قل من يرزقكم من ( السماء - السموات ) و الأرض



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم




قال تعالى في سورة يونس :قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }يونس31




وقال جل في علاه أيضاً في سورة سبأ :- قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }سبأ24




يقول الشيخ ابن القيم في كتاب بدائع التفسير معلقاً على الفرق بين الآيتين و إفراد السماء في آية يونس و الجمع في سورة سبأ:




قيل : هذا من أدق المواضع و أغمضها , وألطفها فرقاً . فتدبر السياق تجده نقيضاً لما وقع , فإن الآيات في سورة يونس سيقت مساق الإحتجاج عليهم بما أقروا به و لم يمكنهم إنكاره من كون الرب تعالى هو رازقهم و مالك أسماعهم و أبصارهم .




فلما كانوا مقرين بهذا حسن الإحتجاج به عليهم : أن فاعل هذا هو الله الذي لا إله غيره فكيف يعبدون معه غيره , و لهذا قال بعدها " فسيقولون الله " أي لابد لهم أن يقروا بذلك ولا يجحدونه




والمخاطبون المحتج بهم في هذه الآية إنما كانوا مقرين بنزول الرزق من السماء التي يشاهدونها بالحس و لم يكونوا مقرين ولا عالمين بنزول الرزق من سماء إلى سماء ولم يصل علمهم بهذا لهذا أفرد السماء هنا , فإنهم لا يمكنهم إنكار مجئ الرزق منها , لا سيما و الرزق ههنا إن كان هو المطر فمجيئه من السماء التي هى السحاب فإنهلا يسمى سماء لعلوه




فلما انتظم هذا بذكر الاحتجاج عليهم لم يصلح فيه إلا الإفراد لأنهم لا يقرون بما ينزل من فوق من الأرزاق العظيمة للقلوب و الارواح و الوحي الذي به حياة الأبدان و الرحمة و الألطاف و التنزلات الإلهية و هذا من أعظم أنواع الرزق ولكن لم يكونوا مقرين بذلك فخوطبوا بما هو أقرب الأشياء إليهم بحيث لا يمكنهم إنكاره .




أما الآية في سور سبأ : فلم ينتظم بها ذكر إقرارهم بما ينزل من السموات و لهذا أمر رسوله بأن يتولى الجواب فيها و لم يذكر عنهم أنهم المجيبون المقرون فقال تعالى : قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ



ولم يقل سيقولون الله فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيب بأن ذلك هو الله وحده الذي ينزل رزقه على اختلاف انواعه ومنافعه من السموات السبع . ا.ه




لا إله إلا الله
اللهم احييني بها و امتني عليها


والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبــداً * * كمــــا الغنــــــــى أبداً وصـــفٌ لـــــه ذاتي

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) )* البخاري
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
اللهم اجعلنا من اهلك وخاصتك اهل القرءان واهل لااله الا الله حتى نلقاك على خير وانت راض عنا