بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واجبنا نحو الجنوب / عبدالباقى الدوِّى خلال الأيام القليلة الماضية, تم الإعلان رسمياً, عن قيام دولة جنوب السودان الوليدة, لتصبح بذلك أحدث دولة فى العالم, وينجح المخطط الصهيونى الغربى فى تقسيم السودان الشقيق إلى دولتين, وربما فى المستقبل الغير بعيد, يتم اقتطاع جزء آخر من السودان لتكوين دولة دارفور غرب السودان, وهكذا يكون التخطيط الاستعمارى الغربى, بزعامة الولايات المتحدة, ومشاركة دولة إسرائيل الابنة الغير شرعية لها, نجح فى أولى خطواته فى تقسيم السودان, وتمكن عن طريق المنح والمساعدات المالية والفنية, فى ضمان ولاء الجنوبيين له ولسياساته الرامية إلى التحكم فى ثروات الجنوب, والتمتع بكل الخيرات التى حباها الله للدولة الوليدة من جهة, والتحكم فى كل مياه النيل, القادمة من المنابع الدائمة, والتى تعبر الجنوب متجهه شمالاً وصولاً إلى مصر, دولة المصب مما يشكل ورقة ضغط خطيرة على مصر, يمكن استخدامها لصالح العدو الصهيونى, خصوصاً وأن مصر هى العدو الأقوى الذى يستطيع مواجهة إسرائيل, والوقوف فى وجه مخططاتها الاستعمارية وقد أحسنت الخارجية المصرية صنعاً, باعترافها بالدولة الجديدة فور الإعلان عن قيامها, ولم تتوانى كما كان الحال سابقاً, فى اتخاذ الإجراء المناسب مع القضايا العاجلة, والعمل على إظهار الدبلوماسية المصرية بروح الثورة, والديناميكية المواكبة لسرعة التحولات التى تشهدها دول حوض النيل, والعمل على تلافى أية عقبات قد تعترض, عملها فى هذه المنطقة التى ممكن أن تتحكم فى مصير وحياة المصريين ,لكن المطلوب من الخارجية العمل تحقيق المطلب الآتية بكل سرعة: مطلوب العمل وبسرعة على توطيد العلاقات بين البلدين, وتسهيل جميع الإجراءات, التى تسهم فى تسريع وتيرة التعاون والتكامل مع تلك الدولة, وعدم التباطؤ فى تفعيل عملية التقارب السياسى والاقتصادى والاجتماعى. العمل على عقد اتفاقيات شراكة اقتصادية, لفتح مجال الاستثمار للشركات المصرية, بما تمتلكه من خبرة وامكانيات كبيرة فى مجالات التعميير والإنشاء والطاقة, والمشاركة بالمنح والمعونات فى إنشاء مشاريع البنية التحتية والمنشئات العامة والخاصة, والتى يعود نفعها على شعب الجنوب, مما يمهد الطريق للتواجد المصرى المؤثر والمثمر فى تلك الدولة, التى تبحث عن إيجاد استثمارات تبنى بها اقتصادها, وتوفر فرص عمل لأبنائها. العمل على استقدام بعثات تعليمية لأبناء الجنوب فى مصر, يدرسون في جامعاتها ومؤسساتها البحثية, وإرسال بعثات من المدرسين المصرين للعمل على النهوض بالتعليم فى الجنوب ولبناء شعب متعلم واعى, يعرف قيمة مصر ومكانته عندها, مما يمهد الطريق لإيجاد أرضية عمل مشتركة تقرب أبناء الشعبين من بعضهم البعض, وتزيد من أواصر الأخوة والتعاون بينهم. العمل على إرسال القوافل الطبية للجنوب, لعلاج مواطنيها, والقضاء على الأمراض المتوطنة فى تلك المنطقة, التى تعانى من تدهور البنية الصحية والعلاجية فيها. العمل على انضمام دولة الجنوب لجامعة الدول العربية, لتظل الدولة الجديدة بصبغتها العربية كما هى دون تغيير, ولدفع الاستثمارات العربية خاصة الخليجية للعمل والاستثمار فى تلك الدولة, لزيادة علاقات المحبة والترابط بين شعبها والشعوب العربية. العمل على التقرب إلى أبناء الجنوب الطبيين بطبعهم, واستغلال محبتهم الفطرية لمصر والمصريين, فى نشر الأدب والفكر والفن المصرى. عدم تمكين العدو الصهيونى من بسط نفوذه على الجنوب, وعرقلة جهوده للتواجد الاقتصادى والسياسى, حتى لا يؤثر الساسة الأسرائليون على صناع القرار, مستخدمين فى ذلك سلاح الاقتصاد والمال, الذى يحتاج إليه الجنوبيون, بعد أن اعلنت إسرائيل عن عزمها تقديم مساعدات إقتصادية للجنوب, مستغلةً حاجتهم للمال, للدخول للسوق هناك, والتواجد بالقرب من دوائر صنع القرار, وهو أسلوب تتبعه إسرائيل فى الكثير من الدول الإفريقية ,لتجد لنفسها مكان فى تلك الدول, يمكنها من التغلغل فى شئونها الاقتصادية والسياسية, كى تستحوذ على خيرات البلاد والعباد, وتحويل دفة اقتصاد تلك الدول لخدمة مصالحها وأطماعها الاستعمارية, وتؤثر بالتبعية على القرار السياسى, وتستطيع أن توجهه كيف شائت. المصدر: المصريون
|