الربا في الإقتصاد  113
حفظ البيانات؟
البوابةالرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» محل للبيع بدمياط الجديدة يصلح جميع الانشطة وبسعر تجاري مميز
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:08 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل للبيع بدمياط الجديدة 180م بالحي الرابع بسعر ممتاز
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:07 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة المجاورة 13 امتلك بأفضل مجاورة بالحي الثالث
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 8:02 pm من طرف المدينة المنورة

» بدمياط الجديدة شقة للبيع 140م ممتازة جدا جدا بسعر مغري جدا بالمجاورة 15
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:58 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل بيع في دمياط الجديدة بالمجاورة 25 بسعر تجاري جدا 189م ممتاز
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:56 pm من طرف المدينة المنورة

» ارض للبيع بدمياط الجديدة بسعر جيد امتلك في دمياط الجديدة
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:53 pm من طرف المدينة المنورة

» منزل 135م لوكس للبيع بدمياط الجديدة علي شارع رئيسي
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مارس 22, 2017 7:50 pm من طرف المدينة المنورة

» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 31, 2016 4:58 pm من طرف نورالهدايا

» دورة برنامج المنظومة المتكاملة للتخطيط الإستراتيجى وتطوير تقييم الأداء الإداري(بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 6:17 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإستراتيجيات الحديثة في إدارة نظم مواجهة الكوارث والحرائق(بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 12, 2015 5:25 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التخطيـط والمتـابعـة الإداريــة مــن منظـور استـراتيجــي (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 5:11 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة المجالس التأديبية والتحقيق مع الموظفين في المؤسسات الحكومية(بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:09 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة توظيف العلاقات العامة لدعم العمليات الإدارية ، وأسس العلاقات العامة الالكترونية ( بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2015 12:39 am من طرف هبه الشاذلي

» من ترك صلاة العصر فليس في رزقه بركة
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 6:25 am من طرف حلم مطر

» دورة أساليب إدارة العلاقات العامة في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 7:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التوجهات المعاصرة فى إدارة وتنفيذ أنشطة المشتريات والمخازن واللوجستيات والخدمات اللوجستية
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 29, 2015 11:24 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إدارة الاتصال الفعَّال والابتكاري للسكرتارية التنفيذية ومدراء المكاتب والمساعد الإداري
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 10:01 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المخاطر المالية فى القطاع النفطى (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 27, 2015 4:07 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج البريمافيرا الحل المتكامل لإدارة المشروعات (بروتيك )
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 11:13 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة إستراتيجية السوق الازرق " اكتسح السوق واترك المنافسين خارج الملعب "
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 7:33 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التميز فى المشتريات , العطاءات , إختيار الموردين والتفاوض الشرائى
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 24, 2015 2:05 am من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج الإبداع الإداري في التنظيم والتخطيط والتنسيق (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 5:20 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة الإدارة الإستراتيجية للبرامج التسويقية (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2015 5:21 pm من طرف هبه الشاذلي

» جهاز تريا الأمريكى لإزالة الشعر بالليزر Tria laser X4
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 4:34 pm من طرف hur eyn225

» دورة إدارة المطالبات والمنازعات فى مشروعات التشييد (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2015 3:43 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة التسويات الجردية والأخطاء المحاسبية ومعالجتها ( بروتيك )
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:49 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة برنامج إدارة المستودعات والمشتريات وخفض الكلفة ومعالجة المخزون الراكد
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 7:27 pm من طرف هبه الشاذلي

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 18, 2015 3:37 pm من طرف حلم مطر

» دورة إعداد الهياكل التنظيمية والوظيفية والبشرية على ضوء وصف وتوصيف وتحليل وظائف المنظمة
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 6:40 pm من طرف هبه الشاذلي

» دورة تقييم التأثيرات البيئية للمشروعات والأنشطة التنموية (بروتيك)
الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 15, 2015 6:41 pm من طرف هبه الشاذلي


