بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

تكملة لما ذكرناه بالأمس عن حملة التنوير الصليبية الفرنسية والتى جاءتنا بقيادة نابليون بونابرت سوف نتحدث اليوم عن الجرائم الفرنسية على لسان من عايشوها وحضروها أثناء فترة الإحتلال الصليبي الفرنسى للجزائر والتى ارتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية حيث يقول الكاتب الفرنسى بيار هنرى سيمون :
إننى لا أتكلم كثيراً عن القسوة والتعذيب وإلقاء القنابل على المدن والقرى بما فيها من نساء و أطفال ومواشى ولا أتكلم عن حوادث القتل التى قام بها جنود المظلات إذ من السهل على كل مسافر بالقطار الحديدى أن يشاهد على طول الطريق آثار دمار الحرب بادية فى جميع المدن والقرى التى يمر بها جنودنا ، كما يشاهد حطام المنازل التى أوقدت فيها نيران رشاشاتنا للإنتقام ، إن الجنود الفرنسيين يقومون غالباً بهدم المنازل وإحراقها دون شفقة أو رحمة بسكانها ، وقد قال لى أحد الجنود :
هذا جميل جداً ، يجب إحراق الجزائريين فى مساكنهم الحقيرة لأنهم لا يفهمون إلا بهذه الطريقة لسفالتهم .
وهنا يتطرق الكاتب إلى الطريقة البشعة التى يتعامل بها المجرمون الفرنسيون مع الأسرى الجزائريون فيقول :
لم يصبنى ملل من الحياة كما أصابنى فى الجزائر ، فإن الألمان النازيين فى وحشيتهم القاسية ليسوا إلا أطفالاً صغاراً أمامنا ، رأيت بعينى إجراءات المكتب الثانى لجنود المظلات الذى كان يعذب الأسرى الجزائريين طوال اليوم بأبشع الوسائل لإرغامهم على الكلام وذلك بوضع ماسورة فى فم الجزائرى تحت ضغط الماء حتى يخرج الماء من جميع منافذ الجسم والأيدى مكتوفة وراء الظهر ثم يعلق من رأسه حتى تخرج المفاصل من مواضعها وحين ذلك ينهال عليه جنود المظلات ضرباً لا هوادة فيه ولا رحمة ، وبعد ذلك إن لم يعترف بشئ يرضيهم يرتكبون عندئذ أشد الأعمال فظاعة وهى تسليط الكهرباء على رأسه وقدميه حتى يكاد يموت وأخيراً يضرب بالخنجر بين الكتفين .
وقد أورد سيمون فى كتابه ضد التعذيب مأساة أخرى فى 28 مارس 1956 فيقول :
تم إلقاء القبض على 32 رجلاً أعدموا دون محاكمة بعد أن عذبوا العذاب الشديد ، ولم تعد وجوههم تعرف بعد ما أصابها من تورم وكسر ولم يكن هؤلاء الرجال قد حملوا السلاح أو شاركوا فى الثورة وإنما كانوا يعيشون فى قريتهم ويباشرون أعمال الفلاحة موادعين . إنتهى
هل هذه الافعال تصدر إلا عن مجرمى حرب أم أناس يحملون لواء الحضارة للبلاد التى وطأت أقدامهم النجسة أرضها الطاهرة ؟
وفى هذا يقول الكاتب والباحث شعبان صوان
الحل الإبادي الرائج في صراعات بلادنا اليوم يسير على نهج الحضارة الغربية المادية التي استعملت هذا الأسلوب في تحقيق وحدتها الداخلية على حساب الأقليات كما استعملت الإبادة أيضاً ضد الشعوب التي قام الغربيون بالعدوان عليها، وهذا خلافاً لتاريخ الحضارة الإسلامية التي حافظت على تنوعها الداخلي قروناً طويلة وكان استخدام الأساليب الوحشية محصوراً في الصراعات السياسية على السلطة بين المتنافسين ولم تصبح ممارسة عامة كالتي حدثت في الغرب ومازلنا نرى تكراراً لها في البلاد المحتلة، ومحاولة إلصاق هذه الممارسات اللحظية بالحضارة الإسلامية وإسقاطها على مجمل تاريخنا لن تجد أرضية صالحة كالتي توجد في التاريخ الغربي.
ولهذه الجرائم بقية إن شاء الله

أحمد توحيد