بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر الله
أدلة أون لاين على تحريف الكتاب المقدس
كثيراً ما يجادل المسيحيون بصحة كتابهم المقدس و استحالة تحريفه على مدى الزمان، و يصيغون لذلك الحجج تلو الحجج و الافتراض تلو الافتراض. و عندما تناقش أحدهم في هذا الموضوع ثم تقارن أقوالهم بالنسخ الكثيرة العربية و الإنكليزية، يهربون من الواقع بقولهم: هذه ترجمات، و اسلوب الترجمة يختلف من شخص لآخر. رغم أن النقاط المطروحة لا تحتمل أن يكون السبب اسلوب الترجمة، فنحن نقدم أعداداً محذوفة من بعض الترجمات و أعداداً أخرى مثبتة في ترجمات أخرى.. و يلجؤون لقول يكاد يبكي العاقل المطلع: النسخة الأصلية واحدة، و الترجمات تختلف!
و هنا لنا أن نسأل بداية: عن أي نسخة أصلية تتكلم؟ لو كانت هذه النسخة الأصلية موجودة لانتهى الموضوع و أثبتم سنداً متصلاً لأسفاركم و أثبتم صحة هذه الأسفار و سلامتها على مر الزمان..
إن العالم المسيحي في حوزته مجموعة كبيرة من المخطوطات اليدوية القديمة للكتاب المقدس. كُتبت هذه النسخ القديمة للكتاب المقدس في أماكن مختلفة من العالم و في عصور مختلفة. يقولون لنا أنه يوجد حوالي /24000/ نسخة من تلك المخطوطات اليدوية في يومنا هذا. تلك هي المخطوطات اليدوية التي يلجأ إليها العلماء لإنتاج الكتاب المقدس الذي بين أيدينا. في أغلب الأحوال فإن النسخة الأقدم من الكتاب المقدس تعتبر أكثر أهمية و أكثر دقة. إنه ليس بالحكم الصعب أو العجول.
لذلك، و لأثبات الحجة على القارئ الذي يفتقر للمصادر، لجأت في هذه السلسلة إلى مصادر من الإنترنت مسيحية 100%، تتكلم عن اختلاف تلك المخطوطات القديمة منها و الأكثر قدماً و التي تعود للقرن الرابع بعد الميلاد أو دون ذلك.
و السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا نعني بكلمة التحريف؟
قد يكون التحريف تبديلاً في المعنى أو التأويل، و قد يكون التحريف في تبديل الألفاظ فيؤدي إلى اختلاف النص عبر النسخ، أو قد يكون بالحذف أو الإضافة على الأصل. وهو موضوعنا في هذه السلسلة.
المصدر:
http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html
في مقدمة النسخة القياسية المنقحة RSV نقرأ التالي:
Thirty-two scholars have served as members of the Committee charged with making the revision, and they have secured the review and counsel of an Advisory Board of fifty representatives of the cooperating denominations
و مفاده أن هذه النسخة هي نتاج عمل اثنين و ثلاثين من العلماء و يدعمهم في ذلك خمسون من الطوائف المسيحية المساندة
ثم يقول هؤلاء العلماء :
The problem of establishing the correct Hebrew and Aramaic text of the Old Testament is very different from the corresponding problem in the New Testament. For the New Testament we have a large number of Greek manuscripts, preserving many variant forms of the text. Some of them were made only two or three centuries later than the original composition of the books
ترجمة النص بالأحمر:
أما بالنسبة للعهد الجديد فإننا نملك عدد كبير من المخطوطات اليدوية اليونانية و التي تحتوي على نماذج مختلفة كثيرة للنص (أي المتن). بعضها (أي بعض هذه المخطوطات) يعود لقرنين فقط أو ثلاثة بعد التاريخ الأصلي لتأليف الأسفار.
لاحظ : نماذج مختلفة كثيرة للنص !! و ليست أخطاء إملائية كما أراد البعض أن يُفهمنا!
و يقولون أيضاً:
Sometimes it is evident that the text has suffered in transmission, but none of the versions provides a satisfactory restoration. Here we can only follow the best judgment of competent scholars as to the most probable reconstruction of the original text. Such corrections are indicated in the footnotes by the abbreviation Cn, and a translation of the Masoretic Text is added
و ترجمة النص بالأحمر:
من الواضح أحياناً أن النص قد عانى كثيراً أثناء النقل و أيّ من النسخ لن تقدم استعاضة مُرضية للأصل. في هذه الحالة لا يسعنا إلا أن نرتضي الحكم الأفضل من بين آراء العلماء المختصين لإعادة بناء النص الأصلي بالشكل الأكثر ترجيحاً
لاحظ: لن تقدم استعاضة مرضية للأصل .. فيكف حلوا هذه المعضلة ؟ الارتضاء للأحكام الشخصية .. الحكم الأفضل بين آرار العلماء المختصين.. الأقرب لما قد يكون هو الأصل .. فالأصل مفقود وغير معلوم !
المصدر: http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutnrs.html
في مقدمة النسخة القياسية المنقحة الجديدة NRSV نقرأ:
The NRSV stands out among the many translations because it is "as literal as possible" in adhering to the ancient texts and only "as free as necessary" to make the meaning clear in graceful, understandable English. It draws on newly available sources that increase our understanding of many previously obscure biblical passages. These sources include new-found manuscripts, the Dead Sea Scrolls, other texts, inscriptions, and archaeological finds from the ancient Near East, and new understandings of Greek and Hebrew grammar.
ترجمة النص بالأحمر:
إنها (أي النسخة القياسية المنقحة الجديدة) تعتمد على المصادر المتوفرة حديثاً و التي تزيد فهمنا عن كثير من المقاطع الغامضة للكتاب المقدس. هذه المصادر تتضمن المخطوطات المكتشفة حديثاً، مخطوطات البحر الميت، نصوص أخرى، نقوش، المكتشفات الأثرية من الشرق الأوسط القديم، و المفاهيم الجديدة لقواعد اللغة العبرية و اليونانية.
لاحظ من المصدر الذي أدرجته أن النسخة القياسية المنقحة الجديدة ليست إلا تطوير للنسخة القياسية المنقحة من قبل العلماء مبينين للقارئ ملاحظاتهم على المخطوطات و النصوص .
لنرى بعض هذه الملاحظات:
1- خاتمة إنجيل مرقس 16: 9-20
http://bible.oremus.org/?passage=Mark+16
من الغرابة أن يكون لنا الخيار في تحديد خاتمة إنجيل مرقس. حيث نجد أن العلماء الاثنين و الثلاثين مدعومين بخمسين من الطوائف المسيحية قد نشروا "خاتمة قصيرة" و "خاتمة طويلة" معاً. و بالتالي فإن لنا حرية الاختيار بما نفضل أن يكون "كلمة الله الموحى بها"
لاحظ:
THE SHORTER ENDING OF MARK
THE LONGER ENDING OF MARK
في نهاية العدد 16: 8 يوجد نجمة .. ضع المؤشر عليها ليأتيك التعليق التالي:
Some of the most ancient authorities bring the book to a close at the end of verse 8. One authority concludes the book with the shorter ending; others include the shorter ending and then continue with verses 9-20. In most authorities verses 9-20 follow immediately after verse 8, though in some of these authorities the passage is marked as being doubtful
و ترجمته:
بعض المخطوطات الأكثر قدماً تختم السفر في العدد /8/. بعض المخطوطات تختم السفر بالخاتمة القصيرة، و البعض الآخر يذكر الخاتمة القصيرة ثم يتابع الأعداد /9-20/. في أغلب المستندات نجد الأعداد /9-20/ بعد العدد /8/ مباشرة، إلا أن بعض المستندات تشير إلى الفقرة على أنها مشكوك فيها.
هل هذا كل شيء ؟ كلا!
