عباس يطلق سجناء لحماس وإسرائيل تعتقلهم

التسجيل : 27/06/2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله

ساعات قليلة من الفرح عاشتها عائلات خمسة من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أن أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإفراج عنهم من سجون السلطة استجابة لطلب صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، إلا أن هذه اللحظات ما لبثت أن تحولت إلى دموع انهمرت حزنا على افتقادهم مرة أخرى بعدما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم ، وقتل خال أحدهم في ساعة مبكرة من فجر اليوم الجمعة 7-1-2011.

مجد عبيد، ووسام القواسمي، ومهند نيروخ، وأحمد العويوي، ووائل البيطار.. أسماء بات يعرفها الطفل الفلسطيني قبل الشيخ لما رافق إضرابهم عن الطعام الذي استمر 42 يوما أثناء اعتقالهم لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية من احتقان داخلي كاد يفجر الشارع الفلسطيني على استمرار سياسة الاعتقال السياسي.

استشهاد فلسطيني

أم محمد، زوجة المعتقل وائل البيطار، بدأت حديثها لـ"إسلام أون لاين" بعبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل". وتروي أم محمد قصة اعتقال زوجها بعد ساعات من الإفراج عنه قائلة:"مع ساعات الفجر حاصر العشرات من جنود الاحتلال المنزل واقتحموه علينا، وطالبونا جميعا بالخروج منه إلى الساحة الأمامية، ومن ثم قاموا بالتفتيش المنازل قبل أن يتم اعتقال وائل ونقله إلى جهة غير معلومة".

وبحروف مثقلة بالحزن والدموع، تضيف أم محمد "الجنود كانوا يريدون تصفية زوجي وائل، إلا أن اختلاط الأمر عليهم جعلهم يطلقون النار مباشرة تجاه خاله عمر سليم القواسمي (66عامًا) الذي يسكن بالطابق الثاني للمنزل"، فاستشهد على الفور.

وتوضح عملية التصفية بالقول :"دخل الجنود إلى الشقة بالطابق الثاني وطلبوا من زوجة الشهيد وأبنائه الخروج، وهو بقي نائما بالفراش كونه كبير بالعمر ولم يشعر ما الذي يجري، وعندما دخلوا قاموا بإطلاق النار المباشر باتجاه الرأس والقلب مما أدى إلى استشهاده على الفور اعتقادا منهم أن من ينام بالفراش هو وائل".

ولم تستبعد أم محمد أن يستغل الاحتلال الوضع الصحي المتدهور لزوجها وباقي الذين تم اعتقالهم بعض خوضهم 42 يوما إضرابا عن الطعام في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية مما أدى إلى اختلال في وضعهم الصحي.

من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته نفذت عملية عسكرية في الخليل لاعتقال مجموعة من الفلسطينيين ضالعين في هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

وزعم الناطق باسم جيش الاحتلال للإذاعة الإسرائيلية أن بعض المعتقلين ضالعون في العملية التي نفذتها كتائب القسام نهاية أغسطس الماضي في الخليل وأسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين.

رسالة واضحة

بدوره اعتبر وصفي قبها، وزير الأسرى الفلسطيني السابق والقيادي البارز في حركة حماس، إن ما قام به الاحتلال يمثل "رسالة واضحة مضمونها أن الجميع في دائرة الاستهداف من قبل الاحتلال الذي لا يميز ما بين ابن حماس أو فتح".

وأضاف في تصريحات لـ"إسلام أون لاين" :"سياسة الاعتقال وملاحقة المجاهدين من قبل الاحتلال أمر لا مفر منه ومتوقع دائما، لكن المؤسف أن يتعرض الإنسان الفلسطيني اعتقال من قبل أخوه الفلسطيني، وبالتالي ما قام به الاحتلال اليوم هو مؤشر ورسالة للأخوة في السلطة الفلسطينية بضرورة وقف الاعتقال السياسي".

وحول إن كان هذا الحدث سيترك أثرا على العلاقة الفلسطينية الداخلية، أوضح قبها أنه "مما لا شك فيه تعرض المفرج عنهم للاعتقال من قبل الاحتلال مرة أخرى بعد اعتقالهم لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية سيبقي هذه الأجهزة محل اتهام من قبل المواطن الفلسطيني".

ورحب قبها، بالدور الذي قامت به قطر معتبرا أن "هذا الجهد المميز يأتي في صالح القضية الفلسطينية وتوحيدا للصف الداخلي".

وأضاف قبها أن تدخل قطر "جاء من المسؤولية الإنسانية والانتماء العربي والوطني الذي تتسم به تجاه القضية الفلسطينية، ويتناغم مع باقي الجهود التي قام بها وفود فلسطينية من فلسطين المحتلة عام48".

وساطة قطرية

وأفرج جهاز المخابرات العامة في مدينة الخليل عصر الخميس 6/1/2011 ، عن 6 معتقلين من حماس خاضوا اضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 42 يوما احتجاجا على استمرار اعتقالهم منذ قرابة 27 شهرا رغم صدور قرارات بالافراج عنهم من قبل المحكمة العليا الفلسطينية.

وجاء قرار الافراج، بعد اتصال صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والتوسط لتقريب وجهات النظر مع حركة حماس لإتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية.

وفي مؤتمر صحفي قال محافظ الخليل كامل حميد : إن قرار الإفراج جاء بتعليمات مباشرة من الرئيس محمود عباس "حرصًا منه على الوحدة الوطنية وعلى إغلاق ملف المعتقلين، ولتهيئة الأجواء لمصالحة وطنية حقيقية وبناء على جهود فلسطينية وعربية في هذا الشأن".

وقال حميد: إن "هذا العام هو عام الوحدة الوطنية، وإنهاء ملف الانقسام الداخلي، ورص الصفوف لنيل الحرية والاستقلال.. وهذه المبادرة فاتحة خير في إنهاء هذه القضية التي تحتاج إلى ردود ايجابية من قبل حركة حماس في هذا السياق".

من جانبه، شكر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على مبادرته، وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، في تصريح صحفي: "إن "حماس" بادرت قبل بضعة أيام بالاتصال مع أمير قطر، وطلبت منه التوسط من أجل الإفراج عن المضربين عن الطعام في سجون سلطة عباس، مشيراً إلى أن الشيخ حمد "رحب بذلك .. وقام بجهوده واتصالاته مع عباس من أجل تأمين الإفراج عن الإخوة ، وتكللت وساطته الخيرة بالنجاح".

عباس يطلق سجناء لحماس وإسرائيل تعتقلهم

عباس يطلق سجناء لحماس وإسرائيل تعتقلهم

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع تُهمك

تابعنا وتواصل معنا

خدمات شبكة عطر الإسلام

المواضيع المُتميزْة

		حفظ البيانات؟