بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين


الفلول قادمون !! / محمد عبد الرحمن عويس

في حوار تليفزيوني تفوح منه رائحة الحقد والكراهية تجاه كل ما هو إسلامي راح وائل الإبراشي وضيفه مخرج أفلام العري خالد يوسف يمنيان أنفسهما بسقوط الرئيس مرسي خلال عام 2013 وينفثان السم الزعاف تجاه فصيل وطني ناضل وعذب وشرد على مدار 80 عامًا في وقت كانا يلهوان فيه في الطين ويلعبان لعبة عروس وعروسة!!..

فصيل الإخوان الذي نتفق معه أحيانًا ونختلف معه أحيانًا كثيرة لا يمكن لكائن كان أن يجرده من وطنيته أو أن ينزع عنه رداء الانتماء لهذا الوطن إلا من كان في قلبه مرض أو ختم الله على قلبه وسمعه وبصره.. الإخوان مثل غيرهم من الفصائل الوطنية يصيبون ويخطئون وهم الآن في محنة أكثر من أي وقت مضى.. لكنهم وطنيون بامتياز وإن تاهت منهم البوصلة في بعض الأحيان أو اختلت منهم دفة القيادة في بعض المواقف.

في برنامج العاشرة مساء الذي قدمه وائل الإبراشي مساء الثلاثاء دار حوار أقل مايوصف بأنه حوار يخرج عن إطار الحيادية الإعلامية المتعارف عليها حيث تم توجيه الحوار من قبل الإبراشي ـ وكعادته دائمًا ـ في اتجاه صب اللعنات على فصيل الإخوان المسلمين وتحميل الرئيس مرسي كل الكوارث الداخلية والخارجية، ولو كان الأمر يصب في خانة النقد الموضوعي البناء لما كان في الأمرمشكلة لكن الحوار مع ضيفه مخرج أفلام العري خالد يوسف والذي كان مخصصًا في الأساس لمناقشة فضيحته مع الفريق أحمد شفيق تحول ـ بقدرة قادرـ إلى التغطية الإعلامية من قبل الإبراشي على هذه الفضيحة التي هزت الرأي العام المصري بعد أن كشفها الفريق شفيق في حواره التليفزيوني والتي أظهرت محاولات جبهة الإنقاذ الضعيفة المتهاوية للتشبث بطوق النجاة بأركان النظام المخلوع في الداخل والخارج بعد أن ثبت للرأي العام فشل هذه الجبهة في التفاعل مع هموم وقضايا المصريين فضلا عن هشاشة تكوينها ..

الحوار الذي أداره الإبراشي بطريقة خرجت عن الحياد والموضوعية أراد به أن يضع للمشاهدين السم في العسل وأن يوهم الشعب المصري على لسان ضيفه خالد يوسف بأنه لا يوجد في مصر ما يعرف بالفلول، وأن الفاسدين في نظام المخلوع ما هم إلا قلة قليلة وبضع مئات من الفاسدين ..هذه العبارة الذي أطلقها خالد يوسف لا يمكن أن تمر علينا مرور الكرام لأنها جاءت في سياق التهيئة النفسية والاجتماعية لتطهير ثوب أنصار النظام القديم والذين يتغلغلون بمئات الآلاف في كل مفاصل الدولة وليس مجرد مئات كما يزعم خالد يوسف.. بل أنها جاءت لتؤكد الأخبار المتصاعدة والتي تشير إلى أن هناك تحالفًا وشيكًا بين التيار الشعبي وجبهة الإنقاذ من جهة وفلول الحزب الوطني من جهة أخرى وأن هذا التحالف سوف يأخذ صورًا وأشكالاً متنوعة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن هناك تمويلاً كبيرًا سوف يتم ضخه من إحدى البلاد العربية لجبهة الإنقاذ لمساعدتها في الاستحواذ على أغلب مقاعد البرلمان المصري بهدف تشكيل الحكومة القادمة، فالمسألة أصبحت مسألة حياة أو موت لهذه الدولة العربية ومَن يدور في فلكها للقضاء على ثورات الربيع العربي وفي مقدمتها ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي سوف تفتح أبواب جهنم على هذه البلدان المرعوبة من التغيير.

المثير للضحك أن خالد يوسف يعتقد أن له تأثيرًا كبيرًا على الرأي العام، ويوهم نفسه بأن أفلامه هي التي صنعت الثورة ولذلك فإنه قال أثناء حواره للإبراشي بأنه نادم على ممارسة العمل السياسي الذي فشل فيه باقتدار خلال السنتين الماضيتين وأنه يتطلع إلى إنتاج فيلم أو فيلمين ليسقط بهما الإخوان وأنه يتنبأ بسقوط الإخوان في عام 2013.

المضحك أن الإبراشي التقط هذا الخيط ووجد ضالته في كلام خالد يوسف وشعر براحة كبيرة ظهرت ملامحها على وجهه ليؤكد على خالد يوسف: هل أنت متأكد بأن الإخوان سوف يسقطون في عام 2013 م!! وكأنه ينتنظر منه الإجابة التي تشفي غليله.. ليجيبه العراف خالد يوسف أنه متيقن من ذلك وأنه هو الذي تنبأ بثورة 25 يناير في أفلامه!!

خالد يوسف يتناسى أن هذه الثورة المباركة هي التي رعاها الله بعنايته ووقوف الجيش المصري العظيم بجانبها وبدعم من الإخوان المسلمين الذين استماتوا مع إخوانهم من شباب الثورة الأطهار في تحقيق بعض من أهدافها لكن مالا يعرفه خالد يوسف والإبراشي أن ثورة الخامس والعشرين من يناير من محاسنها أنها ميزت لنا المعادن الخبيثة من الرديئة، وأنها أظهرت على السطح تلك الفقاعات التي لا وزن لها من بعض بعض من تدثروا برداء الثورة والثورة منهم براء، لقد كشفت لنا هذه الثورة الكثيرين على حقيقتهم ممن كنا نظنهم ملائكة فاتضح لنا أنهم كانوا يبيعون لنا الوهم على مدار سنوات عديدة!!
المصدر: المصريون