ضع المؤشر على النجمة عند العدد 16: 14 لتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities add, in whole or in part, And they excused themselves, saying, ‘This age of lawlessness and unbelief is under Satan, who does not allow the truth and power of God to prevail over the unclean things of the spirits. Therefore reveal your righteousness now’—thus they spoke to Christ. And Christ replied to them, ‘The term of years of Satan’s power has been fulfilled, but other terrible things draw near. And for those who have sinned I was handed over to death, that they may return to the truth and sin no more, that they may inherit the spiritual and imperishable glory of righteousness that is in heaven.’
و ترجمته:
مخطوطات أخرى قديمة تضيف النص التالي ككل أو أجزاء منه : و التمسوا العذر لأنفسهم بقولهم: ((إن هذا الزمان الخارج عن الشريعة و الإيمان يخضع للشيطان الذي لا يسمح لحقيقة و قوة الله أن تسود على الأشياء المنجسة من قبل الأرواح. لهذا السبب قم بالكشف عن صلاحك الآن)) – هذا ما قالوه للمسيح، و أجابهم المسيح: ((إن زمان سلطة الشيطان قد انتهى، و لكن ثمة أمورٌ رهيبة أخرى قد اقتربت. و من أجل هؤلاء الذين أخطؤوا سُلّمت للموت، لعلهم يعودون للحق و لايخطؤون بعد ذلك، و لعلهم يرثون مجد الصلاح الروحي الخالد الذي في السماء)).
و السؤال هنا .. إن كان مرقس قد ختم إنجيله بوحي من الروح القدس عند العدد 16: 8 فمن له الحق في أن يضيف أو يغير هذه الخاتمة ؟ فتراهم مرة يختمون بخاتمة قصيرة و مرة بخاتمة طويلة و مرة نجد نصاً ليس موجود في ترجمات الكتاب المقدس المنتشرة في العالم !
لماذا أضاف النساخ ما لم يكن أصلاً في الإنجيل ؟ لماذا يضعون كلاماً ليس من الأصل و ينسبونه إلى مرقس؟
2 – الصعود المزعوممن أعظم المعجزات التي أتى بها يسوع في الأناجيل هي صعوده للسماء. هذا الحدث قد ذُكر في مكانين اثنين فقط في العهد الجديد:
- مرة في مرقس 16: 19 : و قد بينا في الدليل رقم /1/ أن هذا العدد ليس من المتن الأصلي لإنجيل مرقس، و إنما هو أضافة لاحقة له من قبل الكنيسة.
- و أخرى في لوقا 24: 51-52 وهو موضوع نقاشنا في هذا الدليل ..
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Luke+24
يقول العدد لوقا 24: 51-52
وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورُفِـعَ إلى السَّماءِ، فسَجَدوا لَه، ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ.
و النص في النسخة القياسية المنقحة الجديدة:
While he was blessing them, he withdrew from them and was carried up into heaven. And they worshipped him, and returned to Jerusalem with great joy
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /51/ فتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack and was carried up into heaven
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة لا تذكر ((ورُفِـعَ إلى السَّماءِ))
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /52/ فتجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack worshipped him, and
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة لا تذكر ((فسَجَدوا لَه))
و بالتالي فإن العدد السابق في لوقا ينص في صياغته الأصلية:
وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ.
لقد لزمهم الأمر قروناً من التصحيحات الموحى بها من قبل الكنيسة لكي يظهر هذا العدد في هيئته الحالية. فإن كان النص الأصلي لإنجيل لوقا لم يذكر القيامة و سجود التلاميذ له، فبأي حق تقوم الكنيسة بإضافة هذه الأعداد على لسان لوقا؟ أهكذا يكون موقفهم تجاه أكثر الكتب قداسة في نظرهم؟
في العدد لوقا 24: 1-7 نقرأ:
وجِئنَ عِندَ فَجرِ الأحَدِ إلى القَبرِ وهُنَّ يَحمِلْنَ الطِّيبَ الّذي هَيَّأنَهُ. فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبرِ. فدَخَلْنَ، فما وَجَدْنَ جسَدَ الرَّبِّ يَسوعَ. وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ، ظهَرَ لَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِـيابٌ بَرّاقَةٌ، فاَرتَعَبْنَ ونكَّسنَ وجُوهَهُنَّ نحوَ الأرضِ، فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ: ((لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟ ما هوَ هُنا، بل قامَ. أُذكُرنَ كلامَهُ لَكُنَّ وهوَ في الجَليلِ، حينَ قالَ: ((يَجبُ أنْ يُسلَّمَ اَبنُ الإنسانِ إلى أيدي الخاطِئينَ ويُصلَبَ، وفي اليومِ الثّـالِثِ يَقومُ)).
في نفس المصدر أعلاه، ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /5/ و تجد التعليق التالي:
Other ancient authorities lack He is not here, but has risen
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى لا تذكر ((ما هوَ هُنا، بل قامَ))
و النص الأصلي للعدد يقول:
فقالَ لهُنَّ الرَّجُلانِ: ((لِماذا تَطلُبْنَ الحَيَّ بَينَ الأمواتِ؟))
فلا ذكر للصعود إلى السماء في النصوص الأصلية للأناجيل الأربعة، فمن أين أتت هذه النصوص على لسان كتبة الاناجيل؟
3- المرأة الزانية في إنجيل يوحنا 8: 1-11المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=John+8
في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا نقرأ قصة المرأة التي قبض عليها اليهود و هي تزني. و لكن ما هو رأي علماء الكتاب المقدس الاثنين و الثلاثين في هذه الرواية؟
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد 8: 11 .. فتجد التعليق التالي:
The most ancient authorities lack 7.53—8.11; other authorities add the passage here or after 7.36 or after 21.25 or after Luke 21.38, with variations of text; some mark the passage as doubtful
و ترجمته: المخطوطات الأكثر قدماً لم تذكر [7: 53 – 8: 11]، بعض المخطوطات الأخرى أضافت الفقرة في مكانها هذا أو بعد العدد [7: 36] أو بعد العدد [لوقا 21: 38] مع اختلاف في النص – و بعضهم يشير إلى النص على أنه مشكوك فيه
لاحظ أن المخطوطات الأكثر قدماً لم تذكر هذه الرواية .. فهي بالنتيجة رواية ملفقة على كاتب هذا الإنجيل قامت الكنيسة بإضافتها لسبب أو لآخر مقتبسة الرواية من مصادر أخرى.
لاحظ أن بعض المخطوطات قد وضعت هذه الرواية بعد العدد 7: 36
يمكن تبرير هذا الخطأ في سهو الناسخ، ولو أن السهو في نسخ كلمة الله يعتبر أمر كبير. إلا أننا مع ذلك نفترض حسن النية في هؤلاء النساخ ..
إلا أن التعليق الذي يليه يقول لنا أن هذه الرواية وضعت في بعض المخطوطات الأخرى في إنجيل لوقا!!
لا يمكن تفسير ذلك بحسن النية إطلاقاً، بل هو مكر مكروه! فما دخل الخطأ في نسخ إنجيل يوحنا بإنجيل لوقا؟ لا يمكن تفسير هذا التخبط إلا محاولة منهم لإدراج رواية لم تكن في متن الأناجيل الأربعة. لو لم يشعر هؤلاء النساخ إلى ضرورة إدراج رواية لم تكن في المتن الأصلي للأناجيل لما حدث هذا التخبط. و من الغرابة بمكان أن نجد هذه الرواية بالتفصيل في أحد الأناجيل المرفوضة من قبل الكنيسة – ألا وهو إنجيل برنابا.
