بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله


أثناء استماعى لسهرة إذاعية فى إذاعة البرنامج الثقافى قدمت فيه الإذاعة حلقة عن تاريخ التنوير فى مصر والذى بدأ حسب البرنامج مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت والتى صورتها الإذاعة على أنها حاملة مشعل النور والعلم لمصر المحروسة عام 1798 مـ ، وبهذه الحملة انتهى عصر الظلام الذى خلفته الدولة العثمانية ومن قبلهم المماليك فى مصر كما صورته الإذاعة .
ما تقدمه إذاعة البرنامج الثقافى هو جزء لا يتجزأ من حملة الغزو الفكرى وتشويه التاريخ الإسلامى ، فحين تحدثت عن الدولة العثمانية لم تذكر عنها سوى العصور المتأخرة للدولة وهى مرحلة الضعف والسقوط التى تمر بها كل الإمبراطوريات العظمى بعد أن تمشى عليها سنة الله فى الدول التى ينتشر فيها الفساد وضعف الدين ، ولكن حين تحدثت عن الحملة الفرنسية لم تذكر منها سوى المطابع التى جاءنا بها الفاتح المغوار نابليون بونابرت إلى جانب نخبة العلماء الفرنسيين لكنها لم تذكر أن خيول نابليون اقتحمت الازهر الشريف بأقدامها ولم تذكر أنه أمر بوضع مدافعه على جبل المقطم لقصف منارة العلم فى العالم الإسلامى ، ولم تذكر شيئاً عن المذابح التى قام بها نابليون وجنوده فى مصر .. وما تاريخ فرنسا الصليبية فى الجزائر عنا ببعيد فهو يكشف الوجه القبيح للإحتلال الصليبي الفرنسى .
إنها حملة منظمة ممنهجة يتم غرسها فى عقول المسلمين من خلال التعليم ووسائل الإعلام لتشويه صورة التاريخ الإسلامى وتحسين صورة المحتل على أنه حامل لواء العلم والحضارة لبلادنا المتخلفة .
إلى متى يستمر هذا التزييف أمام أعيننا ونتركه بلا مواجهة ؟ إلى متى سنترك هذا التزييف والتلفيق فى مدارسنا وفى وسائل الإعلام يغرس فى عقول أبناء الأمة ؟
إننى أدعو رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ووزير التعليم ووزير الإعلام إلى التدخل وإعاة تصحيح المناهج الدراسية وتشديد المراقبة على وسائل الإعلام التى تعبث بعقول المسلمين حتى لا يخرج إلينا جيل مشوه فكرياً بعد أن قام العلمانيون بتلفيق التاريخ وتسميمه .
أما بالنسبة لموضوع الحملة الفرنسية على بلاد المسلمين فسوف نفرد لها موضوع مستقل إن شاء الله نعرض فيها الكثير من الحقائق التى لا يعرفها الكثيرين بما قامت به الحملة الصليبية الفرنسية حاملة الحضارة إلى بلاد المسلمين من مجازر يشيب لها الولدان .

أحمد توحيد