شاطر|

الربا في الإقتصاد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
مصطفانى
أقلام عَطِرة
أقلام عَطِرة
مصطفانى
ذكر
التسجيل : 09/12/2010
المشاركات : 11311
النشاط : 34023
تقييم الأعضاء : 115
الربا في الإقتصاد  08122910
الربا في الإقتصاد  Wesam310




الربا في الإقتصاد  Empty
مُساهمةموضوع: الربا في الإقتصاد الربا في الإقتصاد  Icon_minitimeالأربعاء مايو 04, 2011 6:30 pm
الربا في الإقتصاد  210
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

الربا في الإقتصاد

رغداء زيدان

أهميّة الإقتصاد في حياة الأمم :

الإقتصاد في العلم الحديث هو: " تدبير شؤون المال بإيجاده وتكثير موارده" [1]. أو هو الدّراسة العلميّة للظواهر المتعلّقة بالنشاط الإقتصادي [2].

ولا يخفى علينا أنّ تقدّم الأمم ورقيّها يتعلّق بشكل كبير بالنّاحية الإقتصاديّة, فتلبية حاجات النّاس, وتمويل المشاريع الإختراعات, والأبحاث الّتي تساهم في بناء الحضارة, كلّها تحتاج إلى موارد مالية لتغطية نفقات هذه الأمور.

واليوم تكون الدّولة قويّة بمقدار ما تملك من موارد وقوى اقتصاديّة كبيرة, لذلك أصبح الإهتمام بالمال كبيراً, وأصبحت المعادلة اليوم: قوّة اقتصاديّة = سيطرة تامّة + حضارة قائمة.

واهتمّ الإسلام بهذه النّاحية كاهتمامه بكلّ نواحي الحياة, " فاهتمّ بالمال ايجاداً وتنمية واستثماراً وبقاء, من النّاحيتين الإيجابيّة والسّلبيّة, فاعتبر المال أمانة ثقيلة بيد صاحبه, وألزمه بحفظه وتثميره, وألزمه السّعي من أجل تحصيله" [3] وما هذا إلّا اعترافاً من الإسلام بأهميّة الإقتصاد, ودفعاً للمسلمين ليهتمّوا ذلك الإهتمام الّذي يضع المسلمين في مكانهم المناسب على السّاحة الدّوليّة, فتكون لهم قوّتهم, واستقلالهم, فلا يخضعون لقوانين الغرب الّذي أدخل إليهم كثيراً من المعاملات الّتي حرّمها الإسلام وقبلها المسلمون في هذا العصر ـ للأسف ـ بسبب ضعفهم وتخلّفهم.

2 ـ الإقتصاد العالمي الجديد وقيامه على الرّبا, كيف ؟ ولماذا؟ :

إنّ سعي البشر لتحصيل المال جعل الإنسان يحاول بكلّ السّبل ـ المشروعة وغير المشروعة ـ تكثير ماله وتجميعه, فالقوّة بيد الغني, والسّيطرة بيد صاحب المال, وحبّ المال غريزة في نفس الإنسان, لذلك فقد صار هذا الإنسان يتحايل حيناً, ويبرر أحياناً أخرى لإزالة أيّ عائق يقف في طريق جمعه الثّروة.

وكان الرّبا من أيسر السّبل وأضمنها لجمع المال وتكثيره, ولكنّ تحريم الرّبا في كلّ الشّرائع السّماوية وقف عائقاً أمام اعتماد الرّبا كوسيلة من وسائل جمع المال.

فقد " ظلّت البلاد الّتي تدين بالمسيحيّة تذعن لأحكامها في تحريم الفائدة حتّى نهاية القرن الثّالث عشر تقريباً, ثمّ أخذت تحت ضغط الحياة الإقتصاديّة, بسبب ظهور طبقة التّجار من جهة, وتقليص نفوذ الكنسية من جهة أخرى تفسح المجال لزحف الفائدة على ميادين المعاملات الماليّة شيئاً فشيئاً" [4].