4- الصلاة الربانية:ورد في إنجيل متى و إنجيل لوقا على لسان المسيح عليه السلام الصيغة التي علم بها تلاميذه كيفية الصلاة. و عامةالمسيحيين يدعونها "الصلاة الربانية"
وردت هذه الصلاة في إنجيل متى 6: 9-15
أبانا الّذي في السَّماواتِ،ليتَقدَّسِِ اَسمُكَ، ليأتِ مَلكوتُكَ لتكُنْ مشيئتُكَ، في الأرضِ كما في السَّماءِ، أعطِنا خُبزَنا اليَوميَّ، واَغفِرْ لنا ذُنوبَنا كما غَفَرنا نَحنُ لِلمُذنِبينَ إلَينا، ولا تُدخِلْنا في التَّجرِبَةِ،لكنْ نجِّنا مِنَ الشِّرِّيرِ.
و لكن ماذا يقول العلماء الاثنين و الثلاثون و الخمسون طائفة مسيحية المساندة عن هذه الصلاة؟
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+6
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /11/ لتقرأ التعليق التالي:
Or our bread for tomorrow
و ترجمته: أو خبزنا للغد.
أي أن العدد /11/ فيه اختلاف بين المخطوطات .. بعضها يقول: أعطنا خبزنا اليومي.. و الأخرى تقول: أعطنا خبزنا للغد.
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /13/ السطر الأول لتقرأ التعليق التالي:
Or us into temptation
و ترجمته: أو لا تدخلنا في الإغواء
أي أن العدد /13/ فيه اختلاف بين المخطوطات.. بعضها يقول: لا تدخلنا في التجربة.. و بعضها يقول: لا تدخلنا في الإغواء.
ضع المؤشر على النجمة بعد العدد /13/ السطر الثاني لتقرأ التعليق التالي:
Or from evil. Other ancient authorities add, in some form, For the kingdom and the power and the glory are yours for ever. Amen.
و ترجمته: أو من الشر. مخطوطات قديمة أخرى تضيف، بشكل أو بآخر، ((لأن لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد. آمين))
أي أن بعض المخطوطات أضافت نصاً لم يكن من المتن الأصلي لهذه الصلاة كما ودت في متى، كما أنها اختلفت فيما بينها في بعض الألفاظ.
وردت هذه الصلاة أيضاً في لوقا 11: 2-4
أيُّها الآبُ لِـيتَقدّسِ اَسمُكَ لِـيأْتِ مَلكوتُكَ، أعطِنا خُبزَنا اليوميَّ، واَغفِرْ لنا خطايانا، لأنَّنا نَغفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذنِبُ إلينا. ولا تُدخِلْنا في التَّجربَةِ.
نلاحظ أن لوقا قد سجل لنا نسخة مختصرة عن هذه الصلاة في إنجيله، فإن كان كذلك فإنه قد حذف مما أوصى يسوع به تلاميذه أن يصلوا، و هي الصلاة الوحيدة التي علمها لتلاميذه! فكيف به يحذف منها؟
ما رأي العلماء في هذه الصلاة الواردة في إنجيل لوقا؟ لنرى:
المصدر:
http://bible.oremus.org/?passage=Luke+11
ضع المؤشر على النجمة بعد كلمة Father لتقرأ التعليق التالي:
Other ancient authorities read Our Father in heaven
و ترجمته: مخطوطات أخرى قديمة تذكر: أبانا الذي في السماء
أي أن هنالك اختلاف بين المخطوطات في هذا العدد .. بعضهم اكتفى بكلمة "أيها الآب"، و الآخر أضاف "الذي في السماء"..
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /2/ لتقرأ التعليق التالي:
A few ancient authorities read Your Holy Spirit come upon us and cleanse us. Other ancient authorities add Your will be done, on earth as in heaven
و ترجمته: قليل من المخطوطات القديمة تذكر: لتحل علينا روحك القدس و تطهرنا.. مخطوطات قديمة أخرى تضيف: لتكن مشيئتك في الأرض كما في السماء..
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /3/ لتقرأ التعليق التالي:
Or our bread for tomorrow
و ترجمته: أو خبزنا للغذ.
ضع المؤشر على النجمة في نهاية العدد /4/ لتقرأ التعليق التالي:
Or us into temptation. Other ancient authorities add but rescue us from the evil one (or from evil)
و ترجمته: أو "لا تدخلنا في الإغواء".. مخطوطات قديمة أخرى أضافت "و لكن نجنا من الشرير" (أو من الشر)
عندما نلاحظ هذه الاختافات في أبسط الشعائر المسيحية يتبين لنا محاولة الكنيسة التوفيق بين نصوص الأناجيل فأضافت و حذفت في محاولة التوفيق بين النصين. من الغريب أن هذه الصلاة هي الوحيدة التي علمها يسوع لتلاميذه، و يفترض من التلاميذ و ممن تبعهم إلى يومنا هذا أنهم يقرؤون هذه الصلاة يومياً. فلا مجال هنا للنسيان و دخول الأخطاء على كلمة الله بشكل غير مقصود طالما أن هذه الصلاة ترددت على لسان المسيحيين لمدة ألفين من الزمان. و لكن للأسف نجد اختلافاً في النص بين متى و لوقا بالإضافة إلى الاختلاف بين المخطوطات القديمة نفسها. و إني أتساءل، ما هو النص الحقيقي الذي أمر به يسوع تلاميذه أن يصلوا به؟
إن هذه الصلاة بالنسبة للمسيحيين هي بمثابة سورة الفاتحة بالنسبة للمسلمين، يرددها الصغار و الكبار ذكوراً و إناثاً منذ زمان المسيح إلى يومنا هذا – كما يُفترض. فلو أنه قُدر الضياع للنص القرآني المكتوب بين أيدينا، أفلن يكون من السهل على طفل عمره /7/ سنوات أن يعيد كتابة سورة الفاتحة، دون خطأ واحد مهما كان صغيراً، مطابقاً للوحي الذي نزل على محمد صلى الله عليه و سلم؟ فلماذا لا نجد مثل هذا الحرص في أكثر الكتب قداسة بالنسبة للمسيحيين؟
5- متفرقات من متى:• نقرأ في الإصحاح /12/ من إنجيل متى قدوم أم المسيح و إخوته أثناء حواره مع الفريسيين فيعترضه أحد الحاضرين في العدد /47/ :
فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: ((أُمُّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلِّموكَ)).
و لكن العلماء الاثنين و الثلاثين يقولون حول هذا العدد:
Other ancient authorities lack verse 47
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+12
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى لم تذكر العدد /47/
لماذا يوجد مخطوطات قديمة ذكرته و أخرى لم تذكره؟ إن وجود مخطوطات بدون هذا العدد يلوح لنا إلى عدم وجوده في الأصل. ولكن لماذا قام النساخ بإضافته إلى المخطوطات القديمة الأخرى؟ الجواب في لوقا و مرقس:
ذكر مرقس هذه الحادثة في العدد [3 31-35] و من بينها :
وكانَ يَجلِسُ حولَهُ جمعٌ كبـيرٌ، فقالوا لَه: ((أمُّكَ وإخوتُكَ وأخواتُكَ في خارِجِ البَيتِ يَطلبونَكَ)).
و ذكر لوقا هذه الحادثة أيضاً مورداً نفس التفصيل في العدد [8: 19-21] و من بينها:
فقالَ لَه بَعضُ النـّاسِ: ((أُمُّكَ وإخوَتُكَ واقِفونَ في خارِجِ البَيتِ يُريدونَ أنْ يَرَوكَ)).
إن محاولة النساخ في التوفيق بين نصوص الأناجيل حتى في أدق التقاصيل لم تنتهي عند هذا الحد، بل سنجد أنها مستمرة على طول مدار البحث. فقد بينا في أدلتنا السابقة كيف أضافوا خاتمة لإنجيل مرقس لم تكن موجودة أساساً محاولين توفيق الاناجيل في خواتيمها.. و ها هم الآن يوفقون بينها بالحذف و الإضافة.
