بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
غارات عنيفة للناتو على كتائب القذافي بطرابلس
شن الناتو سلسلة من حوالي عشر غارات داخل العاصمة الليبية وحولها صباح اليوم الجمعة، مستهدفا ثكنة عسكرية بالقرب من منزل للقذافي بوسط طرابلس ومركز شرطة وقاعدة عسكرية، على حد قول مسؤول حكومي. ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك ضحايا أم لا.
وبدت الغارات هي الأكثر كثافة في طرابلس منذ قام رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بزيارة الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة في وقت سابق هذا الأسبوع في إطار جهود - يبدو أنها فشلت - للتوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تمر بها البلاد.
في الوقت نفسه، فإن المرأة الليبية التي تزعم أنها تعرضت للاغتصاب على أيدي قوات القذافي قد رحلت من قطر، حيث طلبت اللجوء، وهي موجودة الآن في بنغازي، حسب مسؤولة بالأمم المتحدة.
ويلقي هذا الطرد المفاجئ لإيمان العبيدي الضوء مرة أخرى على واحدة من أكثر القضايا التي حظيت بتغطية واسعة لمزاعم اعتداءات من قبل قوات القذافي، في حين يواصل الناتو قصفه الليلي بلا هوادة على الجيش الليبي والقواعد الأمنية، داعما في ذلك الثوار الذين يحاولون خلع الزعيم الليبي القوي بعد حكم دام أربعة عقود.
وفي مارس / آذار اندفعت العبيدي إلى داخل فندق ريكسوس في طرابلس، حيث كل المراسلين الأجانب مجبرون على الإقامة خلال تغطية الجزء الخاضع لسيطرة القذافي في ليبيا، وروت قصتها التي تشمل توقيفها عند نقطة تفتيش أمني وسحبها ثم اغتصابها من قبل الجنود. وبينما تتحدث بعاطفة ويقوم المصورون والصحفيون بتسجيل كلماتها، انقض رفقاء حكوميون - وظيفتهم مرافقة الصحفيين حول المنطقة - عليها وسحبوها بعيدا.
واختفت العبيدي لعدة أيام، ثم توجهت إلى تونس وفي وقت لاحق إلى قطر. ولم يسمع عنها سوى القليل حتى أمس الخميس، حينما طردت بشكل مفاجئ من قطر وانتهى بها المطاف في غزة، العاصمة الواقعية للثوار في ليبيا. ولم ترد أي تفسيرات بعد من قبل قطر.
وقال المتحدث باسم الثوار جلال الجلال إن العبيدي وصلت إلى بنغازي جوا. وأبلغ الأسوشيتد برس قائلا "مرحبا بها للإقامة هنا. هذه بلدها".
وقالت سيبيلا ويلكيس، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين، إن العبيدي كان يجب أن يسمح لها بالبقاء في قطر وترحيلها هذا يخالف القانون الدولي. وقالت ويلكيس للأسوشيتد برس "العبيدي تعتبر لاجئة ولا نرى أن هناك سببا مقنعا لترحيلها".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولايات المتحدة "تراقب الموقف" وتعمل على ضمان سلامة العبيدي.
وأبلغ تونر الصحفيين في واشنطن أمس الخميس "نحن قلقون على سلامتها، نظرا لكل ما حدث لها. ونحن بصدد العمل من أجل ضمان سلامتها، أولا وقبل كل شيء، وأن تجد لجوءا مناسبا".
وكانت السلطات الليبية قد دأبت على وصف العبيدي بالسكيرة والعاهرة والسارقة.
وأصرت العبيدي على أنها مستهدفة من قبل قوات القذافي لأنها من بنغازي، مقعل الثوار. ولم يمكن التحقق بشكل مستقل من مزاعم تعرضها للاغتصاب. وتعرف الأسوشيتد برس فقط ضحايا الاغتصاب الذين يتبرعون بالكشف عن اسمائهم.
وتعتبر انتهاكات حقوق الإنسان أحد جوانب شكاوى الثوار ضد نظام القذافي. وهذا الأسبوع ذكر تقرير صادر عن هيئة تابعة للأمم المتحدة إنها توصلت إلى أدلة على وجود جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد حكومة القذافي، واتهمت الثوار أيضا بارتكاب انتهاكات.
وهزت أربعة من الانفجارات الصباحية اليوم الجمعة وسط طرابلس، مستهدفة منطقة تقع بها ثكنات عسكرية، حسبما قال مسؤول حكومي تحدث شريطة التكتم على هويته التزاما بسياسة الحكومة. وتقع هذه الثكنات، التي سبق أن استهدفت أيضا، بالقرب من منزل نائي تابع للقذافي.
واستهدفت ست غارات صباحية مركزا للشرطة وقاعدة عسكرية خارج العاصمة في منطقتي الحيرا والعزيزية، على حد قول المسؤول نفسه.
ويمتد النزاع في ليبيا إلى حوالي أربعة أشهر، لكن الموقف على الأرض يبدو أكثر تعقيدا. فالغارات الجوية التي يشنها الناتو حافظت على تفوق الثوار من التراجع، لكن الثوار لم يعودوا قادرين على شن هجوم مؤثر ضد قوات القذافي المسلحة بشكل جيد
المصدر: جيل