فالمصلحة ـ ومصلحة التّجار خاصّة ـ كانت السّبب الرئيس في تحليل الرّبا. يقول جو آلنر : " لقد أصبح رجال الأعمال عندنا تائهين في مطاردة المال, الّذي يجب أن يكون وسيلة إلى الحياة الطّيبة, لا غاية في ذاتها, حتّى نسوا الغاية, وأمعنوا في التّعلّق بالوسيلة" [5].

والنّهضة الصّناعيّة الّتي قامت في أوروبّا, وحاجة المشاريع إلى المال اللازم للتّمويل, وغياب التّعاون والتّراحم في المجتمع الغربيّ, وتقديم مصلحة الفرد وتقديسها, كلّ ذلك أدّى إلى أن يصبح التّعامل بالرّبا ضرورة في تلك المجتمعات, حتّى صار النّظام " الفرديّ في العالم الغربيّ, يئنّ اليوم أمام مطامع الأفراد المتمثّلة في الإحتكارات العالميّة, والتّكتلات الماليّة الّتي تقوم على حساب الفرد المستهلك, بالإضافة إلى أنّ البيوت الماليّة تتحكّم في سياسة العالم الغربيّ, فتسخّرها لخدمة مصالح الرأسماليّة في تلك البلاد" [6].

وهكذا, شيئاً فشيئاً, أخذت الأصوات تعلو لتحليل الرّبا, حتّى أصبح التّعامل بها أمراً شائعاً وعامّاً, فظهرت المصارف لأوّل مرّة, وكان ذلك على يد اليهود المشهورين بحبّهم للمال, فأُنشئ مصرف البندقيّة عام 1157م, ثمّ أنشئ بنك الودائع في برشلونة عام 1401م [7].

ومع التّقدّم الصّناعيّ والثّورة العلميّة الّتي عمّت أوروبّا في القرن التّاسع عشر, اتّسع نظام المشاريع الصّناعيّة, ونشطت حركة التّبادل الماليّ, فتطوّرت المصارف, وظهرت تلك القوى الماليّة الكبرى, وتمركز المال في أيدي المصرفيين, وكان جلّهم من اليهود الّذين تحكّموا بالعالم عن طريق نفوذهم الماليّ والمصرفي.

وانتقلت عدوى المصارف إلى البلاد الإسلاميّة والعربيّة على يد المستعمر الّذي تعامل مع بلادنا كتعامله في العلم الغربيّ, وصدّر إلينا أنانيته وفرديّته, ـ وللأسف ـ تلقّفناها تلقّف الضعيف لفتات القوي, فأنشئ أوّل مصرف في مصر عام 1898م, وهو البنك الأهلي المصري [8].

إنّ نشاط الصّناعة, وحاجة المشاريع إلى المال, والنّظرة الغربيّة الماديّة الّتي تبيح للإنسان القيام بأي نشاط حتّى ولو كان خاليّاً من الخلق والدّين يمكّنه من الحصول على المال, وزوال روح التّعاون والتّراحم بين أفراد هذا المجتمع الغربيّ, كلّ هذا شكّل ضغطاً على الكنيسة, فظهرت القوانين الوضعيّة الّتي تبيح الرّبا, وظهرت التّفسيرات والتّبريرات لهذه الفائدة, وأصبح العالم يتغنّى بأنّ التّقدّم الإقتصاديّ لا يقوم إلّا بإباحة الرّبا. وبما أنّ الضّعيف يتبع دائماً القوي, أخذت الأصوات ترتفع في بلادنا الإسلاميّة الضعيفة, تنادي بإباحة الرّبا, حتّى نلحق ـ بزعمهم ـ بركب الحضارة, وحتّى لا نتخلّف عن النّشاط الإقتصاديّ العالميّ.