• مثال آخر عن محاولة التوفيق بين النصوص حتى في أدق التفاصيل نجدها عند متى الإصحاح /14/ في معجزة المشي على البحر. حيث يقول العدد /24/ في متى:
وأمَّا القارِبُ فاَبتَعدَ كثيرًا عَنِ الشَّاطئِ وطَغَتِ الأمواجُ علَيهِ، لأنَّ الرِّيحَ كانَت مُخالِفَةً لَه.
و نجد أن العلماء قد وضعوا الملاحظة التالية:
Other ancient authorities read was out on the lake
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+14
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى تقرأ: و أما القارب فكان بعيداً في البحيرة (وهو بحر الجليل)
لماذا هذا الختلاف؟ الجواب في مرقس، حيث يذكر في نفس الحادثة العدد [6: 45-52] تعليقاً على ابتعاد القارب عن الشاطئ:
وعِندَ المَساءِ، كانَ القارِبُ في وَسْطِ البحرِ، ويَسوعُ وحدَهُ على البَرِّ.
• في خضم حواره مع الفريسيين، طلب الفريسيون من يسوع أن يقدم آية لهم ليجربوه، و ذلك في الإصحاح /16/، فذكر لنا متى التالي [1-4] :
وأقبَلَ إلَيهِ بَعضُ الفَرِّيسيـّينَ والصدُّوقيـِّينَ ليُجرِّبوهُ، فطَلَبوا مِنهُ أنْ يُريَهُم آيةً مِنَ السَّماءِ. فأجابَهُم: ((تَقولونَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ: سيكونُ صحوٌ، لأنَّ السَّماءَ حَمراءُ كالنَّارِ. وعِندَ الفَجرِ تَقولونَ: اليومَ مَطَرٌ، لأنَّ السَّماءَ حمراءُ على سَوادٍ. مَنظَرُ السَّماءِ تَعرِفونَ أنْ تُفسَّروهُ، وأمَّا عَلاماتُ الأزمِنةِ فلا تَقدِرونَ أنْ تُفسَّروها. جِيلٌ فاسِدٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيةً، ولن يكونَ لَه سوى آيةِ يونانَ)). ثُمَّ تَركَهُم ومَضى
و مرة أخرى نجد أن العلماء يعلقون على هذه الرواية فيقولون:
Other ancient authorities lack 2When it i . . . of the times
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+16
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى تفتقر العدد ((تَقولونَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ: سيكونُ .... وأمَّا عَلاماتُ الأزمِنةِ فلا تَقدِرونَ أنْ تُفسَّروها))
نلاحظ أن هذا العدد المفقود في بعض المخطوطات اليدوية هو نص اعتراضي على النص لادخل له في السياق و هذا ما يؤيد عدم وجوده في الاصل. و يمكن للقارئ العادي ملاحظة هذا من خلال قراءته للنص. فلماذا فُقد هذا العدد في مخطوطات قديمة و وُجد في أخرى؟ الجواب عند لوقا: عندما نبحث في لوقا عن طلب الفريسيين ، فإننا نجد اختفاءً له في نص إنجيله، أما مرقس فلم يذكر لنا أن يسوع وعدهم بمعجزة، بل تركهم و مضى. إلا أن لوقا ذكر كلاماً عن علامات الأزمنة هذا هو نصه: [12: 54-56]
وقالَ أيضًا لِلجُموعِ: ((إذا رأيتُم غَيمَةً تَرتَفِـعُ في المَغربِ، قُلتُم في الحالِ: سيَنزِل المطَرُ، فيَنزِلُ. وإذا هَبَّت رِيحُ الجَنوبِ قُلتُم: سَيشتَدُّ الحَرُّ، فيشتَدُّ. يا مُراؤونَ! تَفهَمونَ مَنظَرَ الأرضِ والسَّماءِ، فكيفَ لا تَفهَمونَ عَلاماتِ هذا الزَّمانِ؟))
و يمكن لنا أن نستشف محاولة جديدة للتوفيق بين نصوص الإنجيل، عن طريق إدراج نص لم يكن موجود أساساً ذكره لوقا و تفرد به.
• في الإصحاح /17/ من إنجيله، يروي لنا متى فشل التلاميذ في طرد الشيطان من ابن رجل جاء إليهم يطلب منهم المساعدة، فينتهرهم يسوع و يتهمهم بقلة الإيمان [14-21]
ولمَّا رَجَعُوا إلى الجُموعِ، أقبلَ إلَيهِ رَجُلٌ وسَجَدَ، وقالَ لَه: ((إرحمِ اَبني يا سيِّدي، لأنَّهُ يُصابُ بالصَّرَعِ ويتَألَّمُ ألمًا شديدًا. وكثيرًا ما يَقَعُ في النَّارِ وفي الماءِ. وجِئْتُ بِه إلى تلاميذِكَ، فما قَدِروا أنْ يَشفُوهُ)). فأجابَ يَسوعُ: ((أيٌّها الجِيلُ غَيرُ المُؤمِنِ الفاسِدُ! إلى متى أبْقى معكُم؟ وإلى متى أحتَمِلُكُم؟ قَدِّموا الصَّبـيَّ إليَّ هُنا !)) واَنتهَرَهُ يَسوعُ، فَخـَرجَ الشَّيطانُ مِنَ الصَّبـيَّ، فشُفِـيَ في الحالِ. فاَنفَرَدَ التَّلاميذُ بـيَسوعَ وسـألُوهُ: ((لِماذا عَجِزْنـا نَحنُ عَنْ أنْ نَطرُدَهُ؟)) فأجابَهُم: ((لِقِلَّةِ إيمانِكُم! الحقَّ أقولُ لكُم: لو كانَ لكُم إيمانٌ بِمقدارِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، لَقُلتُم لِهذا الجبَلِ: اَنتَقِلْ مِنْ هُنا إلى هُناكَ فَينتَقِلُ، ولَمَا عَجِزتُم عَنْ شَيءٍ [ وهذا الجِنْسُ مِنَ الشَّياطينِ لا يُطرَدُ إلاَّ بالصَّلاةِ و الصَّومِ ] )).
أما عن العدد الأخير فإننا نرى العلماء الاثنين و الثلاثين قد حذفوه تماماً من النسخة القياسية المنقحة الجديدة على أنه نص دخيل على الأصل و وضعوا التعليق التالي:
Other ancient authorities add verse 21, But this kind does not come out except by prayer and fastin
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+17
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى تضيف العدد /21/ وهذا الجِنْسُ مِنَ الشَّياطينِ لا يُطرَدُ إلاَّ بالصَّلاةِ و الصَّومِ.
لماذا هذه الإضافة على النص و ما الفائدة المرجوة منها؟
تصور أن يسوع يقول لتلاميذه الإثني عشر بأنهم لو كان لهم إيمان بنمثقال حبة خردل لاستطاعوا نقل الجبل من مكانه. و ها هم يعجزون عن طرد شيطان من أحد الناس. فالنتيجة الحتمية أنهم لا يملكون حتى حبة الخردل من الإيمان. من بين هؤلاء التلاميذ بطرس الذي قامت عليه الكنيسة. فما بال الكنيسة تقوم على تلميذ ليس له من الإيمان حبة خردل؟ و ما بال الباباوات اليوم و البارحة و على مدار ألفين من السنين لا يحركون جبلاً ولا حتى نخلة من مكانها؟ لذا نجد أن المخطوطات الأكثر حداثة أضافت هذا النص الدخيل لتخفيف المعنى بالصلاة و الصوم.
