزب وجمعية أهلية.. مع الحفاظ على بقاء الجماعة التي ستمدهما بالأبناء، وتفتح تلك المؤسسات لكل المصريين المؤمنين بفكرتنا".
وأكد أن الحزب مفتوح للجميع سواء من الجماعة أو من خارجها، ولا يقتصر على أبناء طائفة بعينها.
وفي شأن الانتخابات أعلنت الجماعة أنا قررت دخول الانتخابات البرلمانية، وكلفت مجلس الشورى بالتنسيق مع كافة القوى السياسية الأخرى "لأنها تحتاج إلى كافة الجهود لتحقيق حلم النهضة لمصر ولصناعة مستقبل باهر لنا جميعا ً.
وعن موقف الجماعة من الترشح للرئاسة قال إنها لن تدفع بأي مرشح لها، في حين أنها ستقوم بدعم أفضل المرشحين، والمفاضلة ستكون على أساس تاريخه وموقفه من القضايا الوطنية والإسلامية وبعد الاطلاع على سيرته الذاتية.
وأثار غياب الدكتور ناجح إبراهيم- منظر الجماعة وعضو مجلس الشورى- عن المؤتمر تساؤلات وهمسا واسعا، وبرر هذا الغياب الدكتور عبد الآخر حماد، رئيس لجنة الانتخابات، بأن إبراهيم اعتذر عن الحضور لتعرضه إلى وعكة صحية بعد أصابته بصداع نصفى شديد.
وكان الجماعة أجرت هذا الأسبوع أول انتخابات لاختيار رئيس وأعضاء مجلس الشورى المكون من 9 أعضاء، من بينهم رئيس المجلس، وفاز الدكتور عصام دربالة برئاسة المجلس لمدة دورة واحدة مدتها عامان، كما تم اختيار أسامة حافظ نائبا له، بعد منافسة بين الاثنين حسمت في جولة ثانية من التصويت، بينما كانت أبرز المفاجآت خروج كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة من المجلس.
وجاء خروج زهدي كأبرز المفاجآت؛ ما أثار سخط ناجح إبراهيم– المنظّر الفكري للجماعة- الذي أعلن اعتزامه الاستقالة من عضوية المجلس، بدعوى أن الزعيم السابق لمجلس شورى الجماعة لا يجيد التربيطات ولم يقم بزيارة المحافظات لضمان أصوات ممثليها.
الجماعة والإخوان
وفي رد على سؤال عن وجود تنسيق بين الجماعة الإسلامية وبين جماعة الإخوان المسلمين في العمل السياسي قال عصام دربالة إن "التقارب لن يكون مع الإخوان فحسب، بل نحن بصدد التقارب مع كل التيارات الإسلامية وغير الإسلامية من أجل مصلحة الوطن".
أما فيما يخص العلاقة بينها وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد حاليا فقال دربالة: "إن دعمه في هذه الظروف ضرورة من ضرورات بقاء الوطن، وحتى لا تتكسر كل مؤسسات الدولة؛ خاصة بعد أن تكسرت المؤسسة التشريعية والأمنية الداخلية، وبالتالي فإن عدم دعمه سيؤدى إلى صدام وتكسير للقوات المسلحة، ولن تكون لدينا مؤسسة لضبط الأمور".
و"الجماعة الإسلامية" التي دخلت في صدام مسلح مع الدولة خلال تسعينات القرن الماضي تبنت مبادرة لوقف العنف عقب حادث الهجوم على مجموعة من السياح الأجانب بالأقصر في عام 1996، توجت بإجراء مراجعات فقهية وفكرية للجماعة بعد ذلك سنوات، وفي المقابل أطلق غالبية أعضائها من السجون، وشددت على تمسكها بالمبادرة حتى بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في ثورة شعبية في 11 فبراير الماضي.
المصدر: وان اسلام