بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

أكثر من 60 قتيلاً في "جمعة أطفال الحرية" بسوريا
مفكرة الاسلام: سقط 63 مدنيًا على الأقل بنيران قوات الأمن السورية خلال المظاهرات التي شهدتها المدن السورية أمس في "جمعة أطفال الحرية"، وفق ما أعلنت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية).
ووقع غالبية القتلى في مظاهرات الجمعة- التي وصفت بأنها الأدمى منذ تفجر الانتفاضة قبل 11 أسبوعا- في مدينة حماة حيث قتل 53 متظاهرًا وواحد في العاصمة دمشق واثنان في إقليم إدلب شمال غربي سوريا، كما قتل سبعة أيضًا في بلدة الرستن وسط سوريا التي تتعرض لهجوم عسكري وتحاصرها الدبابات منذ يوم الأحد.
لكن رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان وليد سفور قال في تصريح لفضائية "الجزيرة" من بروكسل إن أعداد القتلى في تزايد، إذ تشير المعلومات الأولية الواردة من مدن سوريا كما يقول إلى سقوط نحو 150 قتيلا والعديد من الجرحى.
وأشار سفور إلى أن لجنته تملك أسماء 46 قتيلاً في مدينة حماة وحدها إضافة إلى أكثر من 100 جريح، وعشرة قتلى في مدينة حمص -ثالثة كبرى المدن السورية- كما سقط ثلاثة قتلى في مدينة حلب شمالي البلاد، وهي ثانية كبرى المدن السورية.
وأطلقت قوات الأمن وقناصة النار على عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا في مدينة حماة التي سحق فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد انتفاضة إسلامية مسلحة بقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وتسوية أجزاء من المدينة بالأرض.
وقال نشطاء إن 34 شخصا على الأقل قتلوا كما أصيب عشرات. ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد اسمه عمر من مدينة حماه "بدأ إطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الأشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والأزقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان".
وأضاف: "يبدو لي وكأنه قد أصيب مئات الأشخاص لكنني كنت في حالة من الذعر وأردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء بالفعل".
وفي مدينة درعا الجنوبية حيث تفجرت الاحتجاجات أول مرة قبل 11 أسبوعا قال اثنان من السكان إن مئات تحدوا حظر تجول عسكريا ونظموا احتجاجات وهم يهتفون"لا حوار مع القتلة." وأطلقت القوات السورية النار أيضا على مظاهرات بمدينة دير الزور الشرقية وفي منطقة برزة بدمشق.
وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان "خرج عشرات الآلاف في حماة وإدلب في أكبر مظاهرات منذ بدء الانتفاضة. هذا رد فعل طبيعي لزيادة عمليات القتل وعدم جدية النظام إزاء أي مصالحة وطنية". وأضاف إن شخصا قتل في إدلب.
وذكر نشطاء وسكان أن الآلاف خرجوا في مسيرات بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا وبالشمال الشرقي الذي يغلب على سكانه الأكراد وفي عدة ضواح بدمشق ومدينتي حمص وحماه وبلدتي مضايا والزبداني في الغرب.
من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف فوري "للقمع العنيف" وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات السورية.
وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص وفق منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد.
ويقول نشطاء انه كان هناك بعض الحالات التي حاول فيها المواطنون مقاومة قوات الأمن باستخدام الأسلحة الشخصية وحالات أطلقت فيها قوات الشرطة النار على جنود من الجيش رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.
ومن الملاحظ أن هتافات المتظاهرين في بدء التظاهرات قبل أكثر من شهرين كانت تركز على الحرية والكرامة والحقوق السياسية، ونتيجة استخدام العنف وارتفاع عدد القتلى بين المدنيين، باتت معظم التظاهرات في أنحاء سورية تطالب بإسقاط النظام.
ودرج المتظاهرون والناشطون السوريون على تسمية كل يوم جمعة باسم مختلف يتناسب مع المرحلة التي تمر بها سورية في ذلك الأسبوع، ومنها جمعة الحرية، الغضب، التحدي، الصمود، الكرامة وجمعة الحرائر آزادي وغيرها.