• في الإصحاح /19/ من إنجيله، يسجل لنا متى حوار يسوع مع الفريسيين حول موضوع الطلاق [7-10]
وسألَه الفَرِّيسيُّونَ: ((فلِماذا أوصى موسى بأنْ يُعطيَ الرَّجُلُ اَمرأتَهُ كِتابَ طَلاقٍ فتُطلَّقُ؟)) فأجابَهُم يَسوعُ: ((لِقساوَةِ قُلوبِكُم أجازَ لكُم موسى أنْ تُطلِّقوا نِساءَكُم. وما كانَ الأمرُ مِنَ البَدءِ هكذا. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ طلَّقَ اَمرأتَهُ إلاَّ في حالَةِ الزِّنى وتزَوَّجَ غَيرَها زنى)).
و نرى العلماء في النسخة القياسية المنقحة الجديدة يعلقون على النص:
Other ancient authorities read except on the ground of unchastity, causes her to commit adultery; others add at the end of the verse and he who marries a divorced woman commits adultery
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+19
و ترجمة الجزء الثاني: مخطوطات قديمة أخرى أضافت في نهاية العدد ((وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي))
نلاحظ أن هؤلاء العلماء قد حذفوا هذا الجزء من النص بينما نجده في ترجمات كثيرة أخرى. إن غياب هذه الفقرة من أحكام الطلاق يتركنا في ريبة من صدق ما قاله متى على لسان يسوع. و ما يثير الريبة أكثر هو غياب مثل هذا الحكم من باقي الأناجيل! فلا نجد له أثر إلا متى [5: 32] و رسالة كورنثوس الأولى [7: 10-11] فهل أضيف هذا الجزء على لسان متى و يسوع ليكون متوافقاً مع ما قاله متى في السابق و ما قاله بولس؟ إن هذا هو كذب من الدرجة الثانية، فهو من ناحية كذب على لسان متى بإضافة ما لم يكتبه في إنجيله، و هو كذب على لسان يسوع بإضافة ما لم يذكره في حواره مع الفريسيين.
• في الإصحاح /20/ من إنجيله، ينقل لنا متى مثال يسوع عن ملكوت الله و يختم مثاله في العدد /16/ بقوله على لسان يسوع:
وقالَ يَسوعُ: ((هكذا يَصيرُ الآخِرونَ أوَّلينَ، والأوَّلونَ آخِرينَ)).
و لكن نجد أن العلماء يقولون لنا عن هذا العدد الأخير:
Other ancient authorities add for many are called but few are chosen
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+20
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى تضيف ((لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ))
هذه كذبة أخرى من الدرجة الثانية قام بها النساخون تحت إشراف الكنيسة. و الغريب في الأمر أن مثل هذا التصريح ((لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ)) لم يرد ذكره في أي من باقي الأناجيل و لا حتى في أي مكان آخر في العهد الجديد. فهو كذب على لسان متى من جهة و كذب على لسان يسوع من جهة أخرى.
يمكن أن نتصور حاجة النساخ إلى هذا العدد في خضم النقاشات المحتدة بين الكنيسة الموحدة و الكنيسة الثالوثية ، بل و قبل ذلك في خلاف بولس مع برنابا الحواري. فكلا الاثنين (بولس و برنابا) يزعم دعوته من قبل المسيح لنشر تعاليمه لكن قليلون هم الذين يقع عليهم الاختيار النهائي.
يمكن للقارئ الفطن أن يعلم أبعاد هذه الإضافة في نص إنجيل متى بالعودة إلى أساس الخلاف في القرنين الأول و الثاني و خاصة أن كل الأطراف تزعم أنها على حق و أنها أخذت تعاليمها من حواريي المسيح عليه السلام.
• في نفس الإصحاح /20/ ينقل لنا متى في إنجيله طلب أم ابني زبدي أن يجلس أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره في ملكوت الله فيسألهما يسوع مستفسراً في العدد /22/ حيث يقول:
فأجابَ يَسوعُ: ((أنتُما لا تعرفانِ ما تَطلُبانِ. أتقْدِرانِ أنْ تَشرَبا الكأسَ الّتي سأشرَبُها؟)) قالا لَه: ((نَقدِرُ!))
يقول العلماء الإثنين و الثلاثين عن هذا العدد:
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+20
Other ancient authorities add or to be baptized with the baptism that I am baptized with?
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى أضافت ((أو تتعمدان بالمعمودية التي تعمدت بها؟))
هذه إشارة أخرى إلى محاولة الكنيسة المستمرة للتوفيق بين نصوص الاناجيل لجعلها تبدو على وفاق في شهاداتها. فنفس العدد نجده في مرقس [10: 38] حرفاً بحرف و كلمة بكلمة. لقد انتهكت حرمة الأسفار المقدسة و تلاعبت بها الأيادي يمنة و يسرى حتى آلت لما آلت إليه. و لا ننسى أن أقدم المخطوطات يعود للقرن الثالث بعد الميلاد، و لازال هنالك ثلاثة قرون من الزمن بين أقدم مخطوطة و بين التاريخ الأصلي لكتابة الأناجيل. و عند انتهاء هذه الدراسة يمكن لنا أن نتصور كمّ التعديل الذي طرأ على هذه الأسفار خلال القرون الثلاثة الأولى!
• في الإصحاح /21/ نقل لنا متى في إنجيله مثال يسوع عن الأنبياء المرسلين قبله و كيف أصبح حجر الزاوية فيقول في مثاله: [33: 46]
((إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرَّامينَ وسافَرَ. فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. فأمسَكَ الكرَّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. فلمَّا رأى الكرَّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ. فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرَّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟)) قالوا لَه: ((يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلِّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثََّمرَ في حينِهِ)). فقالَ لهُم يَسوعُ: ((أمَا قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبُّ، فيا للْعجَبِ!)) لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ اللهُ مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلِّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ.))
عند دراسة هذا العدد و فهمه تماماً نجده لا ينطبق على يسوع في نهاية الأمر باعتباره حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون. فنجد في المثل أن صاحب الكرم (و هو الرب في هذا المثل- و لله المثل الأعلى) قد أرسل خدمه (وهم الأنبياء و الرسل السابقين) إلى الكرّامين (وهم بني اسرائيل الذين استؤمنوا على الرسالة السماوية) ثم أرسل الله لهم ابنه (حاشى لله أن يكون له ابن) في محاولة أخيرة كي يهابون الله و لكنهم قتلوه! فما كان الجزاء الأوفى في هذه الحالة وفق جواب التلاميذ؟ أن يُقتل هؤلاء الأشرار (وهم اليهود) و يسلم الكرم (أي الرسالة السماوية) إلى كرامين آخرين (من غير بني إسرائيل) يعطون الثمر في حينه (أي يحافظون على الرسالة و يؤدونها حق تأديتها و يلتزمون بأوامر الله) فيكمل لهم يسوع أن الحجر الذي رفضه البناؤون أصبح حجر الزاوية.
هذه الجملة الأخيرة بحاجة إلى دراسة قليلاً.. قد يقول قائل من المسيحيين أن الكرامون الآخرون هم الأمميون الذين دخلوا في دين المسيحية. فالمسيح هو حجر الزاوية في النهاية الذي رفضه البناؤون. و هذا مرفوض لعدة أسباب:
1- أن الأممين لم يلتزموا بأوامر و وصايا الله التي في الشريعة اليهودية، بل نبذوها وراء ظهورهم فلا ينطبق عليهم أنهم أمة يعطون الثمر في حينه.
2- يسوع في كونه الحجر الذي رفضه البناؤون كان له أتباع من اليهود. بل إن أتباعه جميعاً كانوا من اليهود قبل صعوده. فلا ينطبق عليه القول بأن البنائين (أي بني إسرائيل) رفضوه.
