بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

خلافات بين الإسلاميين والعلمانيين بالمجلس الانتقالي الليبي
مفكرة الاسلام: في الوقت الذي أحرز فيه الثوار تقدمًا في جبهة القتال في إطار الانتفاضة الشعبية المشتعلة ضد نظام العقيد معمر القذافي منذ فبراير الماضي، تسربت أنباء من بنغازي معقل الثوار عن اندلاع خلافات داخل المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للمعارضة، والتي تحظى باعتراف 13 دولة كممثل شرعي للشعب الليبي.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن الأربعاء عن مصادر في بنغازي، إن المجلس الوطني الانتقالي يشهد خلافا كبيرا بين الإسلاميين الذين يحتلون نسبة كبيرة من مقاعد المجلس والعلمانيون المتمركزين في لجنة إدارة الأزمة التي تعتبر بمثابة "حكومة موازية".
وأفادت المصادر، أن الخلافات تتمحور حول نوعية الدستور الجديد لليبيا، بعد رحيل العقيد القذافي، وحجم التدخل الأجنبي، فبينما يفضل الإسلاميون دستورًا يرتكز إلى الشريعة في معظم بنوده، يطالب العلمانيون بدستور أكثر ليبرالية يحاكي الدساتير الغربية في الكثير من بنوده خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وتدور الخلافات حول مطالب بتوسيع عملية قوات حلف الأطلسي "الناتو" التي تشن غارات على أهداف تابعة للنظام الليبي بموجب قرار مجلس الأمن في 17 مارس الماضي لحماية المدنيين.
فبحسب المصادر، يؤيد العلمانيون داخل المجلس الذي يرأسه المستشار مصطفى عبد الجليل تدخلا عسكريا أكبر لقوات "الناتو"، معتبرين أن حسم المعركة يحتاج تواجدا بريا، لكن آخرين بالمجلس ومنهم إسلاميون يرفضون ذلك.
في سياق متصل، حذرت مجموعة خبراء فرنسيين وأجانب في قضايا الدفاع مما وصفته بـ "الخطر الإسلامي" في ليبيا وذلك في تقرير نشر في ختام مهمة لدى طرفي النزاع في ليبيا.
وقالت إن "الديمقراطيين الحقيقيين ليسوا سوى أقلية" في المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم الثوار و"عليهم التعايش مع مقربين سابقين من القذافي وأنصار الملكية ومؤيدي الدولة الإسلامية".
وذكرت المجموعة التي يقودها مدير المركز الفرنسي للأبحاث الاستخباراتية اريك دونيسيه والمدير السابق لمكافحة التجسس الفرنسي ايف بونيه أنها زارت طرابلس ثم الثوار في شرقي البلاد من 31 مارس إلى 25 أبريل.
وأكدت أن "ليبيا هي الدولة الوحيدة في (الربيع العربي) التي يتنامى فيها التهديد الإسلامي، والمنطقة الشمالية الشرقية في ليبيا هي المنطقة في العالم العربي التي أرسلت العدد الأكبر من الجهاديين لمحاربة الأمريكيين في العراق".
وذكر الخبراء أنه "بعد سقوط نظام القذافي في بنغازي تم نهب الترسانات"، والاستخبارات الأجنبية "قلقة جدا بشأن مستقبل الأسلحة التي نهبها الثوار في الترسانات الليبية، وخصوصا صواريخ ارض- جو المحمولة من طراز سام-7".
وأضاف الخبراء أن "أعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد يكونون حصلوا على بعض من هذه المعدات من أيدي مهربين ليبيين".
ويخوض الثوار المعارضون لنظام القذافي حربًا شرسة يبدي فيها حتى الآن تحديًا إزاء الدعوات المطالبة بتنحيه. واتهم رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنه يسيء استخدام تفويض الأمم المتحدة، الذي يخول شن غارات بهدف حماية المدنيين الليبيين من قوات الزعيم معمر القذافي.
وكان مجلس الأمن تبنى في 17 مارس قرارًا يقضي بفرض حظر للطيران في الأجواء الليبية، وفي أواخر الشهر نفسه نقلت قيادة العملية المكلفة بفرض الحظر من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي.
ويقول "الناتو" إن تلك الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، لكن النظام الليبي يؤكد أنها تسقط ضحايا مدنيين، ويقول إن أكثر من 700 مدني قتلوا بينما أصيب أكثر من 4000 في تلك الغارات.
وتصف حكومة القذافي الغارات الجوية بأنها عدوان استعماري يهدف إلى السيطرة على موارد ليبيا النفطية، بينما يقول زعماء حلف الأطلسي إن الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية بليبيا لحماية المدنيين ولن يتوقفوا إلى أن يتنحى القذافي.