بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

عبد الكافي: جدل الدستور أو الانتخابات أولاً.. رفاهية فكرية
مفكرة الاسلام: وصف الداعية الدكتور عمر عبد الكافي- الذي عاد إلى مصر مؤخرًا بعد أكثر من عشر سنوات من مغادرته البلاد بسبب المضايقات الأمنية- الجدل المثار حاليًا من قبل المطالبين بالدستور أو الانتخابات أولاً في مصر بأنه يدخل في مرحلة الرفاهية الفكرية التي لن تدفع البلاد إلى الأمام، وعلى الجميع أن يبدأ العمل.
وأضاف عبد الكافي في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" نشرتها السبت، إن رجال السياسة أدخلوا مصر في مرحلة الرفاهية مرة واحدة، مثل الذي تسلم بيتًا مهدمًا ويريد أن يبنيه، فقال له المهندسون الاستشاريون قبل بناء المنزل "أين سنضع ساعة الحائط".
وتشهد مصر موجة من الجدل هذه الأيام على خلفية مطالبات بوضع "الدستور أولاً"، الأمر الذي يعتبره الداعون لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في سبتمبر المقبل التفافًا على نتيجة التعديلات الدستورية التي أقرت بأغلبية كبيرة في مارس الماضي.
لكن عبد الكافي يرى أن هناك أولويات أكثر إلحاحًا للشعب المصري. وتابع في تصريحاته خلال تفقده أرض جامعة الأزهر الجديدة بمحافظة المنيا- صعيد مصر-: "لدينا 50 مليونًا على الأقل يريدون أن يجدوا قوت يومهم، و85 مليونًا يفتقدون الأمن الاجتماعي، وإذا تحقق الاثنان فستكون هناك خطوات طيبة نحو مستقبل أفضل للبلاد".
ودافع عن وثيقة الأزهر التي تبنت الدولة المدنية، وفق دستور يرتضيه الجميع، مؤكدًا أنه تمت دراستها جيدًا، منتقدًا ما أسماه حملة التشكيك والتجاوز في النقد التي يقودها عدد كبير من الأصوات في مصر.
ومضى قائلاً: "للأسف الشديد أصبح في مصر بعد الثورة 85 مليون ناقد". واستدرك: "نريد أن نضيف ولا نهدم، وكلما انتقدنا بغير حق نرجع إلى الخلف، ومن لديه فكرة عليه تقديمها لدراستها".
وأعرب عبد الكافي عن عدم قلقه على مستقبل مصر من إمكانية صعود التيارات الإسلامية في البلاد، موضحًا أنه ليس قلقًا على مستقبل مصر طالما أن الذين يتحدثون بلغة الخطاب الديني وسطيون، ومعتدلون ولا يثيرون النعرات أو العرقيات ولا القوميات، وأضاف: "كلنا مصريون".
وانتقد فلول النظام وأصحاب المصالح بالإضافة إلى الأعداء المتربصين بمصر من خارجها الذين يحاولون ضرب البلاد لأن مصر أصبحت في المقدمة، وقال: "يجب أن يقوى كل فرد منا جهاز المناعة الوطني وهو حب هذا الوطن، لأنني أرى حقيقة أن قوى تتربص بنا لكنها لن تفلح إلا إذا ضعف الصف فيجب أن نعمل على ما اتفقنا عليه وهو حب مصر.
وطالب بعدم التعجل في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأعوانه "حتى لا تأتي الأحكام بمردود عكسي وبأحكام غير رادعة"، محذرًا من أن التعجل يؤدى إلى قرارات هوجاء.
وتعالت الأصوات أخيرًا مطالبة بإجراء محاكمة سريعة لمبارك، المحتجز بمستشفى شرم الشيخ للعلاج والتحقيق وكبار ورموز نظامه المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين والفساد وإهدار المال العام.