3- الجزء الأهم و هو الأخير لا ينطبق على يسوع ولا بأي شكل من الأشكال، حيث يقول ((مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ.)) بل نرى أن يسوع – وهو ابن صاحب الكرم في المثل – قد قتله الكرامون (أي اليهود) و روايات قتله و صلبه و إهانته و البصق عليه أكثر من أن نحصرها هنا. هذا العدد هو حجر عثرة في إلصاق المثل بيسوع و بأنه حجر الزاوية. فما رأي العلماء الاثنين و الثلاثين في هذا العدد:
Other ancient authorities lack verse 44
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+21
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى لا تحتوي العدد /44/
وهو العدد الذي نتكلم عنه!! إن بعض المخطوطات الأخرى القديمة قد حذفت هذا العدد في محاولة وأد النبوءة في النبي القادم بعد الابن (يسوع) و الذي سيكون في أمة غير الأمة اليهودية كانت قد اشتركت في البناء (الرسالات) و لكن البناؤون (بني اسرائيل) قد رفضوا مشاركتهم هذه فجعلهم الله رأس الزاوية. لم يشترك مع بني اسرائيل في البناء أحد منذ أن أصبح العهد في أبناء إبراهيم إلا : بني إسماعيل! لذا فلا بد أن يكون الكرامون الآخرون هم من بني إسماعيل.
هذا السبب جعل النساخين يحذفون العدد /44/ العثرة في وجههم و يلصقون المثل بيسوع رغماً عن أنفه مع أنه قد بين لهم في المثل أن الكرامين الآخرين و حجر الزاوية لا يأتون إلا بعد أن يُقتل ابن صاحب الكرم!
• في الإصحاح /23/ من إنجليه ينقل لنا متى موعظة عظيمة ألقاها يسوع إلى اليهود و سطرتها الاناجيل الثلاثة المتوافقة مع بعض الاختلافات في التفاصيل. فيقول في العدد [13-15] ما هو نصه:
الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ المُراؤونَ! تُغلِقونَ مَلكوتَ السَّماواتِ في وُجوهِ النّاسِ، فلا أنتُم تَدخُلونَ، ولا تَترُكونَ الدّاخلينَ يَدخُلونَ. [الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ المُراؤونَ! تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ وأنتُمْ تُظهِرونَ أنَّـكُم تُطيلونَ الصَّلاةَ، سيَنـالُكُم أشدُّ العِقابِ]. الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرِّيسيَّونَ المُراؤونَ! تَقطَعونَ البحرَ والبَـرَّ لتكسِبوا واحدًا إلى دِيانَتِكُم، فإذا نَجَحتُم، جَعَلْتموهُ يستَحِقُّ جَهنَّمَ ضِعفَ ما أنتُم تَستَحِقُّونَ.
و قد نقل مرقس أيضاً في إنجيله ما هو نصه [12: 38-40]
وقالَ لهُم في تَعليمِهِ: ((إيَّاكُم ومُعَلِّمي الشَّريعةِ، يُحِبُّونَ المَشيَ بالثّـيابِ الطَّويلةِ والتَّحيَّاتِ في السّاحاتِ. ومكانَ الصَّدارَةِ في المجامِـعِ ومَقاعِدَ الشَّرفِ في الوَلائِمِ. يأكلونَ بُيوتَ الأرامِلِ، وهُم يُظهِرونَ أنَّهُم يُطيلونَ الصَّلاةَ. هَؤُلاءِ يَنالُهُم أشَدُّ العِقابِ))
و نقل مرقس في إنجيله في دوره ما هو نصه [20: 46-47 ]
إيَّاكُم ومُعَلِّمي الشَّريعةِ، يَرغَبونَ في المَشيِ بالثِّيابِ الطَّويلةِ، ويُحبُّونَ التَّحيّاتِ في السّاحاتِ ومكانَ الصَّدارَةِ في المَجامِعِ ومَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِمِ. يأكلونَ بُيوتَ الأراملِ وهُمْ يُظهِرونَ أنَّهُم يُطيلونَ الصَّلاةَ. هَؤلاءِ يَنالُهُم أشَدُّ العِقابِ.
و لكن نجد أن العلماء الإثنين و الثلاثين مدعومين بخمسين من الطوائف المسيحية قد أزالوا العدد /14/ من إنجيل متى على أنه نص دخيل و زائف لم يسجله كاتب الإنجيل بل هو من عمل الناسخين. و نجد في نهاية العدد /13/ التعليق التالي:
Other authorities add here (or after verse 12) verse 14, Woe to you, scribes and Pharisees, hypocrites! For you devour widows’ houses and for the sake of appearance you make long prayers; therefore you will receive the greater condemnation
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+23
و ترجمته: مخطوطات يدوية أخرى أضافت هنا (أي بعد العدد 13) أو بعد العدد /12/ ما نصه ((الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ المُراؤونَ! تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ وأنتُمْ تُظهِرونَ أنَّـكُم تُطيلونَ الصَّلاةَ، سيَنـالُكُم أشدُّ العِقابِ)).
لماذا؟ ما هو الهدف من وراء هذه الإضافات التي لا تزيد ولا تنقص من المضمون طالما أنها قد ذكرت في إنجيلين آخرين كما رأينا؟ إنها المحاولة الدؤوبة و الدائمة للتوفيق بين نصوص الأناجيل من قبل النساخ بإشراف كنسي حتى في أقل التفاصيل. فمرة أضافوا النص بعد العدد /12/ و مرة أضافوه بعد العدد /13/.. ليس هذا مهم بالنسبة لهم .. بل المهم أن النص موجود في متن متى سواء أكان صحيحاً أو مزيفاً بسبب ذكره في إنجيلين آخرين.
و البحث مازال مستمراً و لازالت الدلائل في طريقها إلينا لإظهار حقيقة تلاعب الكنيسة بالنصوص المقدسة.
• في نفس الإصحاح /23/ من إنجليه ينقل لنا متى على لسان يسوع قوله مخاطباً أهل أورشليم [37-39] ما نصه:
أُورُشليمُ، أُورُشليمُ! يا قاتِلَةَ الأنبـياءِ وراجِمةَ المُرسَلينَ إلَيها. كَم مَرَّةٍ أرَدتُ أنْ أجمَعَ أبناءَكِ، مِثلَما تَجمَعُ الدَّجاجةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها، فما أردتُم. وها هوَ بَيتُكُم مَتروكٌ لكُم خَرابًا. أقولُ لكُم: لَن تَرَوْني إلاّ يومَ تهتِفونَ: تَبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبِّ.
يقول العلماء حول العدد /38/ :
Other ancient authorities lack desolate
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+23
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى لا تذكر ((خراباً))
لماذا حذفت هذه الكلمة في بعض المخطوطات؟ هل توفيق النصوص له دخل في الموضوع؟
لنسأل لوقا [13: 34-35] :
أُورُشليمُ، أُورُشليمُ! يا قاتِلَةَ الأنبِـياءِ وراجِمَةَ المُرسَلينَ إلَيها! كم مرَّةٍ أرَدتُ أنْ أجمَعَ أبناءَكِ، مِثلَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيها، فما أرَدْتُم. وها هوَ بَيتُكُم مَتروكٌ لكُم. أقولُ لكُم: لا تَرَوني حتّى يَجيءَ يومٌ تَهتِفونَ فيهِ: تَبارَكَ الآتي باَسمِ الرَّبِّ!
هل بدأنا نستوعب الفكرة؟ هل بدأنا نلاحظ عدم تردد الكنيسة في أي وقت من الأوقات في توفيق النصوص و الألفاظ بين الاناجيل؟
• مثال آخر نجده في متى الإصحاح /24/ حيث يتنبأ يسوع عن خراب أورشليم فيقول في العدد [7] ما نصه:
ستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ، ومَملَكَةٌ على مملَكَةٍ، وتَحدُثُ مجاعاتٌ وزَلازِلُ في أماكِنَ كثيرةٍ.