تعريف الرّبا في الإقتصاد, وكيف برّر الإقتصاديون الفائدة:

بالنسبة للرّبا في الإقتصاد الرّأسمالي, فكلمة فائدة هي المستخدمة, وتعني: ما يحصل عليه المقرض من المقترض مقابل استخدام المال. أو هي ما يحصل عليه المقرض من المقترض مقابل المخاطرة في إقراض ماله. أو مقابل الجهد المبذول في الإقراض.

وهناك نظريات كثيرة فسّرت كيف يتحدد سعر الفائدة, منها ما يقول إنّه يتحدد نتيجة قوى الطّلب والعرض في السّوق على الأموال [9], أي سعر إنّ الفائدة هو السّعر الّذي يوازن بين التّفضيل الزّمني للمدّخرين, والتّفضيل الزّمني للمستثمرين.

وقد برّر الإقتصاديون الفائدة بأنّها نتيجة عنصر المخاطرة في إقراض المال, فالمرابي يقرض نقوده لشخص, ربّما لا يعيد له هذه النقود. فهو يخاطر بهذه النقود, لذلك يجب أن يأخذ الفائدة نتيجة هذه المخاطرة.

وبرّروا الفائدة بأنّها تعويض عن حرمان المرابي من الإنتفاع بالمال المقرَض, ومكافأة له على انتظاره طيلة مدّة الإقراض.

وقالوا أيضاً إنّ الرّبا حقّ للمقرض من الأرباح الّتي جناها المقترض جرّاء استخدامه للمال المقرَض.

وهناك تبرير آخر , وهو أنّ الفائدة هي تعبير عن الفارق بين قيمة السّلعة في الوقت الحاضر, وقيمتها في المستقبل. ومنهم من اعتبر الفائدة أجرة استخدام النّقود. وهي تماثل الأجرة الّتي يحصل عليها صاحب العقار أوصاحب أدوات الإنتاج نتيجة استفادة المستأجر من هذا العقار أو هذه الأدوات [10].

نظرة علماء الإقتصاد إلى الرّبا:

إنّ الرّبا كان في نظر الإقتصاديين منذ القديم خطأ, وسبب في ركود الإقتصاد. فنجد أرسطو يعتبر الفائدة ضدّ الطّبيعة: " فأن تحصل من النّقود على نقود جديدة يكون هذا مخالف للطّبيعة, لأنّ النّقود قد جُعلت بطبيعتها لكي تتمّ مبادلة السّلع عن طريقها, وكلّ استخدام للنّقود ـ لكي يحصل أصحابها من ورائها على ثروة نظير إقراضها بفائدة خروج بالنّقود عن طبيعتها, لأنّه لا يكون قد تمّ استخدام النّقود لمبادلة السّلع, وإنّما للحصول منها مباشرة على سلعة"[11].

وكذلك فقد حرّم سان توماس الإكويني[12] الفائدة, بحجّة أنّ النّقود لا تلد, مستنداً في ذلك إلى أقوال أرسطو, وتعاليم الكنيسة[13] .

أمّا التّجاريون[14] فقد هاجموا الفائدة واطلاق أرباح المرابين, واستندوا في ذلك حتّى إلى النّظريّات الدّينيّة الّتي حرّمت الرّبا, مع أنّ مهاجمة التّجاريين للرّبا كان مبعثه مصلحة رأس المال التّجاري[15].

وكان آدم سميث[16] من أبلغ من دعا إلى الحريّة الإقتصاديّة, ولكنّه بالرّغم من ذلك طالب بوضع حدّ أعلى لسعر الفائدة على القروض[17] .فكلّ المذاهب الإقتصاديّة ـ قديمها وحديثها ـ تنظر إلى الرّبا على أنّه خطأ, وإذا قبلوا به فقد طالبوا بتدخّل الدّولة في هذا المجال, وعدم تركه لتحكّم المرابين وأصحاب الأموال.