أما العلماء فيقولون عن هذا العدد:
Other ancient authorities add and pestilences
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+24
و ترجمته مخطوطات قديمة أخرى أضافت: و أوبئة
في أي من الاناجيل نجد هذه الكلمة؟ عند لوقا [21: 10-11] حيث يقول:
سَتقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ ومَمْلكَةٌ على مَمْلكَةٍ، وتقَعُ زَلازِلُ شَديدةٌ، وتَحدُثُ أَوبئَةٌ ومجاعاتٌ في أماكِنَ كثيرةٍ، وتَجري أحداثٌ مُخيفَةٌ، وتَظهَرُ علاماتٌ هائِلةٌ في السَّماءِ.
• ورد في الإصحاح /24/ من إنجيل متى عدد يعتبر من أهم و أخطر الأعداد الناقضة لألوهية يسوع المسيح و ذلك في العدد /36/ منه حيث يقول:
أمَّا ذلِكَ اليومُ وتِلكَ السَّاعةُ فلا يَعرِفُهُما أحدٌ، لا ملائِكةُ السَّماواتِ ولا الاَبنُ، إلا الآبُ وحدَهُ.
هذا العدد يفرق بصراحة بين الآب و الإبن من حيث المعرفة، فينفي عنهم الاتحاد لاختلاف العلم بذلك اليوم و تلك الساعة - و هو يوم الدينونة. فالابن الذي يفترض أن يكون هو الحاكم يوم الدينونة و الذي دفع إليه كل سطان في السماء و الأرض، لا يعلم متى يوم الدينونة. و الذي دفع له هذا السلطان – وهو الآب – استأثر لنفسه العلم بذلك اليوم فلم يطلع الإبن أو الروح القدس أو أي من الملائكة و المخلوقات على هذا العلم.
العدد السابق يقف كصخرة كبيرة في نظرية الاتحاد بين الأقانيم الثلاثة أو الأشخاص الثلاثة، لذا نرى أن العلماء الاثنين و الثلاثين مدعومين بخمسين من الطوائف المسيحية المساندة يعلقون على العدد السابق:
Other ancient authorities lack nor the Son
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+24
و ترجمته: بعض المخطوطات الأخرى لا تحتوي ((ولا الإبن))
محاولة حذف هذه الفقرة من العدد السابق مكشوفةٌ أهدافُها. عدم العلم بالساعة تنفي الألوهية عن يسوع المسيح فنرى أن بعض المخطوطات أبقت على النص و بعضها حذفته. فقد يكون النص الأصلي يحتويه أو قد يكون لا يحتويه، و لكن هل هناك سبب آخر يمكن أن نراه في محاولة الإضافة؟ نعم .. الجواب عند مرقس [13: 32] :
وأمَّا ذلِكَ اليومُ أو تِلكَ السّاعةُ فلا يَعرِفُهُما أحَدٌ، لا الملائِكَةُ في السَّماءِ ولا الابنُ، إلاَّ الآبَ.
فنرى أن النساخ قد احتاروا في تنسيق النصوص بين الأناجيل و في تعديلها لتوافق المعتقدات القائمة على الألوهية و التثليث.
• ورد في نفس الإنجيل الإصحاح /26/ في قصة العشاء الرباني في عيد الفصح قبيل الصلب أن يسوع أخذ الكأس و ناولها للتلاميذ قائلاً لهم/28/ :
هذا هوَ دَمي، دمُ العَهدِ الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ أُناسٍ كثيرينَ. لِغُفرانِ الخطايا
و لكن العلماء يقولون لنا في هذا العدد:
Other ancient authorities add new
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+26
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى أضافت: ((العهد الجديد))
و هذا ما نراه في ترجمة فاندايك، و قد حذفته الترجمة العربية المشتركة و الترجمة الكاثوليكية. و لكن لماذا هذا الحذف لهذه الكلمة الدخيلة على النص؟ و هل نرى ذلك في الأناجيل الأخرى؟
يقول مرقس [14: 24] في نفس الموقف:
هذا هوَ دَمي، دمُ العَهدِ الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ أُناسٍ كَثيرينَ
و نجد أن نفس العلماء أضافوا نفس التعليق السابق على العدد الأخير في مرقس
http://bible.oremus.org/?passage=Mark+14
و نجد أن فاندايك ذكرت العهد الجديد و العربية المشتركة و الكاثوليكية حذفتاه.
أما لوقا نجده يقول [22: 19-20] في نفس الموقف:
وأخَذَ خُبزًا وشكَرَ وكسَرَهُ وناوَلَهُم وقالَ: ((هذا هوَ جَسَدي الّذي يُبذَلُ مِنْ أجلِكُم. إِعمَلوا هذا لِذِكري)). وكذلِكَ الكأسُ أيضًا بَعدَ العَشاءِ، فقالَ: ((هذِهِ الكأسُ هيَ العَهدُ الجديدُ بِدَمي الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِكُم.))
و رأي العلماء في هذا العدد:
Other ancient authorities lack, in whole or in part, verses 19b-20 (which is given . . . in my blood)
http://bible.oremus.org/?passage=Luke+22
و ترجمته: بعض المخطوطات اليدوية الأخرى لا تذكر كلياً أو جزئياً العدد 19(الشطر الثاني)-20 الذي ينص: ((الّذي يُبذَلُ مِنْ أجلِكُم... بِدَمي الّذي يُسفَكُ مِنْ أجلِكُم))
فإن كان النص الأصلي للوقا يحتوي على هذه الإضافة الهامة التي تعتبر أحدى أهم طقوس الكنيسة على مر العصور، فكيف ينسى النساخ مثل هذا العدد؟
و لكن المصيبة إن كان النص الأصلي لا يحتويه! فهل نجد صدى ذلك في العهد الجديد؟ نعم ! إن إنجيل يوحنا لم يذكر أي كلمة أو أي حرف عن العشاء الرباني في عيد الفصح! بل و لم يذكر كسره للخبز أو كأس العهد الجديد المتمثل بدم يسوع المبذول من أجل المؤمنين به! فمن أين أتت هذه الطقوس؟ و من أين أتت هذه الإضافات؟ و من أين أتت كلمة العهد الجديد في رواية العشاء الرباني؟ هل لرسائل بولس أثر في هذا؟
نعم!
[كورنثوس الأولى 11: 25]
فأنا مِنَ الرَّبِّ تَسَلَّمتُ ما سَلَّمتُهُ إلَيكُم، وهوَ أنَّ الرَّبَّ يَسوعَ في اللَّيلَةِ الّتي أُسلِمَ فيها أخَذَ خُبزًا وشكَرَ وكَسَرهُ وقالَ: ((هذا هوَ جَسَدي، إنَّه لأجلِكُم. إعمَلوا هذا لِذِكري)) وكذلِكَ أخَذَ الكأسَ بَعدَ العَشاءِ وقالَ: ((هذِهِ الكأسُ هِيَ العَهدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلَّما شَرِبتُم، فاعمَلوا هذا لِذِكري.))
لا يخفى عن بالنا أن رسائل بولس الإنجيلية هي أقدم الكتابات المسيحية في العهد الجديد، فكيف بولقا – الذي رافق بولس في ترحاله – ينسى مثل هذا الطقس الهام في إنجيله و من ثم نجد أن النص أضيف فيما بعد على المتن الأصلي لإنجيل لوقا و لم يأتي يوحنا على ذكر مثل هذا الحدث الهام مع أنه كان شاهد عيان على ما يُفترض به! بل و نجد أن متى و مرقس قد أضيف إليهما كلمة العهد الجديد تصديقاً لما قاله بولس!