رد على تبرير الإقتصاديين للتّعامل بالرّبا:

رأينا سابقاً أنّ الّذين تعاملوا بالرّبا قد برّروا الرّبا بتبريرات مختلفة, فبعضهم برّرها بالمخاطرة, أو التّعويض, أو الفارق بين القيمة الحاضرة والمستقبليّة, وغير ذلك من التبريرات المختلفة. وقد أجاب توماس الأكويني على تبرير الرّبا, وقدّم كثيراً من الحجج لتحريم الفائدة, يقول:

1 ـ النّقود عقيمة, وثمارها بفضل العمل الّذي استثمرها لا بفضلها.

2 ـ النّقود تهلك عند استعمالها مرة واحدة, فتخرج من ملكيّة مستعملها, فلا يجوز المطالبة بثمن هذا الإستعمال.

3 ـ المطالبة بالفائدة يعتمد المطالبة بثمن الزّمان, والزّمان ملك لله, وليس ملكاً للمرابي[18]

وقد قدّم السّيّد محمّد باقر الصّدر إجابة وردّاً على هذه التبريرات في كتابه "اقتصادنا", فقال:

1 ـ إنّ عنصر المخاطرة خطأ من الأساس في نظر الإسلام, لأنّه لا يعتبر المخاطرة أساساً مشروعاً للكسب, إنّما يربط الكسب بالعمل المباشر أو المختزن.

2 ـ أمّا أنّ الفائدة تعويض عن حرمان المرابي من الإنتفاع بماله, فالإسلام لا يعترف بالكسب تحت اسم الأجر أو المكافأة, ولكن على أساس العمل المباشر أو المختزن.

3 ـ الإسلام قد أقرّ بحقّ الرّأسمالي في شيء من الأرباح الّتي جناها المقترض نتيجة استخدامه لمال المقرض, ولكن على أساس اشتراك صاحب المال والعامل في الأرباح, وربط حقّ الرّأسمالي بنتائج العمليّة الإقتصاديّة.

4 ـ وبشأن قولهم أنّ الفائدة هي فرق السّعر بين الماضي والحاضر, فالإسلام لا يقرّ كسباً لا يبرره إنفاق عمل مباشر أو مختزن. والفائدة هنا هي نتيجة عامل الزّمن وحده دون عمل, لذلك منع الإسلام الرّأسمالي من استغلال الزّمن في الحصول على كسب ربوي[19].

5 ـ لماذا أجاز الإسلام لمالك العقار أو الأداة أن يأخذ كسباً أو أجراً مضموناً دون عناء, ولم يجز للرّأسمالي أن يأخذ أجر إقراضه للمال؟, الجواب: العقار أو أداة الإنتاج هي عبارة عن مختزن لعمل سابق, وللمالك الحقّ في استهلاك قسط منه خلال استخدامه للأداة أو في عمليّة الإنتاج الّتي يباشرها. فالأجرة هي عبارة عن أجرة لعمل سابق, وبالتّالي هي كسب مضمون, يقوم على أساس عمل منفق, أمّا الفائدة فهي كسب غير مشروع, لأنّ من يقترض كميّة من المال, سوف يعيد هذه الكميّة كما هي لا تنقص شيئاً ـ بل العكس ـ تزيد بمقدار الرّبا, وبالتّالي تكون هذه الزّيادة غير مشروعة, لأنّها لم تكن عن عمل مباشر أو مختزن[20]

وهكذا وجدنا أنّ كلّ التّبريرات الّتي قدّمها المرابون, أو الّذين أحلّو التّعامل بالرّبا كانت تبريرات مرفوضة في دين الإسلام. أمّا ما هو البديل الّذي يقدّمه الإسلام عوضاً عن التّعامل بالرّبا, فهذا ما سنجده في القواعد الّتي قدّمها الإسلام من أجل نظام إقتصاديّ متين, فيه الخير والصّلاح لكلّ النّاس, بعيداً عن الإستغلال, وأكل أموال النّاس بالباطل, يقول تعالى: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[21]


المصادر:

[1] ـ أحمد محمّد جمال, محاضرات في الثّقافة الإسلاميّة, دار الكتاب العربي, بيروت, ط6, 1983م, 301 .