• في الإصحاح /27/ من إنجيله انفرد متى بين الأناجيل الأربعة بذكر ندم يهوذا و ذهابه لرؤساء الكهنة لإعادة الفضة التي أخذها ثمناً لتسليمه يسوع. فيقول متى [3-10] :
فلمَّا رأى يَهوذا الّذي أسلَمَ يَسوعَ أنَّهُم حكَموا علَيهِ، ندِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والشّيوخِ، وقالَ لهُم: ((خَطِئتُ حينَ أسلَمتُ دمًا بريئًا)). فقالوا لَه: ((ما علَينا؟ دَ.بَّرْ أنتَ أمرَكَ.)) فرَمى يَهوذا الفِضَّةَ في الهَيكلِ واَنْصرفَ، ثُمَّ ذهَبَ وشَنقَ نفسَهُ. فأخَذَ رُؤساءُ الكَهنَةِ الفِضَّةَ وقالوا: ((هذِهِ ثمنُ دمِ، فلا يَحِلُّ لنا أنْ نضَعَها في صُندوقِ الهَيكَلِ.)) فاَتَّـفَقوا أنْ يَشتَروا بِها حَقلَ الخَزّافِ ليَجعَلوهُ مَقبرَةً لِلغُرَباءِ. ولِهذا يُسَمّيهِ النَّاسُ حقلَ الدَّمِ إلى هذا اليومِ. فتَمَّ ما قالَهُ النَّبـيُّ إرميا: ((وأخذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، وهيَ ما اَتَّفقَ بَعضُ بَني إِسرائيلَ على أنْ يكونَ ثمنُهُ، ودَفَعوها ثَمنًا لِحَقلِ الخزّافِ. هكذا أمرَني الرَّبُّ.))
نجد أن العلماء الاثنين و الثلاثين قد أضافوا التعليق التالي على هذه النبوءة:
Other ancient authorities read Zechariah or Isaiah
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+27
و ترجمته: مخطوطات قديمة أخرى تذكر زكريا أو إشعياء
لمذا هذا التخبط في المخطوطات بين إرميا و إشعيا و زكريا؟ أي من هؤلاء الثلاثة قال مثل هذا القول؟ هل الإهمال الذي وصل إليه النساخ جعلهم يغيرون صاحب النبوءة فتارة هو إرميا و تارة هو إشعيا و تارة زكريا؟ ما هو السبب في ذلك؟
لو أنك قرأت سفر إرميا عشرات المرات فلن تجده يتفوه بمثل هذه الكلمات أو ما يشابهها، فهل كان مؤلف الإنجيل على درجة من الجهل جعله يخلط بين الأنبياء؟ لذلك نرى أن مخطوطات قديمة أخرى قد أصلحت هذا الخطأ فقامت بتعديل الإسم بكل حرية إلى زكريا صاحب النبوءة الحقيقي دونما أي اعتبار لأي قدسية للأسفار الموحى بها زعماً!
و لكن يبقى سؤال أخير: طالما أن زكريا هو صاحب هذا القول، فلماذا نجد أن مخطوطات أخرى نسبت هذه النبوءة إلى إشعيا؟ لذلك لابد من دراستها.
ورد هذا القول في سفر زكريا [11: 12-13] و قد جاء في السياق التالي:
فرَعَيتُ الغنَمَ المُهيَّأةَ للذَّبحِ، ورعَيتُها لِتُجارِ الغنَمِ وأخذتُ لي عصَوَينِ، فسَمَّيتُ الواحدةَ نِعمةَ، وسَمَّيتُ الأُخرى صِلَةَ، ورعَيتُ الغنَمَ. وفي شهرٍ واحدٍ أزلْتُ الرُّعاةَ الثَّلاثةَ، لأنَّ نفْسي ضاقَت بِهِم، ونُفوسُهُم أيضًا سئِمَت مِنِّي. فقُلْتُ لِلغَنَمِ: ((لا أرعاكُم. فمَنْ يمُتْ فليَمُتْ، ومَنْ يَتوارَ فليَتوارَ، والبَقيَّةُ فليَأكُلْ بَعضُها لَحمَ بَعضٍ.)) وأخذتُ عصاتي نِعمةَ وكسَرتُها لأنقُضَ عَهدي الذي قطعتُهُ معَ جميعِ الشُّعوبِ. فنُقِضَ في ذلِكَ اليومِ، وهكذا علِمَ تُجارُ الغنَمِ الذينَ يُراقبونَني أنَّ هذا تَدبيرٌ مِنَ الرّبِّ. فقُلتُ لهُم: ((إنْ حَسُنَ في عُيونِكُم، فهاتوا أُجرتي وإلاَ فاَمتنِعوا.)) فَوَزَنوا أُجرتي ثلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ. فقالَ ليَ الرّبُّ: ((ألقِها في الخزانةِ، وفي بَيتِ الرّبِّ، ثَمنًا كريمًا ثَمَّنوني بهِ)). فأخذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ وألقيتُها في الخزانةِ، في بَيتِ الرّبِّ. وكسَرتُ عَصايَ الأخرى صِلةَ، فنقَضْتُ صِلةَ الإخاءِ بَينَ يَهوذا وإِسرائيلَ.
و هنا لا بد أن نكرر ما قاله متى لتسهيل المقارنة:
فتَمَّ ما قالَهُ النَّبـيُّ إرميا: ((وأخذوا الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، وهيَ ما اَتَّفقَ بَعضُ بَني إِسرائيلَ على أنْ يكونَ ثمنُهُ، ودَفَعوها ثَمنًا لِحَقلِ الخزّافِ. هكذا أمرَني الرَّبُّ.))
بمجرد مقارنة بسيطة نرى كم التحريف الذي وقع على النص المنقول من هذا السفر!
نلاحظ أن هذا النص ليس نبوءة عن يهوذا، و لا نبوءة عن بيع المسيح إطلاقاً، إنما هو شرح حال وقع قبل آلاف السنين مع النبي زكريا الذي يسرد ما حدث بينه و بين شعبه. فهل لأحد أن يبين لنا ما هي الخزانة و بيت الرب في زمن المسيح؟ من هم الرعاة الثلاثة الذي أزيلوا في شهر واحد؟ و ما شأن الغنم التي كان زكريا يرعاها، و العصوين "نعمة و صلة" بالمسيح و يهوذا؟ و شتان بين الثمن الكريم المدفوع لنبي الله زكريا الذي ألقي في بيت الرب و الثمن المدفوع ليهوذا كثمن للخيانة! حتى يهوذا نفسه رفضه و لم يقبله على نفسه و رفضه الكهنة أيضاً و امتنعوا عن وضعه في صندوق الهيكل.
بعد هذه الدراسة يمكننا أن نستشف السبب الذي جعل النساخ يغيرون صاحب هذه النبوؤة المزعومة بين إرميا و زكريا و إشعيا.
هل من مزيد في هذه الفقرة؟ نعم! في تعليقهم على نص هذه النبوءة نجد أن العلماء الاثنين و الثلاثين و بعد دراستهم للمخطوطات يقولون عن هذا النص:
http://bible.oremus.org/?passage=Matthew+27
Or I took
Or the price of the precious One
Other ancient authorities read I gave
أي أن بعض المخطوطات قد ذكرت هذا النص كالتالي:
وأخذت الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ، وهيَ ما اَتَّفقَ بَعضُ بَني إِسرائيلَ على أنْ يكونَ ثمناً للغالي، ودَفَعتها ثَمنًا لِحَقلِ الخزّافِ. هكذا أمرَني الرَّبُّ.
باختصار: النص بهذا الشكل ينسب القول ليهوذا و ليس لزكريا أو أرميا أو إشعيا! بل و يقول أن ما فعله يهوذا كان أمراً من الرب! فهل أمر الرب يهوذا أن يسلم المسيح بثلاثين من الفضة؟ إن ما يقوله يوحنا في إنجيله عن خيانة المسيح هو أن الشيطان دخل في يهوذا فدفعه لخيانة المسيح، و من ثم يقول لنا متى أن الرب أمر بذلك؟
أترك الحكم للقارئ على صحة هذا النص من الأساس!
منقول للنفع والفائدة