[2] ـ عبد الرّحيم بوادقجي, مبادئ في علم الإقتصاد والمذاهب الإقتصاديّة, مطبعة الدّاودي, دمشق, 1408/1988, المقدّمة.

[3] ـ وهبة الزّحيلي, مفهوم المال والإقتصاد في الإسلام, مجلة نهج الإسلام, العدد 49 ( السّنة 13, 1413/ 1992), 24 .

[4] ـ د. محمّد عبد المنعم الجمّال, موسوعة الإقتصاد الإسلامي, دار الكتب الإسلاميّة ودار الكتاب المصري, القاهرة, دار الكتاب اللبناني, بيروت, ط2, 1406/1986, 389.

[5] ـ أحمد محمّد جمال, محاضرات في الثّقافة الإسلاميّة, 310.

[6] ـ المصدر نفسه, نفس الصّفحة.

[7] ـ عبد الله عبد الرّحيم العبّادي, موقف الشّريعة من المصارف الإسلاميّة المعاصرة, منشورات المكتبة العصريّة, صيدا بيروت, 1401/1981, 23.

[8] ـ المصدر نفسه, 24.

[9] ـ عبد الرّحيم بوادقجي, مبادئ في علم الإقتصاد والمذاهب الإقتصاديّة, 162.

[10] ـ محمّد باقر الصّدر, اقتصادنا, دار التّعارف للمطبوعات, بيروت, ط14, 637 .

[11] ـ عبد الرّحيم بوادقجي, مبادئ في علم الإقتصاد والمذاهب الإقتصاديّة, 186.

[12] ـ توماس الإكويني ينبع المدرسيين, وهم رجال الدّين الّذين كانوا يعلمون الفلسفة والقانون واللاهوت في أوروبا منذ القرن العاشر الميلادي. انظر, المصدر نفسه, 192.

[13] ـ المصدر نفسه, 193.

[14] ـ التّجاريون أو المذاهب التّجاريّة هي الأفكار الإقتصاديّة الّتي ظهرت في أوروبّا منذ القرن الخامس عشر, واستمرّت إلى القرن الثّامن عشر. انظر, عبد الرّحيم بوادقجي, مبادئ في علم الإقتصاد والمذاهب الإقتصاديّة, 213.

[15] ـ المصدر نفسه, 213 ـ 217.

[16] ـ آدم سميث: أستاذ الإقتصاد السّياسي ومؤسّسه, أصدر كتاب " بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم " وبظهوره بدأت المدرسة الكلاسيكيّة, وبدأ علم الإقتصاد, وبقيت أفكار هذه المدرسة سائدة في أوروبّا وأمريكا حتّى الرّبع الأخير من القرن التّاسع عشر. انظر, المصدر نفسه, 231.

[17] ـ المصدر نفسه, 243.

[18] ـ عبد الرّحيم بوادقجي, مبادئ في علم الإقتصاد والمذاهب الإقتصاديّة, 193.

[19] ـ محمّد باقر الصّدر, اقتصادنا, 637 ـ 638.

[20] ـ المصدر نفسه, 626.

[21] ـ البقرة, 268.

الموضوع : الربا في الإقتصاد الكاتب: مصطفانى المصدر : شبكة عطر الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الربا في الإقتصاد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

https://i.servimg.com/u/f61/12/61/25/01/210.png


خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الربا في الإقتصاد , الربا في الإقتصاد , الربا في الإقتصاد ,الربا في الإقتصاد ,الربا في الإقتصاد , الربا في الإقتصاد
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع أو أن الموضوع [ الربا في الإقتصاد ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عطر الإسلام :: 
المنتديات الإسلامية
 :: القوة الإسلامية :: القوة الإقتصادية
-
انتقل الى:
شبكة عطر الإسلام...معاً إلى الجنة



جميع الحقوق محفوظة لــــ شبكة عطر الإسلام ©
جميع الآراء فى المنتدى تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط
Powered by phpBB © Copyright ©2008 - 2015